تشييد المساكن الجديدة محرك اقتصادي في هلسنكي

ارتفعت 40% خلال العام الماضي

يأتي أغلب المشترين الأجانب في هلسنكي من الدول الأوروبية مثل السويد وإستونيا من العاملين الوافدين في فنلندا
يأتي أغلب المشترين الأجانب في هلسنكي من الدول الأوروبية مثل السويد وإستونيا من العاملين الوافدين في فنلندا
TT

تشييد المساكن الجديدة محرك اقتصادي في هلسنكي

يأتي أغلب المشترين الأجانب في هلسنكي من الدول الأوروبية مثل السويد وإستونيا من العاملين الوافدين في فنلندا
يأتي أغلب المشترين الأجانب في هلسنكي من الدول الأوروبية مثل السويد وإستونيا من العاملين الوافدين في فنلندا

تقع هذه الشقة، المكونة من 4 غرف للنوم وحمام واحد، في الطابق الثاني من مبنى كلاسيكي يعود إلى القرن التاسع عشر في وسط مدينة هلسنكي، وهي عاصمة البلاد وأكبر مدنها. والمبنى عبارة عن شركة للإسكان، أي ما يعادل مشروعات الإسكان التعاوني في الولايات المتحدة الأميركية، مع 27 وحدة سكنية والطابق الأرضي المتاح للاستخدامات التجارية.
ولقد تم تجديد الشقة، التي تبلغ مساحتها 1600 قدم مربعة، بالكامل في عام 2012، كما يقول توم كارولا، وكيل المبيعات في شركة سنيلمان سوثبي العقارية الدولية، التي تشرف على بيع الشقة.
ويؤدي المدخل الرئيسي إلى بهو يوصل إلى غرفة المعيشة مع السقف البالغ ارتفاعه 13 قدما، وجدار من النوافذ المطلة على المدينة، وأرضيات الباركيه والموقد المزخرف من الأرض وحتى السقف، وهو أحد ثلاثة مواقد في الشقة. ولا تستخدم تلك المواقد في التدفئة الآن، لكن يمكن تشغيلها إذا ما أراد المالك، كما قال كارولا.
ويوجد المطبخ، المخصص لتناول الطعام، عبر المدخل من غرفة المعيشة، وهو مطلي باللون الأبيض الناصع، مع الأرضيات الخشبية المزخرفة، وطاولات الحجر المضغوط، والمواقد المسطحة الحديثة.
وبالشقة أربع غرف للنوم، غرفتان كبيرتان وأخريان صغيرتان، مع مساحات علوية داخلية. وغرفة النوم الرئيسية توجد بها خزانة داخلية مخصصة لارتداء الملابس. والحمام مزين بالأحجار الرملية الملونة إلى جانب حوض صغير، وحوض استحمام من حجم معقول، مع الأرضيات الدافئة. وهناك غسالة ومجفف للملابس في الردهة الرئيسية.
لا يتوافر موقف للسيارات في ذلك المبنى، لكن هناك في المعتاد مساحات لإيقاف السيارات في الشوارع القريبة، كما قال كارولا، ويسدد الساكن رسوما تقدر بنحو 260 يورو سنويا لقاء الحصول على رخصة إيقاف السيارة.
ويقع المبنى على الجانب الغربي من وسط مدينة هلسنكي، عبر ساحة سوق هيتالاهتي، وهي سوق عامة في الهواء الطلق، وتعمل على مدار السنة. كما يوجد الكثير من المقاهي والمطاعم في الجوار، ويبعد مطار هلسنكي فانتا الدولي نحو 30 دقيقة من المكان.
- نظرة عامة على سوق العقارات
شهد الاقتصاد الفنلندي، وسوق العقارات الوطنية بالتبعية، أوقاتا عصيبة منذ الأزمة المالية العالمية، لكنهما تحسنا كثيرا خلال العامين الماضيين، على حد وصف الوكلاء العقاريين هناك.
وتشييد المساكن الجديدة يعتبر أحد المحركات الاقتصادية الرئيسية، مع ارتفاع وقوة الطلب في المدن مثل العاصمة هلسنكي، والتي تضم نحو 635 ألف نسمة، وفقا إلى تقرير صدر حديثا حول سوق العقارات الفنلندية بواسطة مؤسسة «كيه تي آي» المستقلة للأبحاث والمعنية بشؤون صناعة العقارات في البلاد.
وارتفعت نسبة تشييد المساكن في فنلندا بواقع 40 في المائة خلال العام الماضي عن عامي 2013 و2014، مع بناء نصف الشقق السكنية الجديدة في منطقة هلسنكي الكبرى، التي يبلغ عدد سكانها نحو 1.1 مليون نسمة، كما ذكر التقرير.
ويقول كارولا: «لدينا سوق عقارية صاعدة. ولقد كان تأثير الانكماش العالمي على فنلندا قاسيا للغاية، لكن الآن تبدو سوق العقارات أقوى بكثير عن ذي قبل. حيث يثق الناس في اقتصاد البلاد في الوقت الراهن، وهو شيء يساعدنا كثيرا».
وشهدت أسعار الشقق في منطقة هلسنكي الكبرى ارتفاعا بنسبة 16 في المائة خلال السنوات القليلة الماضية، من 3920 يورو للمتر المربع الواحد في عام 2012 إلى 4550 يورو للمتر المربع، أو ما يساوي 436 دولارا إلى 505 دولارات للقدم المربعة الواحدة، خلال النصف الأول من العام الحالي، كما يقول يوكا ماليلا، المدير الإداري والتنفيذي للاتحاد المركزي للوكالات العقارية الفنلندية.
وفي المدينة ذاتها، فإن الأحياء الجنوبية والأحياء المطلة على الساحل، بما في ذلك أحياء أولانلينا، وإييرا، وكايفوبويستو، هي الأحياء الأكثر طلبا بين مشتري المساكن الفاخرة، كما قالت باولا هوفاف، الوكيلة العقارية لدى شركة «ريماكس رويال» العقارية في هلسنكي.
- من يشتري العقارات في هلسنكي؟
يأتي أغلب المشترين الأجانب من الدول الأوروبية، مثل السويد وإستونيا من العاملين الوافدين في فنلندا، كما قال ماليلا، والمشترون الروس متواجدون بنسبة معقولة هناك أيضا، في كل من هلسنكي وفي المناطق التي تنتشر فيها منازل العطلات بالقرب من الحدود الشرقية للبلاد.
وبالعودة إلى ما قال توم كارولا وكيل المبيعات في شركة «سنيلمان سوثبي» العقارية الدولية، إنه يشهد المزيد من المشترين قادمين من الصين، ولا سيما في مناطق التزلج، مثل لابلاند في شمال فنلندا.
- أساسيات الشراء
ليست هناك قيود مفروضة على المشترين الأجانب في فنلندا. ولا يحتاج المشترون في المعتاد إلى استئجار وكيل عقاري، أو توكيل محام خاص لإتمام عمليات البيع والشراء، كما قال ماليلا، ما لم تكون الأمور معقدة أو تتضمن أحد العقارات الفاخرة للغاية. وأضاف يقول: «إن دور المحامي ليس قويا للغاية في فنلندا، كما هو الحال في بعض البلدان الأخرى. بدلا من ذلك، إن دور الوكيل العقاري هو أقوى من حيث تنظيم عملية البيع».
يتلقى الوكيل العقاري عمولته من البائع، وهي تبلغ 3 في المائة من سعر البيع في المعتاد. وإذا ما أراد المشتري توكيل أحد المحامين، فإن التكلفة تتراوح بين 500 و1000 يورو، أو ما يساوي 597 إلى 1195 دولارا، كما قال.
ويمكن للأجانب الاستفادة من الرهن العقاري في فنلندا، ورغم ذلك، ومن الناحية العملية، فإن الأمر يتوقف على المصرف، كما قال السيد ماليلا، الذي أردف: «إن لم يكن الأمر يتعلق بالإقامة الدائمة فسوف يكون من الصعب الحصول على الرهن العقاري في بعض الأحيان».
- اللغة والعملة
اللغة الفنلندية والسويدية، والعملة اليورو (1 يورو = 1.19 دولار أميركي).
- الضرائب والرسوم
تغطي الرسوم الشهرية المقررة على كافة أصحاب الشقق ضرائب الممتلكات، إلى جانب التدفئة والصيانة. وتبلغ الرسوم الحالية 2 يورو لكل متر مربع، أو نحو 300 يورو في الشهر (358 دولارا في الشهر) لهذه الشقة، كما قال كارولا. ويسدد المشترون ضريبة نقل الملكية بواقع 2 في المائة للشقق و4 في المائة للمنازل.

- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

عالم الاعمال «أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

أعلنت شركة «أنكس للتطوير»، التابعة لمجموعة «أنكس القابضة»، إطلاق مشروعها الجديد «إيفورا ريزيدنسز» الذي يقع في منطقة الفرجان.

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح سلطنة عمان في معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» بالرياض (وزارة الإسكان العمانية)

سلطنة عمان تعرض مشروعات استثمارية في معرض «سيتي سكيب» بالرياض

عرضت سلطنة عمان خلال مشاركتها في أكبر معرض عقاري عالمي، «سيتي سكيب 2024» الذي يختتم أعماله الخميس في الرياض، مشروعاتها وفرصها الاستثمارية الحالية والمستقبلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ارتفعت الإيجارات السكنية بنسبة 11 % في أكتوبر (واس)

التضخم في السعودية يسجل 1.9 % في أكتوبر على أساس سنوي

ارتفع معدل التضخم السنوي في السعودية إلى 1.9 في المائة خلال شهر أكتوبر على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد زوار يطلعون على أحد مشاريع الشركة الوطنية للإسكان في معرض «سيتي سكيب العالمي» (الشرق الأوسط)

«سيتي سكيب»... تحالفات محلية ودولية لرفع كفاءة العقار بالسعودية

شهد معرض «سيتي سكيب العالمي»، المقام حالياً في الرياض، عدداً من التحالفات المحلية والدولية ضمن الشركات المجتازة لبرنامج «الدعم والتمكين للتطوير العقاري».

بندر مسلم (الرياض)

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».