وثائق أبوت آباد تكشف تأثر بن لادن بـ«الإخوان»... وليبيا مركز انطلاق

ركّز على دور «الجزيرة» القطرية في ثورات «الربيع العربي»

وثائق أبوت آباد تكشف تأثر بن لادن بـ«الإخوان»... وليبيا مركز انطلاق
TT

وثائق أبوت آباد تكشف تأثر بن لادن بـ«الإخوان»... وليبيا مركز انطلاق

وثائق أبوت آباد تكشف تأثر بن لادن بـ«الإخوان»... وليبيا مركز انطلاق

في هذه الصورة الملتقطة عام 1994، التي أتيحت للنشر في 19 مارس (آذار) عام 2004، يبدو أسامة بن لادن في مؤتمر صحافي في إقليم خوست الأفغاني. ومقطع الفيديو الذي لم يُشاهد من قبل لنجل أسامة بن لادن وخليفته المحتمل، حمزة، تم الإفراج عنه بتاريخ 1 نوفمبر (تشرين الثاني) لعام 2017، بواسطة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» وسط مجموعة من الملفات التي استعيدت خلال غارة مايو (أيار) لعام 2011 والتي أسفرت عن قتل زعيم «القاعدة» داخل مجمع «أبوت آباد» الذي كان يختبئ فيه بباكستان. ويعرض الفيديو المشهد العلني الأول لحمزة بن لادن كشابّ يافع.
وحتى الآن، لم ير الجمهور سوى صور مرحلة الطفولة لحمزة بن لادن. وخلال السنوات الأخيرة، أفرج تنظيم «القاعدة» عن رسائل صوتية صادرة عن حمزة بن لادن، حسب وكالة أسوشيتد برس.
وتعد هذه الدفعة الرابعة من المستندات التي تم نقلها من مخبأ بن لادن وبدأت السلطات الأميركية في نشرها تباعاً منذ مايو 2015. وتعرض مفكرة شخصية نشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ويبدو أن بعض صفحاتها مكتوب بخط يد إحدى ابنتي أسامة بن لادن وبعضها بخط يده، لمحة مقربة عن الكيفية التي كان الزعيم الأسبق لتنظيم «القاعدة» الإرهابي يرى بها العالم من حوله، كما تكشف اهتمامه الكبير بانتفاضات ما يُعرف بـ«الربيع العربي» في عام 2011 والتي كانت تتكشف أحداثها في الأشهر الأخيرة قبل تنفيذ الغارة الأميركية التي أسفرت عن مصرعه في أبوت آباد.
كان بن لادن يتحدث عن ليبيا ومحاولة جعلها نقطة انطلاق الإرهابيين صوب أوروبا، وعن ذكريات المراهقة عندما كان يزور منزل ويليام شكسبير في بريطانيا، وعن سرعة وتيرة الاضطرابات التي ضربت منطقة الشرق الأوسط في «الربيع العربي». وتنتقل المفكرة الشخصية التي جاءت في 228 صفحة بين مختلف المناقشات، والأفكار، والتأملات التي كان بن لادن يتقاسمها مع أفراد عائلته بشأن كيفية استغلال الانتفاضات العربية لعام 2011، وكيفية الاستفادة القصوى من التغيرات السريعة للغاية في العالم العربي، ومتى يمكن لتنظيم القاعدة أن يدلي بدلوه فيها.
ونقلت المفكرة الشخصية عن بن لادن قوله لعائلته: «هذه الفوضى وغياب القيادة الواعية للثورات العربية هي أفضل بيئة يمكن فيها نشر أفكار ومعتقدات (القاعدة)».
وتؤكد زوجة بن لادن، والمشار إليها في المفكرة باسم «أم حمزة»، لزوجها أن هناك شريطاً أصدره بنفسه قبل 7 سنوات يصف فيه حكام المنطقة بأنهم غير صالحين. وقالت وكالة «أسوشيتد »برس الإخبارية إنها عكفت على فحص نسخة من المفكرة كانت «دورية الحرب الطويلة» (لونغ وور جورنال) قد رفعتها على موقعها الخاص. ولقد نشرت وكالة الاستخبارات الأميركية المفكرة يوم الأربعاء الماضي كجزء من مجموعة من المواد التي تم العثور عليها خلال غارة أبوت آباد. وتبدو المفكرة أنها تغطي المحادثات التي جرت بين بن لادن، وابنتيه مريم وسمية، وزوجته، وابنيه خالد وحمزة، علماً بأن الأخير يُحتمل أن يخلف والده في قيادة التنظيم الذي أسسه من قبل.
وتحمل المفكرة عنوان «المذكرات الخاصة لأبو عبد الله: وجهات نظر الشيخ عبد الله – جلسة مع العائلة»، والتي تشير إلى أسامة بن لادن بالاسم الذي يعرفه فيه أتباعه. وجرت المحادثات المشار إليها في الفترة بين فبراير (شباط) وأبريل (نيسان) من عام 2011، مع بعض مداخلات المفكرة التي تم تأريخها وفق التقويم الهجري.
