تراجع معدل البطالة في أميركا إلى أدنى مستوى خلال 17 عاماً

ارتفاع العجز التجاري بنحو 1.7 في سبتمبر

لافتة لإعلان وظائف شاغرة بأحد متاجر «تارغت» بولاية شيكاغو الأميركية  (أ. ب)
لافتة لإعلان وظائف شاغرة بأحد متاجر «تارغت» بولاية شيكاغو الأميركية (أ. ب)
TT

تراجع معدل البطالة في أميركا إلى أدنى مستوى خلال 17 عاماً

لافتة لإعلان وظائف شاغرة بأحد متاجر «تارغت» بولاية شيكاغو الأميركية  (أ. ب)
لافتة لإعلان وظائف شاغرة بأحد متاجر «تارغت» بولاية شيكاغو الأميركية (أ. ب)

تسارع نمو الوظائف الأميركية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعدما تأثر التوظيف سلبا بعراقيل مرتبطة بالأعاصير في سبتمبر الماضي، لكن هناك مؤشرات على أن الزخم في سوق العمل يتباطأ مع تراجع كبير في الزيادات السنوية للأجور.
وقالت وزارة العمل الأميركية في تقرير الوظائف الذي يحظى بمتابعة وثيقة أمس الجمعة إن عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية بالولايات المتحدة زاد 261 ألف وظيفة الشهر الماضي مع عودة 106 آلاف من العاملين بقطاعي الترفيه والضيافة إلى عملهم.
وتلك أكبر زيادة منذ يوليو (تموز) 2016. لكنها تقل عن توقعات خبراء اقتصاديين لزيادة قدرها 310 آلاف وظيفة.
وجرى تعديل بيانات سبتمبر (أيلول) كي تظهر زيادة بواقع 18 ألف وظيفة بدلا من انخفاض بمقدار 33 ألف وظيفة في التقديرات السابقة.
وانخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة قرب أدنى معدل في 17 عاما بسبب خروج أشخاص من قوة العمل.
لكن من المرجح ألا يكون للبيانات تأثير يذكر في تغيير التوقعات بأن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) القادم.
كما ارتفع العجز التجاري الأميركي قليلا عن المتوقع في سبتمبر، وسط قفزة في الواردات طغت على ارتفاع صادرات السلع والخدمات.
وقالت وزارة التجارة الأميركية إن العجز التجاري زاد 1.7 في المائة إلى 43.5 مليار دولار، وجرى تعديل العجز التجاري في أغسطس (آب) المنصرم بالرفع إلى 42.8 مليار دولار من 42.4 مليار في التقديرات السابقة.
وكان خبراء اقتصاد استطلعت رويترز آراءهم توقعوا ارتفاع العجز التجاري إلى 43.2 مليار دولار في سبتمبر. وبعد التعديل في ضوء التضخم، لم يطرأ تغير يذكر على العجز التجاري ليستقر عند 62.2 مليار دولار. وأضافت التجارة 0.41 نقطة مئوية إلى معدل النمو السنوي لاقتصاد البلاد والذي بلغ ثلاثة في المائة في الربع الثالث. وهذه هي المساهمة الفصلية الإيجابية الثالثة للتجارة في الناتج المحلي الإجمالي.
وارتفعت صادرات السلع والخدمات في سبتمبر بنسبة 1.1 في المائة إلى 196.8 مليار دولار، مسجلة أعلى مستوى لها منذ ديسمبر (كانون الأول) 2014. وسجلت صادرات السلع أيضا أعلى مستوياتها منذ ديسمبر (كانون الأول) 2014 بينما بلغت صادرات الخدمات مستوى قياسيا مرتفعا.
وزادت صادرات الإمدادات الصناعية والمواد، لكن صادرات السلع الاستهلاكية تراجعت. وانخفضت الصادرات إلى الصين 1.1 في المائة.
ونمت واردات السلع والخدمات 1.2 في المائة إلى 240.3 مليار دولار في سبتمبر. وسجلت واردات الأغذية أعلى مستوياتها على الإطلاق وكذلك واردات السلع الرأسمالية، في حين بلغت الواردات غير البترولية أعلى مستوى لها منذ مارس (آذار) 2015.
وتراجعت واردات السلع من الصين 0.8 في المائة. ونتيجة لذلك انخفض العجز في تجارة الولايات المتحدة مع الصين، وهي مسألة حساسة سياسيا، بنسبة 0.7 في المائة إلى 34.6 مليار دولار في سبتمبر.
فيما سجل الدولار تحركات طفيفة صعودا وهبوطا أمس بعد خسائر استمرت أسبوعا، مع ترقب الأسواق لبيانات الوظائف الأميركية لانتشال العملة من النطاقات التي سجلتها في الآونة الأخيرة، ويقول بعض محللي السوق إن العملة ربما بلغت ذروتها في الوقت الحالي.
وكان الدولار الأسترالي الخاسر الأكبر خلال صباح تداولات أمس، إذ هبط 0.5 في المائة بعد صدور بيانات مخيبة للآمال عن مبيعات التجزئة. ونزل الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته في شهر بعدما هبط أول من أمس الخميس.
ولم تبد السوق رد فعل يذكر تجاه ترشيح الرئيس الأميركي دونالد ترمب عضو مجلس محافظي الاحتياطي الاتحادي جيروم باول رئيسا لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).
وزاد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات، بنسبة 0.1 في المائة إلى 94.817 مرتفعا عن أدنى مستوياته في أسبوع البالغ 94.411 الذي سجله أمس الأول الخميس.
ونزل الدولار الأسترالي 0.5 في المائة إلى 0.7651 دولار أميركي، إذ تعرض لضغوط جراء بيانات أظهرت استقرار مبيعات التجزئة في سبتمبر، لتأتي دون توقعات السوق التي أشارت لزيادة نسبتها 0.4 في المائة على أساس شهري.
وواصل الجنيه الإسترليني هبوطه بعدما تكبد أكبر خسائره اليومية أمام الدولار الأميركي منذ يونيو (حزيران) مساء الخميس الماضي، حين رفع بنك إنجلترا المركزي أسعار الفائدة للمرة الأولى في أكثر من عشر سنوات، لكنه قال إنه لا يتوقع سوى زيادات تدريجية في المستقبل. وانخفض الإسترليني 0.2 في المائة إلى 1.3040 دولار أميركي، مسجلا أدنى مستوياته منذ السادس من أكتوبر تشرين الأول، بعدما خسر 1.4 في المائة أول من أمس.


