«إرهابي نيويورك» أوزبكي هاجر لأميركا عام 2010 وبايع «داعش» بعد مجيئه

سايبوف المتهم في حادث الدهس عمل سائقاً في «أوبر»... وترمب يدرس إرساله إلى غوانتانامو ويهدد بإنهاء برنامج التأشيرات بالقرعة

«إرهابي نيويورك» أوزبكي هاجر لأميركا عام 2010 وبايع «داعش» بعد مجيئه
TT

«إرهابي نيويورك» أوزبكي هاجر لأميركا عام 2010 وبايع «داعش» بعد مجيئه

«إرهابي نيويورك» أوزبكي هاجر لأميركا عام 2010 وبايع «داعش» بعد مجيئه

تواصلت التحقيقات في حادثة الدهس التي وقعت في نيويورك، أول من أمس، بكشف هوية المنفذ وانتماءاته، غير أن الجهات الأمنية لا تزال تبحث في إمكانية تحركه ضمن مجموعة، أو قيامه بالهجوم بمفرده.
وأكد حاكم ولاية نيويورك أندرو كيومو، أن منفذ الاعتداء الذي قتل ثمانية أشخاص دهساً بشاحنة صغيرة، كان على صلة بتنظيم داعش، واعتنق التطرف في الولايات المتحدة، عبر برنامج التاشيرات بالقرعة أو ما يسمى يانصيب البطاقة الخضراء (غرين كارد) الذي تمنح بموجبه الخارجية الأميركية تأشيرات دخول سنويّاً لمواطني عدد من الدول، وهدد الرئيس دونالد ترمب أمس بإلغائه، كما هدد بارسال الجاني الى غوانتانامو.
وأسفر الاعتداء عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 11 آخرين، بينهم 5 أرجنتينيين، و3 بلجيكيين. ووصف كيومو لقناة «سي إن إن»، الرجل البالغ من العمر 29 عاماً ويدعى سيف الله سايبوف بأنه «جبان منحرف»، و«نموذج للذئب المنفرد»، موضحاً أنه «بعد وصوله إلى الولايات المتحدة بدأ بالتعرف على تنظيم داعش»، وأضاف: «لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أنه يتصرف بمفرده أو أن ما قام به كان جزءاً من عملية لا تزال جارية أو من ضمن خطط لهجمات أخرى».
وصل سايبوف إلى الولايات المتحدة قادماً من أوزبكستان عام 2010، ويحمل إذن إقامة دائماً (غرين كارد). وبعد تنفيذه الهجوم، ترك رسالة مكتوبة بايع فيها «داعش»، وفق مصادر مقربة من التحقيق تحدثت لوسائل الإعلام الأميركية. وأظهرت التحقيقات الأولية التي تجريها الشرطة الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي صوراً للمتهم مأخوذة من كاميرات الشارع بعد حادث الدهس وهو ممسك ببندقية ومسدس. وقالت وسائل إعلام إنه قام بدم بعملية الدهس بدم بارد، مستهدفا المارة، وبينهم أطفال وصبية على دراجاتهم. واستخدم في عمليته شاحنة استأجرها من محل «هوم ديبو» الأميركي الشهير.
وبينت الصور والفيديو القصير المتهم بلحية سوداء طويلة. وقالت الشرطة إنها أطلقت النار على الجاني، وأصابته في البطن أو في الساق، حسب رواية أخرى، حيث تم نقله إلى المستشفى لعلاجه.
والمتهم سابفولو سايبوف (29 عاماً) من مدينة طشقند عاصمة أوزباكستان، هاجر إلى الولايات المتحدة عام 2010 عبر برنامج يانصيب البطاقة الخضراء (غرين كارد). وتنقل سايبوف بين عدد من الولايات الأميركية لعدة سنوات. وتقول بعض المصادر إنه عاش في ولايات فلوريدا، وأوهايو، ثم استقر في ولاية نيوجيرسي القريبة من نيويورك، حيث كان يقيم في باترسون وهي مدينة تضم 140 ألف ساكن. وكان يعمل سائق شاحنة من 2011 إلى 2013، ولم يحصل سوى على أربع مخالفات مرورية طوال عمله. كما لا توجد أي شبهات جنائية ضده. كما عمل سائق «أوبر» خلال الستة أشهر الماضية واجتاز أيضاً الفحص الذي تقوم به الشركة لسائقيها.
وتشير المعلومات إلى أنه تزوج في 25 مارس (آذار) عام 2013 في ولاية أوهايو من نوزيما أويلوفا وهي أوزباكستانية ولديه طفلان.
