«لويس فويتون» وجيف كونز يكتبان فصلاً ثانياً حول علاقة الفن والإكسسوارات

حقيبة تجسد لوحة للفنان تيرنر -  من الحملة الترويجية للمجموعة الجديدة وتظهر فيها حقيبة تجسد لوحة للفنان كلود مونيه
حقيبة تجسد لوحة للفنان تيرنر - من الحملة الترويجية للمجموعة الجديدة وتظهر فيها حقيبة تجسد لوحة للفنان كلود مونيه
TT

«لويس فويتون» وجيف كونز يكتبان فصلاً ثانياً حول علاقة الفن والإكسسوارات

حقيبة تجسد لوحة للفنان تيرنر -  من الحملة الترويجية للمجموعة الجديدة وتظهر فيها حقيبة تجسد لوحة للفنان كلود مونيه
حقيبة تجسد لوحة للفنان تيرنر - من الحملة الترويجية للمجموعة الجديدة وتظهر فيها حقيبة تجسد لوحة للفنان كلود مونيه

أكثر من عام ودار «لويس فويتون» منكبة على كتابة فصل ثانٍ من قصتها مع الفنان المعاصر جيف كونز. فبعد نجاح تجربتها معه، التي تمخضت عن مجموعة من الإكسسوارات التي جسدت لوحات لفنانين كبار من الزمن الماضي، كشفت منذ أسبوع عن المجموعة الثانية من هذه الحقائب والإكسسوارات. ارتكزت هي الأخرى على سلسلة من لوحات العمالقة الكبار، أو ما تطلق عليهم الدار الـ«ماسترز»، لتشمل لوحة «فتاة مستلقية» للفنان فرنسوا باوتشر و«أرض مبهجة» لبول غوغان، و«غداء على العشب» لإدوارد مانيت ولوحة «زنابق الماء» لكلود مونيه و«الانتصار» لنيكولاس بوسين، وأخيراً وليس آخراً لوحة «روما القديمة» لجاي.إم.تيرنر.
ويشرح كونز اختياراته هاته قائلاً: «إنهم جزء من حمضي النووي». أما عن تجربته في عالم الموضة فعلق بأن هذه الحقائب ليست مجرد إكسسوارات عادية، بل «تحمل رسالة حب للفن والإنسانية على حد سواء».
كما هو الحال في الفصل الأول من مجموعة «ماسترز»، أعاد كونز تشكيل مونوغرام «لويس فويتون» الشهير لتحمل أحرفه الأولى، وهو ما يمكن اعتباره خروجاً عن تقاليد الدار لحد الآن. فهي لم تسمح من قبل بالتلاعب بهذا الرمز الأيقوني لأي سبب من الأسباب. لكن على ما يبدو فإنها تضعف أمام الفن، ولم تستطع أن ترد لجيف كونز طلباً. تم تصميم بعض عناصر المونوغرام الجديد من المعدن، وُضع على الجزء الخارجي من الحقيبة إلى جانب توقيع كونز الخاص. كما تحمل كل حقيبة شكل الأرنب الذي أصبح رمزاً يتكرر في أعماله. وحتى من لا يعرف عن هذه اللوحات الشيء الكثير، فإن الدار الفرنسية والفنان أخذا على عاتقهما تثقيفه وتوسيع دائرة معارفه في هذا الخصوص، بوضع شرح موسع لكل لوحة بداخل الحقيبة، حتى إذا تحولت إلى موضوع للنقاش تكون صاحبتها على دراية تامة بكل تفاصيلها.
تجدر الإشارة إلى أن علاقة «لويس فويتون» بالفن ليست جديدة. فقد سجلت سبقاً في هذا المجال منذ عقود ولا تزال رائدة فيه بتعاوناتها المستمرة مع فنانين كبار. فقد سبق لها مثلاً أن تعاونت مع كل من ستيفن سبروس، وتاكاشي موراكامي، وريتشارد برينس، ويايوي كوساما، وسيندي شيرمان، وجايمس توريل، وأولافور إلياسون ودانيال بورين. وتوجت هذه العلاقة بين الموضة والفن في عام 2014 بافتتاح مؤسسة «لويس فويتون» في باريس، وهي عبارة عن متحف فني من تصميم المعماري فرانك غيري لعرض أعمال فنية معاصرة على وجه الخصوص.


مقالات ذات صلة

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

لمسات الموضة جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

في ظل ما تمر به صناعة الترف من تباطؤ وركود مقلق أكدته عدة دراسات وأبحاث، كان لا بد لصناع الموضة من إعادة النظر في استراتيجيات قديمة لم تعد تواكب الأوضاع…

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة «موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)

درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

الألوان مثل العطور لها تأثيرات نفسية وعاطفية وحسية كثيرة، و«موكا موس» له تأثير حسي دافئ نابع من نعومته وإيحاءاته اللذيذة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)

2024... عام التحديات

إلى جانب الاضطرابات السياسية والاقتصادية، فإن عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض لا تُطمئن صناع الموضة بقدر ما تزيد من قلقهم وتسابقهم لاتخاذ قرارات استباقية.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة ماثيو بلايزي مصمم «بوتيغا فينيتا» سابقاً (غيتي)

2024...عام الإقالات والتعيينات

تغييرات كثيرة شهدتها ساحة الموضة هذا العام، كانت من بينها إقالات واستقالات، وبالنتيجة تعيينات جديدة نذكر منها:

جميلة حلفيشي (لندن)

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
TT

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

تحظى سراويل الجينز اليابانية المصبوغة يدوياً بلون نيلي طبيعي، والمنسوجة على أنوال قديمة، باهتمام عدد متزايد من عشاق الموضة، الذين لا يترددون في الاستثمار في قطع راقية بغض النظر عن سعرها ما دامت مصنوعةً باليد. وعلى هذا الأساس يتعامل كثير من صُنَّاع الموضة العالمية مع ورشات يابانية متخصصة في هذا المجال؛ فهم لا يزالون يحافظون على كثير من التقاليد اليدوية في صبغ قطنه وتصنيعه من الألف إلى الياء.