وخلال تلك الفترة، أطاحت الانتفاضات في كلٍّ من تونس ومصر بالحكام الذين ظلوا يحكمون البلاد لفترات طويلة، وعرّجت على ذكر الاحتجاجات التي شهدتها ليبيا، واليمن، والبحرين، وسوريا. وكانت منطقة الشرق الأوسط بأسرها على أعتاب التغيير الجذري، والفوضى، والاضطرابات التي لا يمكن إيقافها.
وفي ليبيا، انتهت الانتفاضة الشعبية هناك بمقتل العقيد معمر القذافي بعد شهور قليلة من مقتل أسامة بن لادن. وفي اليمن، نجح تنظيم القاعدة في تأمين موطئ قدم أكبر، وهو لا يزال نشطاً في خضم حالة الفوضى والحرب في البلاد.
وفي سوريا، كانت ردود الفعل العنيفة من جانب الحكومة على احتجاجات طلاب المدارس في أوائل عام 2011 إلى اندلاع المظاهرات الجماهيرية العارمة في طول البلاد وعرضها، الأمر الذي أشعل الحرب الأهلية وأزمة اللاجئين الهائلة التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا. وتشير التأملات، المخطوطة في المفكرة بالحبر الأزرق تارة وبالحبر الأحمر تارة أخرى، إلى تقارير إخبارية لما كان يجري في المنطقة وقتذاك.
وعند نقطة معينة، كانت التأملات تنتقد بث تلفزيون «الجزيرة» الصور البشعة من أحد الاحتجاجات المريعة في اليمن، وتقول إنه كان لا بد من نشر تحذير على شاشات القناة لمنع الأطفال من مشاهدة هذه الصور. ومع ذلك، فلقد أشادت المفكرة أيضاً بالقناة المدعومة من الحكومة القطرية بالعمل على إسقاط الأنظمة العربية الحاكمة، ولدورها في رفع «راية الثورات» العربية.
ﻭكان لافتاً ﻓﻲ مذكرات بن لادن تعويله ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﺓ «ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ» ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ. إذ قال ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 51 ﺇﻥ «(ﻗﻨﺎﺓ) ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻲ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻮاء ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ»، مشيراً تحديداً إلى دورها في تونس. ﻭﻨﺼﺢ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ بﺃﻥ ﻳﺤﺮّﺽ ﻣﻨﻈﺮ ﻭﻣﻔﺘﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ «ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ» ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺣﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺿﺎﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺘﻐﻲ ﻣﻨﻬﺎ «ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ» ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ. فقد جاء ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 51 ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺿﺎﻭﻱ يمكن أن يساعد إذا تكلم ﻭ«ﻳﺰﻳﺪ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ أﻥ (ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ) ﻋﻠﻰ ﺣﻖ»، في إشارة ربما إلى ما كان يجري في ليبيا. ﻭﻫﻨﺎ ﺷﺪﺩ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﻣﻊ «ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ» قائلاً إنه «ﻟﻮ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻮﻗﻔﻨﺎ ﺻﻌﺒاً» ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 51 نفسها. ﻭﺷﺪﺩ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺣﻠﻴﻒ ﺇﻋﻼﻣﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻪ، ﺣﻴﺚ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 180 ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ: «ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺒﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﻓﻘﺮﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻓﻴﺔ ﺗﺴﺮﻉ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻣﻊ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ المقبلة».