مقالات ذات صلة

نمو الوظائف الأميركية يفوق التوقعات والبطالة تتراجع إلى 4.1 %

الاقتصاد شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)

نمو الوظائف الأميركية يفوق التوقعات والبطالة تتراجع إلى 4.1 %

تسارع نمو الوظائف في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في ديسمبر، بينما انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة، مما يعكس قوة سوق العمل في نهاية العام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداول في بورصة نيويورك (رويترز)

بيانات التضخم الأميركية الأسبوع المقبل تضع الأسواق تحت الاختبار

قد تختبر بيانات التضخم في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل أعصاب المستثمرين في أسواق الأسهم، ما يزيد من المخاوف المتعلقة بارتفاع عائدات سندات الخزانة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد متداولون في بورصة نيويورك (رويترز)

المستثمرون الأميركيون ينسحبون من صناديق الأسهم

انسحب المستثمرون الأميركيون من صناديق الأسهم وانتقلوا إلى صناديق أسواق المال الآمنة خلال الأسبوع المنتهي في 8 يناير (كانون الثاني).

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)

الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مما زاد من الطلب على السبائك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» بين خيارين صعبين في ظل اضطرابات سوق السندات

وضعت الاضطرابات الهائلة في سوق السندات بنك الاحتياطي الفيدرالي في موقف صعب للغاية، حيث يواجه خيارين حاسمين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

علَّق البنك المركزي الصيني شراء سندات الخزانة يوم الجمعة، مما رفع العائدات لفترة وجيزة وأثار تكهنات بأنه يكثف دفاعه عن عملة اليوان التي تتراجع منذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

وتقطع هذه الخطوة خمسة أشهر من الشراء، وتتزامن مع موجة بيع شرسة في أسواق السندات العالمية، مما يشير إلى أن بنك الشعب الصيني يحاول أيضاً ضمان ارتفاع العائدات في الداخل بالتوازي، أو على الأقل وقف الانخفاض، كما يقول المحللون.

وعقب الإعلان عن الخطوة، ارتفعت العائدات التي تتحرك عكسياً مع أسعار السندات، رغم أن أسعار الفائدة القياسية لأجل عشر سنوات كانت أقل قليلاً بحلول المساء.

