انطلاق أيام قرطاج السينمائية في تونس بعرض الفيلم الفلسطيني «كتابة على الثلج»

تسليط الأضواء على صناع السينما بدلاً من نجوم الشاشتين الكبيرة والصغيرة

TT

انطلاق أيام قرطاج السينمائية في تونس بعرض الفيلم الفلسطيني «كتابة على الثلج»

أضاءت الأنوار شوارع العاصمة التونسية أمس، بمناسبة انطلاق أيام قرطاج السينمائية في دورتها الـ28، وبسط السجاد الأحمر بين ضفتي شارع بورقيبة بالعاصمة التونسية (بين أحد النزل وقاعة سينما الكوليزي) لاستقبال ضيف المهرجان. وخلافاً للدورات السابقة، قال نجيب عياد مدير الدورة، إن الأضواء ستوجه هذه المرة إلى صناع السينما بمختلف أدوارهم، وأكد أنهم سيكونون نجوم حفل الافتتاح، وذلك بعد أن تخلت هيئة تنظيم أيام قرطاج السينمائية عن دعوة الأسماء السينمائية «اللامعة»، وكذلك نجوم الشاشتين الكبيرة والصغيرة.
وتفتتح أيام قرطاج السينمائية بالعرض الأول للفيلم الروائي «كتابة على الثلج» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي صور معظم مشاهد الفيلم في تونس، وذلك بحضور المخرج ومعظم الممثلين في الفيلم إلى جانب لجان التحكيم وصناع الأفلام العربية والأفريقية والعالمية المشاركة في الدورة، علاوة على الموزعين وممثلي المؤسسات ذات العلاقة بالفن السابع.
وفيلم «كتابة على الثلج» إنتاج تونسي - فلسطيني ومصري مشترك وهو يجمع في بطولته شخصيات من جنسيات عربية مختلفة كسوريا وفلسطين ولبنان ومصر.
وتجري أحداث هذا الشريط، في ليلة واحدة، حيث يقبع 5 فلسطينيين محاصرين في شقة صغيرة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ويؤكد الفيلم الانقسامات السياسية والاجتماعية بين الشخصيات والتعصب الديني، وعدم قبول الآخر رغم الاختلاف، وهي عوامل حالت دون تضامنهم وأضعفت مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي. ويشارك في بطولة الفيلم مجموعة من الممثلين السينمائيين العرب، من بينهم غسان مسعود من سوريا وعمرو واكد من مصر، وعرين عمري ورمزي المقدسي من فلسطين ويمنى مروان من لبنان.
وخلال الفترة المتراوحة بين 4 و11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، يتنافس 51 فيلماً من 27 بلداً عربياً وأفريقياً وأجنبياً على مختلف جوائز المهرجان الأعرق على المستويين العربي والأفريقي. وتركز الدورة 28 لأيام قرطاج السينمائية على فضاءات ترويج الأعمال السينمائية وتسويق الإنتاج السينمائي وعقد صفقات وتنفيذ مشاريع سينمائية، إلى جانب عرض آخر الأعمال السينمائية.
ومن بين 14 فيلماً روائياً طويلاً تتنافس على التانيت الذهبي في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية، يمثل لبنان فيلم وحيد يحمل عنوان «القضية 23» للمخرج زياد دويري، وهو فيلم من المنتظر أن يثير جدلاً قوياً خلال هذه الدورة نتيجة تعامل المخرج اللبناني مع ممثلين إسرائيليين في فيلمه السابق «الصدمة» واتهامه بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي.
وتشارك السينما التونسية بـ10 أفلام في مختلف مسابقات الدورة الجديدة لأيام قرطاج السينمائية، وتدخل 3 أفلام تونسية مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وهي فيلم «على كف عفريت» لكوثر بن هنية، وفيلم «مصطفى زاد» لنضال شطا، وفيلم «شرش» لوليد مطار.
ويتزامن افتتاح الدورة الجديدة الذكرى السابعة لوفاة السينمائي التونسي الطاهر شريعة مؤسس تظاهرة أيام قرطاج السينمائية وواضع أهدافها ومحدد هويتها. ويعود تأسيس هذه التظاهرة السينمائية إلى سنة 1966 وقد تولّى شريعة إدارة دوراتها الأولى، وحدد هويتها وملامحها العربية والأفريقية، ويحاول المهرجان العودة إلى ثوابت التأسيس ومبادئ «سينما المقاومة» التي انطلق منها.


مقالات ذات صلة

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.