استطلاع رأي يشير إلى إمكانية سقوط حكم اليمين في إسرائيلhttps://aawsat.com/home/article/1071671/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%B9-%D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D9%8A%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A5%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84
استطلاع رأي يشير إلى إمكانية سقوط حكم اليمين في إسرائيل
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
استطلاع رأي يشير إلى إمكانية سقوط حكم اليمين في إسرائيل
أظهر استطلاع جديد للرأي أن ما نسبته 53 في المائة من الإسرائيليين المستطلعة آراؤهم، باتوا يعتقدون أنه يجب على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الاعتزال مع انتهاء ولايته الحالية، في حين رأى 38 في المائة أن بإمكانه مواصلة الحكم لفترة إضافية. ولأول مرة منذ 25 عاما، أظهر الاستطلاع أن هناك احتمالا واقعيا لسقوط حكم اليمين وإحراز معسكر الوسط واليسار والعرب أكثرية 61 من مجموع 120 نائبا. وكان الاستطلاع، الذي نشرت نتائجه أمس في «القناة العاشرة» للتلفزيون الإسرائيلي، قد حاول استمزاج آراء المواطنين في ظل تراكم النشر عن ملفات الفساد التي تلاحق نتنياهو، وجهود اليمين للتملص من التحقيقات بفرض قوانين جديدة يلتفون بها على سلطة تطبيق القانون، وشن موجة تحريض وترهيب على قادة الشرطة والنيابة والمحكمة العليا. وقد بين الاستطلاع أن 63 في المائة من الإسرائيليين ينظرون بشكل سلبي إلى قوانين التملص هذه. وعلى مستوى «القاعدة الانتخابية»، في حال جرت انتخابات اليوم، أظهر الاستطلاع أن حزب الليكود برئاسة نتنياهو، قد ضعف بنسبة 20 في المائة، بينما زادت قوة «معسكر اليسار الوسط»، وبات يقترب من أن يتحول إلى «جسم مانع» في وجه «اليمين». ويتكهن استطلاع «القناة العاشرة»، بأنه لو جرت الانتخابات اليوم، فسيحصل «الليكود» على 26 مقعدا، علما بأنه يسيطر حاليا على 30 مقعدا، وسيضاعف حزب «يوجد مستقبل» من قوته؛ من 11 مقعدا في الكنيست حاليا، إلى 22 مقعدا. أما «المعسكر الصهيوني» فتتقلص قوته، وسيهبط من 24 مقعدا حاليا إلى 19 حسب «القناة العاشرة»، وسيحصل حزب «ميرتس» اليساري على 8 مقاعد (له اليوم 6 مقاعد)، بينما تهبط «القائمة المشتركة»، التي تضم الأحزاب العربية الوطنية، من 13 حاليا إلى 12 مقعدا. فإذا جمعنا مقاعد أحزاب الوسط («المعسكر الصهيوني» و«يوجد مستقبل») واليسار (ميرتس) والعرب (المشتركة)، يكون لها أكثرية 61 مقعدا، مقابل 59 مقعدا لليمين وللأحزاب الدينية (الليكود 26، وحزب المستوطنين «البيت اليهودي» سيعزز قوته، من 8 مقاعد حاليا إلى 11، وحزب «كلنا» من 10 حاليا إلى 7 مقاعد، وحزب «يهدوت هتوراه» الديني يحتفظ بقوته؛ 6 مقاعد، وحزب «شاس» الديني الشرقي يهبط من 7 إلى 4 مقاعد). ومع أن نتائج الاستطلاعات تكون عرضة لخطأ بنسبة بين 3 و4 في المائة وتكون خاضعة للتغييرات، فإنه لا يمكن عدّها نهائية، ولكنها تعد مؤشرا مهما، لأن هذه هي المرة الأولى التي تشير فيها إلى احتمال تغلب الوسط واليسار على اليمين، أو على الأقل تشكيل جسم مانع، يصد إمكانية تشكيل حكومة يمين.
الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.
وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.
وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.
وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.
انتهاكات مروّعة
وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.
وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».
ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.
وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.
ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.
وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.
وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.
وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.
إقبال على الهجرة
يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.
لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.
وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».
وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.
وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.
ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.
وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.