وبدا أن بن لادن كان قلقاً من وتيرة الأحداث المتسارعة في بعض ثورات المنطقة، معرباً عن اعتقاده أن المسار التدريجي سوف يساعد في تفادي ردود الفعل الثورية المضادة، حيث تسعى أركان الأنظمة الحاكمة إلى السيطرة على السلطة بأي ثمن.
ونقلت المفكرة عن بن لادن قوله: «إنني مستاء للغاية من توقيت اندلاع هذه الثورات. لقد قلنا لهم أن يتحركوا ببطء شديد»، على الرغم من أنه من غير الواضح إلى أي دولة كان يشير بمقولته تلك.
وفيما يتعلق بليبيا، يقول بن لادن إنه يعتقد أن الانتفاضة «قد فتحت الباب أمام الجهاديين»، حسب الوصف الذي يستخدمه. ونقلت المفكرة قوله أيضاً: «هذا هو السبب في أن القذافي وولده يقولان إن المتطرفين سوف يأتون من طريق البحر، والذي سوف يكون منطقة عمليات لتنظيم القاعدة. سوف تتحول ليبيا إلى (صومال) البحر الأبيض المتوسط».
ومع ذلك، بدا بن لادن متردداً في إصدار بيان يدعم المتطرفين في ليبيا، خشية أنه إن تمت الإطاحة بالقذافي، فسوف تحاول الولايات المتحدة توسيع رقعة نشاطها هناك.
ويعد اليمن محور التركيز الرئيسي لأغلب مداخلات المفكرة. وفرع تنظيم القاعدة هناك هو من أنشط الأفرع المنبثقة عن التنظيم في العالم، وتشير المفكرة إلى أن التنظيم كان يخطط لتنفيذ عملية اغتيال ضد الرئيس اليمني في تلك الفترة علي عبد الله صالح، قبل خلعه من الحكم. وتصوّر بن لادن، كما جاء في الوثائق، أن نجاح «الثورة» في اليمن خلال الربيع العربي ستكون له تداعيات واسعة في المنطقة كلها. وهناك دلائل ضعيفة على أن كاتب المفكرة كانت لديه معلومات كافية حول ما كان يجري في منطقة الشرق الأوسط، لما وراء ما كانت تنشره أو تذيعه مختلف وسائل الإعلام، مما يشير إلى أن بن لادن كان في حالة عزلة شبه تامة في مخبئه الذي اتخذه خلال الشهور الأخيرة في أبوت آباد بباكستان، حيث تمكنت القوات الخاصة الأميركية من العثور عليه واغتياله. ويمكن تفسير الأمر أيضاً بأن بن لادن كان يحمي أقاربه من مراقبة أجهزة الاستخبارات.
وعبر الصفحات الأولى من المفكرة، سئل بن لادن عن أفكاره، فأجاب بنفسه بأنه اعتنق ما سمّاه «الأفكار الجهادية» للمرة الأولى خلال المرحلة الثانوية من حياته الدراسية. وقال إن ذلك جاء نتيجة لبيئته المعيشية والدراسية في ذلك الوقت. وحول تطور الفكر المتطرف لأسامة بن لادن، كشف زعيم «القاعدة» في مذكراته الخطية والتي تم الإفراج عنها مع مجموعة المستندات الأخيرة، عن أنه التزم بفكر جماعة «الإخوان»، رغم أنه وصف تعاليم الحركة بـ«المناهج المحدودة». وأشار بن لادن إلى أنه بدأ في التفكير جدياً فيما وصفه بـ«الجهاد» خلال مرحلة الدراسة الثانوية. ومنذ سنواته الأولى، بدا بن لادن غير شغوف بـ«الملذات الدنيوية»، متذكراً قصة رفضه الحصول على ساعة فاخرة جديدة من والده الثري.
ونقلت المفكرة عن بن لادن قوله: «لم تكن هناك جماعة بعينها توجهني، مثل جماعة الإخوان المسلمين». واتضح أن علاقة بن لادن بقيادات طهران كانت قوية، حتى إنه راسل بنفسه المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي وطلب منه الإفراج عن أحد أفراد عائلته. وجاء تسجيل مصور لحفل زفاف نجل بن لادن حمزة، والذي تمت إقامته في طهران ليؤكد الطبيعة المقربة للعلاقة. ويظهر في شريط الفيديو محمد الإسلامبولي شقيق قاتل الرئيس الراحل السادات، الذي كان مقيماً في طهران. وشرحت الوثيقة أيضاً أنه رغم وجود بعض الخلافات بين إيران و«القاعدة»، فإن بن لادن أعطى تعليمات مباشرة وواضحة لعناصر تنظيمه بعدم تشكيل «تهديد» على إيران ووصفها بأنها «شريان مهم» بالنسبة إلى «القاعدة».
ويتذكر أحد فصول مفكرة بن لادن فترة الصيف التي قضاها في المملكة المتحدة للدراسة، عندما كان يبلغ 14 عاماً من عمره، والتي تضمنت زيارة لمنزل ويليام شكسبير. وكان يشعر بعدم الارتياح للوقت الذي أمضاه في بريطانيا، ومن ثم قرر عدم العودة إلى هناك في الصيف الذي يليه. وقال بن لادن عن ذلك: «رأيت أنه مجتمع يختلف تماماً عن مجتمعنا وأنهم فاسدون أخلاقياً».