يوضع القطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن لا يلوّنها وحدها بل أيضاً أيدي العاملين (أ.ف.ب)

داخل مصنع «موموتارو جينز» الصغير في جنوب غربي اليابان، يغمس يوشيهارو أوكاموتو خيوط قطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن يلوّن يديه وأظافره في كل مرّة يكرر فيها العملية. يتم استيراد هذا القطن من زيمبابوي، لكنّ الصبغة النيلية الطبيعية المستخدَمة مُستخرجةٌ في اليابان، ويؤكد أوكاموتو أنّ لونها غني أكثر من الصبغات الاصطناعية. وكانت هذه الطريقة التي يشير إلى أنها «مكلفة» و«تستغرق وقتاً طويلاً»، شائعةً لصبغ الكيمونو في حقبة إيدو، من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر.

العمل في هذه المصانع صارم فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع من صبغة إلى خياطة (أ.ف.ب)

وتشكِّل «موموتارو جينز» التي أسستها عام 2006 «جابان بلو»، إحدى عشرات الشركات المنتِجة لسراويل الجينز، ويقع مقرها في كوجيما، وهي منطقة ساحلية تشتهر بجودة سلعها الحرفية، بعيداً عن سراويل الجينز الأميركية المُنتَجة على نطاق صناعي واسع. ويقول رئيس «جابان بلو»، ماساتاكا سوزوكي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن صارمون جداً فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع». ويشمل ذلك «جودة الخياطة والصبغة»، ما يجعل الاعتماد على مهارات التصنيع التقليدية للحرفيين المحليين، مسألة ضرورية.

بيد أن كل ما هو منسوج يدويا ومصنوع بهذا الكم من الحرفية له تكلفته، إذ يبلغ سعر النموذج الرئيسي من الجينز الذي تنتجه «موموتارو» نحو 193 دولاراً. أما النموذج الأغلى والمنسوج يدوياً على آلة خشبية محوّلة من آلة نسج كيمونو فاخرة، فيتخطى سعره 1250 دولاراً.

يعمل أحد الحرفيين على تنفيذ بنطلون جينز باليد بصبر رغم ما يستغرقه من وقت (أ.ف.ب)

ومع ذلك، ازداد الاهتمام بما تنتجه «جابان بلو» على أساس أنها إحدى ماركات الجينز الراقية على غرار «إيفيسو»، و«شوغر كين». وتمثل الصادرات حالياً 40 في المائة من مبيعات التجزئة، كما افتتحت الشركة أخيراً متجرها السادس في كيوتو، ويستهدف السياح الأثرياء بشكل خاص. يشار إلى أن صناعة الجينز ازدهرت في كوجيما بدءاً من ستينات القرن العشرين لما تتمتع به المنطقة من باع طويل في زراعة القطن وصناعة المنسوجات. وخلال حقبة إيدو، أنتجت المدينة حبالاً منسوجة للساموراي لربط مقابض السيوف. ثم تحوّلت بعد ذلك إلى صناعة «تابي»، وهي جوارب يابانية تعزل إصبع القدم الكبير عن الأصابع الأخرى، وانتقلت فيما بعد إلى إنتاج الأزياء المدرسية.

تعدّ سراويل الجينز الياباني من بين أغلى الماركات كونها مصنوعة ومصبوغة باليد (أ.ف.ب)

ويقول مايكل بندلبيري، وهو خيّاط يدير مشغل «ذي دينيم دكتور» لتصليح الملابس في بريطانيا، إنّ سوق سراويل الجينز اليابانية «نمت خلال السنوات الـ10 إلى الـ15 الماضية». ومع أنّ محبي الجينز في الدول الغربية يبدون اهتماماً كبيراً بهذه السراويل، «لا يمكن للكثيرين تحمل تكاليفها»، بحسب بندلبيري. ويتابع قائلاً: «إن ماركات الجينز ذات الإنتاج الضخم مثل (ليفايس) و(ديزل) و(رانغلر) لا تزال الأكثر شعبية، لكن في رأيي تبقى الجودة الأفضل يابانية». ويرى في ضعف الين وازدهار السياحة فرصةً إضافيةً لانتعاش سوق هذه السراويل.

رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها فإن الأنوال القديمة لا تزال هي المستعملة احتراماً للتقاليد (أ.ف.ب)

يعزز استخدام آلات النسيج القديمة رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها، وبالتالي لا تملك سوى رُبع قدرة أنوال المصانع الحديثة، من سمعة «موموتارو جينز» التي تعود تسميتها إلى اسم بطل شعبي محلي. وغالباً ما تتعطَّل هذه الأنوال المصنوعة في الثمانينات، في حين أنّ الأشخاص الوحيدين الذين يعرفون كيفية تصليحها تزيد أعمارهم على 70 عاماً، بحسب شيغيرو أوشيدا، وهو حائك حرفي في موموتارو.

يقول أوشيدا (78 عاماً)، وهو يمشي بين الآلات لرصد أي صوت يشير إلى خلل ما: «لم يبقَ منها سوى قليل في اليابان» لأنها لم تعد تُصنَّع. وعلى الرغم من تعقيد هذه الآلات، فإنه يؤكد أنّ نسيجها يستحق العناء، فـ«ملمس القماش ناعم جداً... وبمجرّد تحويله إلى سروال جينز، يدوم طويلاً».