قوات الأمن المصرية «تثأر» من منفذي هجوم «الواحات»

حررت الضابط المخطوف وقتلت عدداً من المسلحين

TT

قوات الأمن المصرية «تثأر» من منفذي هجوم «الواحات»

قالت مصادر أمنية مصرية إن قوات الأمن نفّذت عملية ناجحة، أمس، ثأرت فيها من منفذي هجوم «الواحات» الإرهابي الذي وقع قبل نحو أسبوعين، محدثاً هزة كبرى في البلاد. وأوضحت المصادر أن «قوات من الجيش والشرطة نجحت، خلال عملية مُعدة منذ أيام، شاركت فيها القوات الجوية، في القضاء على مسلحين من منفذي هجوم الواحات، إضافة إلى تحرير الضابط محمد الحايس الذي كان مختطفاً لدى منفذي الهجوم، بعد إصابته بطلق ناري في قدمه».
وقتل 16 ضابطاً ومجنداً مصرياً وأصيب 13 آخرون، بينما قتل وأُصيب 15 إرهابياً في مواجهات عنيفة دارت في «الكيلو 135» بمنطقة الواحات البحرية (جنوب الجيزة) يوم الجمعة 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتعود أحداث الواقعة إلى خروج مأموريتين للشرطة باتجاه موقع يُشتبه باختفاء متشددين فيه حيث «يعدّون لارتكاب مجموعة من العمليات داخل المحافظات». وخلال تقدّم إحدى المأموريتين تعرضت لإطلاق نار، ما أسفر عن مقتل عدد كبير في ضباطها وعناصرها.
وقالت القوات المسلحة، في بيان أمس، إنه «بناءً على معلومات مؤكدة بالتعاون مع عناصر وزارة الداخلية عن أماكن اختباء العناصر الإرهابية التي قامت باستهداف قوات الشرطة على طريق الواحات، وبناءً على أوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة، قامت القوات الجوية بمهاجمة منطقة اختباء العناصر الإرهابية على طريق الواحات بإحدى المناطق الجبلية غرب الفيوم». وأضافت أن «الضربات أسفرت عن تدمير 3 عربات دفع رباعي محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد شديدة الانفجار، والقضاء على عدد كبير من العناصر الإرهابية؛ بينما تقوم القوات الجوية بالتعاون مع عناصر الشرطة بتمشيط المنطقة للقضاء على العناصر الهاربة».
وقال مصدر أمني إن أجهزة الأمن نجحت في تحرير الضابط محمد الحايس، ضمن عملية شاركت فيها قوات من الداخلية والعمليات الخاصة بجانب القوات المسلحة. والحايس، هو ضابط برتبة نقيب، كان من بين أفراد المأمورية الأمنية التي تعرضت للهجوم في منطقة الكيلو 135. وأضاف المصدر الأمني، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية)، أنه تم نقل النقيب الحايس إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة لتلقي العلاج اللازم.
وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، قال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث باسم القوات المسلحة، إن «العملية الأمنية ما زالت جارية -حتى كتابة التقرير- لتمشيط الموقع وتصفية (بقية) الإرهابيين أو اعتقالهم».
وأحدث هجوم «الواحات» ارتباكاً أمنياً واسعاً في البلاد. وسبق أن أعلنت وزارة الداخلية قبل أيام حركة تنقلات كبيرة شملت عدداً من القيادات الأمنية، من بينها تعيين اللواء محمود توفيق مساعداً للوزير لقطاع الأمن الوطني، وتعيين اللواء عصام سعد مساعداً للوزير مديراً لأمن الجيزة، في خطوة فُسّرت بأنها رد على العملية الإرهابية في الواحات.
ولم تعلن أي جماعة حتى الآن مسؤوليتها عن هجوم الواحات. وخلال الأيام الماضية، نفذت قوات الأمن المصرية عمليات عدة قرب الحدود الغربية مع ليبيا، ضد مجموعات مسلحة تنشط في الصحراء الغربية التي باتت مسرحاً جديداً للإرهاب في مصر يضاف إلى البؤرة التقليدية في شمال شبه جزيرة سيناء. وتشكل الصحراء الغربية مصدر خطورة على الأمن المصري، كونها بالأساس ملاصقة للحدود المصرية مع ليبيا التي تشهد صراعات أمنية وسياسية منذ عام 2011، سمحت للمسلحين من الجماعات الإرهابية المنتشرة بشكل مكثف هناك، بالعبور إلى مصر وتهريب مختلف أنواع الأسلحة.
وأعلن الجيش المصري، في بيان آخر أول من أمس، نجاح القوات الجوية في إحباط محاولة لتسلل 6 عربات دفع رباعي محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد المهربة داخل خط الحدود الغربية. وذكر أن العملية «أسفرت عن استهداف وتدمير السيارات المتسللة والقضاء على العناصر الإجرامية بداخلها، بينما تواصل عناصر حرس الحدود مدعومة بعناصر المنطقة الغربية العسكرية والقوات الجوية تمشيط المنطقة الحدودية في محيط العملية».
وتقاتل قوات الأمن المصرية جماعات متشددة مسلحة معظمها في شمال شبه جزيرة سيناء، منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين» في 2013، بعد احتجاجات حاشدة على حكمه. وقتل المئات من قوات الأمن في هجمات للمتشددين في السنوات القليلة الماضية.
إلى ذلك، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، تأجيل محاكمة 739 متهماً من قيادات وعناصر «الإخوان» -المصنفة رسمياً جماعة إرهابية- يتصدرهم محمد بديع المرشد العام للجماعة، إلى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، في قضية «اعتصام ميدان رابعة العدوية». وجاء قرار التأجيل لاستكمال الاستماع إلى أقوال الشهود.
وتضم قائمة المتهمين في القضية عدداً من كبار قادة «الإخوان»، من بينهم عصام العريان، ومحمد البلتاجي، وباسم عودة، وعبد الرحمن البر، وصفوت حجازي، وأسامة ياسين. إلى جانب عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى تنظيم «الجماعة الإسلامية»، وعصام سلطان، وطارق الزمر.
وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين أنهم خلال الفترة من 21 يونيو (حزيران) 2013 حتى 14 أغسطس (آب) من ذات العام، ارتكبوا جرائم تدبير تجمهر مسلح والاشتراك فيه بميدان رابعة العدوية (شرق القاهرة)، وقطع الطرق، وتقييد حرية الناس في التنقل، والقتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة المكلفة بفض تجمهرهم، والشروع في القتل العمد، وتعمد تعطيل سير وسائل النقل.


مقالات ذات صلة

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )
آسيا أفراد من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

قُتل 3 جنود من رجال الأمن الباكستاني، كما قُضي على 19 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية واشتباكات وقعت في المناطق الشمالية من باكستان.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.