وأشارت التقارير إلى أنه اعتنق التطرف بعد مجيئه إلى الولايات المتحدة. وكان المتهم يتردد على مسجد قريب من بيته يسمي «جامع عمر بن الخطاب»، لكن بعض المترددين على المسجد أشاروا إلى أنه لم يكن دائم المواظبة على الصلاة ولم يكن اجتماعيّاً.
وفي يوم الحادث، استقل سيارة ماركة «سيينا» إلى محل «هوم ديبو» وقام باستئجار شاحنة صغيرة، قادها إلى مكان مزدحم بالقرب من مركز التجارة العالمي في مانهاتن بالقرب من إحدى المدارس ومسار للدراجات، واصطدم بحافلة مدرسية ثم قام بدهس مجموعة من المارة وبعض التلاميذ الذين كانوا يستقلون دراجاتهم مما أسفر عن مصرع ثمانية أشخاص وإصابة 12 شخصاً. وبعد الاصطدام والدهس تحطمت مقدمة الشاحنة المستأجرة، وترجل منها سايبوف وهو يمسك ببندقية ومسدس صغير وقام أحد رجال الشرطة بإطلاق النار عليه. وتم نقله إلى مستشفى قريب حيث أجريت له عملية جراحية بسيطة. ومن المقرر نقله إلى أحد السجون وإخضاعه للتحقيقات. وأكدت شبكة «سي بي إس نيوز» نقلاً عن أحد عملاء المكتب الفيدرالي، أنه ترك ورقة مكتوبة باللغة الإنجليزية بالقرب من الشاحنة المستخدمة في الهجوم تقول إن هذا الهجوم باسم «داعش».
وأشار مكتب التحقيقات الفيدرالي والوكالات الاستخباراتية إلى أنه يجري البحث في قواعد البيانات عن معلومات أخرى عن المتهم بما في ذلك السفريات التي قام بها، ومن كان على تواصل معه، ومدى ارتباطه بتنظيم داعش، وأية جماعات متطرفة أخرى. وركزت وسائل الإعلام الأميركية أن المتهم قام بعملية الدهس بشكل مستوحى من دعاية «داعش».
وأشارت عدة تقارير صحافية أن المتهم قام بالبحث عبر الإنترنت عن عمليات قام بها «داعش»، وأنه بحث طويلاً عن معلومات حول عمليات الدهس بالسيارات. وأشارت الشرطة إلى أنها تعتقد أن المتهم كان يعمل بمفرده وليس له شركاء داخل البلاد.
من جهته، انتقد الرئيس دونالد ترمب، أمس، برنامج التأشيرات بالقرعة الذي تقدمه وزارة الخارجية مما سمح للمواطن الأوزبكي بدخول البلاد. وقال ترمب: «جاء الإرهابي إلى بلادنا من خلال ما يسمى (برنامج يانصيب)». وفي كل عام تمنح وزارة الخارجية بشكل عشوائي عدداً محدوداً من التأشيرات لأشخاص من بلدان لديها معدلات هجرة منخفضة إلى الولايات المتحدة. وتسمح تأشيرة الهجرة أو «يانصيب البطاقة الخضراء» للمتلقي بالحصول على بطاقة إقامة دائمة. ومنذ عام 1995 يحصل سنويّاً نحو 50 ألف شخص على التأشيرة من بين الملايين الذين يتقدمون بطلب للحصول عليها.
وقال ترمب إنه يدرس إرسال المشتبه به في الهجوم الإرهابي إلى معتقل غوانتانامو في القاعدة العسكرية الأميركية على خليج غوانتانامو بكوبا، وأشار إلى أنه بدأ العمل مع الكونغرس لمراجعة وتفكيك برنامج التأشيرات بالقرعة التي يأتي من خلالها الإرهابي المشتبه به إلى الولايات المتحدة.
وشدد ترمب على أن الحادث كان مروعا، واصفا المشتبه به بالحيوان، وقال: «كان حادثا مروعا وعلينا أن نوقفه وأن نوقع عقوبة أسرع بكثير وأكبر بكثير من العقاب الذي تحصل عليه هذه الحيوانات الآن».
وأعلن المكتب الرئاسي في طقشند، أمس، أن الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف أعرب عن مواساته للرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقال ميرزيوييف: «أوزبكستان مستعدة لتكريس كل الجهود والوسائل في المساعدة في الكشف عن ملابسات هذا الهجوم الإرهابي». وأضاف ميرزيوييف في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية على الإنترنت: «نحن ندين بشكل حاسم جميع أشكال ومظاهر التطرف والإرهاب».



أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.