عشرات القتلى بهجمات «داعشية» على مقر أمني في عدن

إرهابيون احتجزوا رهائن واستخدموهم دروعاً بشرية

الأمن اليمني لدى تحريره مقر البحث الجنائي من عناصر إرهابية في عدن أمس (إ.ب.أ)
الأمن اليمني لدى تحريره مقر البحث الجنائي من عناصر إرهابية في عدن أمس (إ.ب.أ)
TT

عشرات القتلى بهجمات «داعشية» على مقر أمني في عدن

الأمن اليمني لدى تحريره مقر البحث الجنائي من عناصر إرهابية في عدن أمس (إ.ب.أ)
الأمن اليمني لدى تحريره مقر البحث الجنائي من عناصر إرهابية في عدن أمس (إ.ب.أ)

شهدت عدن يوما داميا أطل فيه الإرهاب مستهدفا مقرا أمنيا بهجوم انتحاري أعقبه اقتحام للمقر واحتجاز رهائن، وتحرير آخرين، وخلف 18 قتيلا، و28 جريحا، وفقا لبيان للشرطة.
وبدأ الهجوم صباح أمس، بعد تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري أمام بوابة مقر «البحث الجنائي» بمنطقة خور مكسر، وتبنى تنظيم داعش العملية التي فجر خلالها عناصر من التنظيم أنفسهم بأحزمة ناسفة إثر تطويق الأمن الموقع.
وذكر بيان صادر عن شرطة عدن أن وحدات أمنية تابعة لإدارة أمن عدن تمكنت من السيطرة على مقر إدارة البحث الجنائي الذي جرى تطهيره مساء أمس من العناصر الإرهابية التي تمركزت في أروقة وغرف تابعة لإدارة البحث، بعد اقتحامه صباحا.
وقال البيان إن رجال الأمن «أجبروا العناصر الإرهابية على الالتجاء لمبان وملحقات بداخل إدارة البحث، وهناك قام الإرهابيون بإعدام عدد من الموظفين واحتجاز آخرين بينهم عاملات تنظيف، وكذا سجناء، واتخذوهم دروعا بشرية؛ الأمر الذي أدى إلى تغيير خطة الهجوم وتطويق ومحاصرة الموقع المستهدف حفاظا على أرواح الرهائن»، مضيفا أن الإرهابيين «استغلوا الموقف وشرعوا بتنفيذ عمليات قنص سقط على أثرها عدد من أفراد الأمن، مستخدمين المحتجزين رهائن ودروعا بشرية».
وفي ساعات ما بعد الظهيرة، تم اتخاذ قرار اقتحام المقر، وبدأ هجوم مكثف من عدة جهات على المقر الذي يحتجز الإرهابيون فيه الرهائن، شاركت فيه الوحدات الأمنية التابعة لإدارة أمن عدن.
وأثناء عملية الاقتحام، يكمل البيان، «فجر أحد الإرهابيين نفسه موقعا قتلى وجرحى من الرهائن، فيما تمكن أبطال الأمن من قتل 4 من الإرهابيين وتحرير عدد من الرهائن».
وتكللت عملية محاصرة بقية عناصر الإرهابيين الذين كان غالبيتهم يرتدون أحزمة ناسفة، بتضييق الخناق عليهم؛ «مما أدى إلى تفجير أنفسهم، ولا تزال عملية التمشيط جارية حتى اللحظة».
وقال رمزي الفضلي، السكرتير الإعلامي لقائد قوات الأمن الخاصة بالحكومة اليمنية الشرعية، مساء أمس، إنهم حرروا 5 من الرهائن الذين كانوا محتجزين داخل مقر «البحث الجنائي» بمدينة عدن.
وأضاف الفضلي في بيان نقلته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن من بين الرهائن الذين تم تحريرهم، مسؤولا بجهاز الإنتربول في عدن، مشيراً إلى أن هناك 8 رهائن لا يزال يحتجزهم «الانغماسيون» في العيادات الجديدة بإدارة البحث حتى لحظة إعداد التقرير (السابعة مساء بتوقيت غرينيتش).



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.