ويشير التحول في السياسة واستجابة السوق الحذرة، إلى محاولة بنك الشعب الصيني إحياء النمو الاقتصادي من خلال الحفاظ على ظروف نقدية ميسرة في حين يحاول أيضاً إخماد ارتفاع السندات الجامح، وفي الوقت نفسه استقرار العملة وسط حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

وقال محللون في «كومرتس بنك» في مذكرة: «لقد أشار البنك إلى استعداده لتخفيف السياسة بشكل أكبر... ومع ذلك، فإن ضعف اليوان بسبب الدولار القوي واتساع الفارق مع أسعار الفائدة الأميركية من شأنه أن يعقد موقف بنك الشعب الصيني».

واستشهد بنك الشعب الصيني بنقص السندات في السوق كسبب لوقف عمليات الشراء، والتي كانت جزءاً من عملياته لتخفيف الأوضاع النقدية وتعزيز النشاط الاقتصادي.

وكان عائد سندات الخزانة الصينية لأجل عشر سنوات قد ارتفع في البداية أربع نقاط أساس، لكنه انخفض في أحدث تداولات بأكثر من نصف نقطة أساس إلى 1.619 في المائة. وارتفع اليوان قليلاً رغم أنه كان يتداول عند مستوى ثابت حول 7.3326 يوان مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له في 16 شهراً.

وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي النقد الأجنبي الآسيوي في بنك «ميزوهو»: «أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض قيمة اليوان هو اتساع فجوة العائد بين الصين والولايات المتحدة، لذا فإن البنك المركزي يرسل إشارة إلى السوق بأن معدل العائد من غير المرجح أن ينخفض ​​أكثر».

وقال البنك المركزي الصيني في بيان إنه سيستأنف شراء السندات عبر عمليات السوق المفتوحة «في الوقت المناسب حسب العرض والطلب في سوق السندات الحكومية».

وكانت أسعار السندات في الصين في ارتفاع مستمر منذ عقد من الزمان - وهو الارتفاع الذي بدأ في الزيادة منذ ما يقرب من عامين حيث تسببت مشكلات قطاع العقارات وضعف سوق الأسهم في تدفق الأموال إلى الودائع المصرفية وسوق الديون.

وهذا الأسبوع شهدت السوق موجة بيع عالمية، والتي زادت بفضل الطلب الذي لا يقاوم على الأصول الآمنة ومراهنات المستثمرين على المزيد من خفض أسعار الفائدة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وحذر بنك الشعب الصيني لشهور من مخاطر الفقاعة مع انخفاض العائدات طويلة الأجل إلى مستويات قياسية متتالية، على الرغم من أن السلطات في الوقت نفسه توقعت المزيد من التيسير. وهبطت العملة بنحو 5 في المائة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير إلى المخاوف من أن تهديدات ترمب بفرض تعريفات تجارية جديدة ستزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني المتعثر.

وقال هوانغ شيويفينغ، مدير الأبحاث في شركة «شنغهاي أنفانغ برايفت فاند كو» في شنغهاي، إنه يتوقع استمرار الاتجاه الهبوطي في عائدات السندات مع «استمرار السوق في التعامل مع وضع التكالب على الأصول»، حيث يوجد نقص في فرص الاستثمار الجيدة... ويوم الجمعة، نقلت «فاينانشيال نيوز»، وهي مطبوعة تابعة لبنك الشعب الصيني، عن أحد خبراء الاقتصاد قوله إن السوق يجب أن تتجنب التوقعات المفرطة بشأن تخفيف السياسة النقدية.

وفي الأسواق، أنهت أسهم الصين وهونغ كونغ الأسبوع على انخفاض مع امتناع المتداولين عن زيادة استثماراتهم في السوق وانتظار تدابير تحفيزية جديدة من بكين.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الصيني ومؤشر «شنغهاي المركب» على انخفاض بنحو 1.3 في المائة يوم الجمعة. وانخفض مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 0.9 في المائة. وعلى مستوى الأسبوع، انخفض مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 1.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 3.5 في المائة.

وقال محللون بقيادة لاري هو، من مؤسسة «ماكواري» في مذكرة: «السؤال الرئيسي في عام 2025 هو مقدار التحفيز الذي سيقدمه صناع السياسات. سيعتمد ذلك إلى حد كبير على تأثير التعريفات الجمركية، حيث سيفعل صناع السياسات ما يكفي فقط لتحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي. ويشعر عدد قليل من المستثمرين أن السوق صاعدة، حيث تظل أرباح الشركات ضعيفة وسط ضعف الطلب المحلي. والرأي السائد هو أن السيولة ستصبح أكثر مرونة في عام 2025 ولكن النمو الاسمي سيظل بطيئاً».