بوتين يزور كازاخستان لتعزيز العلاقات وبحث ملف الطاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

بوتين يزور كازاخستان لتعزيز العلاقات وبحث ملف الطاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كازاخستان، الأربعاء، في زيارة تستمر يومين تهدف لتوطيد العلاقات مع حليفة بلاده الواقعة في وسط آسيا في ظل تفاقم التوتر على خلفية حرب أوكرانيا.

ورغم انضوائها في «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» التي تقودها موسكو، فإن كازاخستان أعربت عن قلقها حيال النزاع المتواصل منذ نحو ثلاث سنوات مع رفض رئيسها قاسم جومارت توكاييف التغاضي عنه.

وفي مقال نشرته صحيفة «إسفيستيا» الروسية قبيل زيارة بوتين، أكد توكاييف دعم بلاده «الحوار السلمي» من دون أن يأتي على ذكر أوكرانيا، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

من جانبه، أشاد بوتين بـ«التقارب الثقافي والروحي والقيمي» بين كازاخستان وروسيا، وذلك في مقال نشر في صحيفة «كازاخ» الرسمية، قائلا إنه يساعد في تطوير «العلاقات الودية والقائمة على التحالف» مع أستانا بشكل أكبر.

وبث الإعلام الرسمي الروسي مقطعا مصورا لطائرة بوتين لدى هبوطها في أستانا الأربعاء.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل الاستقبال في مقر الرئاسة أكوردا في أستانا بكازاخستان... 27 نوفمبر 2024 (رويترز)

تدهورت العلاقات التجارية بين البلدين في الأشهر الأخيرة مع منع موسكو بعض الصادرات الزراعية من كازاخستان غداة رفض الأخيرة الانضمام إلى مجموعة «بريكس».

وجعل بوتين توسيع تحالف الاقتصادات الناشئة أساسا لسياسة روسيا الخارجية، مسوّقا لمجموعة «بريكس» على أنها قوة موازية لما يعتبرها «هيمنة» الغرب على العالم.

تأتي زيارة بوتين على وقع تصاعد التوتر بين موسكو والغرب بسبب حرب أوكرانيا، إذ أطلقت روسيا صاروخا تجريبيا فرط صوتي باتّجاه جارتها الأسبوع الماضي، بينما أطلقت كييف صواريخ بعيدة المدى زودتها بها كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على روسيا لأول مرة.

وفي سبتمبر (أيلول)، دعا توكاييف إلى حل سلمي للنزاع، محذرا من أن التصعيد يمكن أن يؤدي إلى «تداعيات لا يمكن إصلاحها بالنسبة للبشرية بأكملها».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف يلتقطان صورة مع أطفال في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أوكرانيا على جدول الأعمال

ورغم أن رحلات بوتين الدولية بقيت محدودة منذ العملية العسكرية الروسية الشاملة في أوكرانيا عام 2022، فإنه زار الدولة الواقعة في وسط آسيا بشكل متكرر.

تعد كازاخستان حليفا عسكريا واقتصاديا تاريخيا لروسيا وتمتد الحدود بين البلدين على مسافة 7500 كيلومتر.

ويتوقع أن يناقش الزعيمان العلاقات التجارية وملف الطاقة، إضافة إلى بناء أول محطة في كازاخستان للطاقة النووية، علما بأن شركة «روساتوم» الروسية من بين الشركات المرشحة لبنائها.

تسهم كازاخستان بنحو 43 في المائة من إنتاج اليورانيوم العالمي لكنها لا تملك مفاعلات نووية.

وأكد بوتين الأربعاء أن «(روساتوم) مستعدة لمشاريع كبيرة جديدة مع كازاخستان».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف يرسمان على لوحة قبل لقائهما في أستانا في 27 نوفمبر (أ.ف.ب)

سيوقّع البلدان أيضا عدة وثائق الأربعاء وسيصدران بيانا للإعلام، بحسب مستشار الكرملين يوري أوشاكوف.

ويجتمع بوتين الخميس وقادة «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» في أستانا في إطار قمة أمنية.

وستتصدر أوكرانيا جدول الأعمال، إذ يتوقع أن يناقش القادة «الإذن الغربي (لكييف) بإطلاق صواريخ بعيدة المدى باتّجاه عمق أراضي روسيا الاتحادية»، وفق ما أكدت وكالة «تاس» الإخبارية نقلا عن مصدر.

وفي خطوة لافتة، ستتغيب أرمينيا عن الاجتماع بعدما علّقت عضويتها في المنظمة احتجاجا على عدم وقوف موسكو إلى جانبها في نزاعها مع أذربيجان.

وقال أوشاكوف الثلاثاء إن أرمينيا ما زالت عضوا كاملا في التحالف ويمكن أن تعود في أي لحظة.