«تكفيري» يطعن بسكين رجلَي أمن أمام البرلمان التونسي

TT

«تكفيري» يطعن بسكين رجلَي أمن أمام البرلمان التونسي

أفاقت العاصمة التونسية على حادثة طعن بسكين نفذها عنصر وُصف بأنه «تكفيري» ضد رجلي أمن كانا يسيّران حركة المرور أمام ساحة باردو المقابلة لمقر مجلس نواب الشعب (البرلمان التونسي).
وأوردت وزارة الداخلية التونسية معطيات حول الحادثة، فأكدت تعرض ضابط في الأمن برتبة عقيد إلى الطعن على مستوى الوجه، في حين جُرح رجل أمن كان يرافقه على مستوى الجبين. وأوضحت، أن «العنصر التكفيري» ردّد عبارات متطرفة أثناء هجومه على رجلي الأمن، ووصفهما بـ«الطواغيت».
ويدعى الإرهابي الذي هاجم الدورية الأمنية زياد الغربي، ويقطن في «حي 18 جانفي» (يناير) الشعبي في منطقة التضامن، غرب العاصمة التونسية. وهو من مواليد سنة 1992، وليست له سوابق عدلية، وليس مصنفاً لدى الأجهزة الأمنية التونسية. وأشارت الوزارة إلى أن العنصر الإرهابي اعترف، وفق التحرّيات الأولية بعد توقيفه، بأنه تبنى الفكر «التكفيري» منذ ثلاث سنوات ويعتبر رجال الأمن «طواغيت» على حدّ تعبيره، ويرى أن قتلهم «نوع من أنواع الجهاد»، بحسب اعتقاده.
ونُقل ضابط الأمن إلى مستشفى الرابطة (وسط العاصمة) لتلقي العلاج بالعناية المركزة، في حين تم إسعاف زميله في موقع الحادثة. وقالت التونسية حنان عرفة، مديرة مستشفى الرابطة: إن الإطارات الطبية في المستشفى أجرت عملية جراحية استعجالية للأمني المطعون، وأكدت أن وضعه الصحي ما زال حرجاً وتم تحويله إلى قسم الإنعاش.
من ناحيته، نفى طارق الرياحي، من نقابة أعوان وإطارات إقليم الأمن الوطني بتونس، في تصريح إعلامي، خبر موت الضابط المطعون أمام ساحة البرلمان، وأكد أن منفذ العملية إرهابي واحد وتم القبض عليه، مضيفاً أن الموقوف سيكون «محط اهتمام أمني»؛ بهدف الكشف عما إذا كانت هناك «خلايا إرهابية نائمة» في أحياء العاصمة التونسية.
ومن شأن هذا الهجوم الإرهابي الجديد أن يعيد إلى واجهة الاهتمام في تونس مطالبة نقابات قوات الأمن بسن قانون يجرّم الاعتداءات على الأمنيين، وهو مطلب قديم هاجمته منظمات حقوقية تونسية ودولية نتيجة انعكاساته السلبية على الحريات الفردية والجماعية. وقال علية العلاني، الخبير التونسي في الجماعات المتشددة لـ«الشرق الأوسط»: إنها المرة الأولى التي تلجأ فيها التنظيمات الإرهابية إلى السكاكين ضمن ما يعرف باسم «الذئاب المنفردة» لمهاجمة عناصر أمنية تونسية، معتبراً ذلك مؤشراً خطيراً يؤكد تضييق الخناق على التنظيمات الإرهابية ويأسها من تنفيذ عمليات إرهابية واسعة، كما كان الأمر سنتي 2014 و2015 حين هاجمت بكثافة عناصر الأمن والجيش في أكثر من منطقة. وأشار العلاني إلى مؤتمر لجماعة «أنصار الشريعة» منعته السلطات التونسية سنة 2012، لكنه على رغم ذلك ضم، وفق جهات أمنية تونسية، نحو 40 ألف مناصر تونسي للتوجهات المتطرفة و«من غير المنتظر أن يضمحل هؤلاء ويندثروا أو يتراجعوا عن قناعاتهم بسرعة»، متوقعاً أن يكون الآلاف من مناصري الأفكار التكفيرية يعيشون بين التونسيين.
وتقدّر مراكز تونسية مختصة في الأمن والجماعات الإرهابية عدد الخلايا الإرهابية النائمة في تونس بما بين 300 و400 خلية، وهي تعتمد على مبدأ التخفي، ولا تعلن ولاءها للتنظيمات الإرهابية، لكنها على استعداد في كل وقت لتقديم الدعم المادي والمعنوي لها. ووفق إحصائيات حكومية رسمية، يُقدّر عدد التونسيين الذين انضموا إلى بؤر التوتر في الخارج بنحو 2929 إرهابياً، وقد عاد إلى تونس قرابة 800 منهم، وهم محل متابعة من قبل أجهزة الأمن المختصة بمكافحة الإرهاب والتطرف.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.