مطالب في «آستانة» بانسحاب ميليشيات إيران وإجابات روسية عن المعتقلين

لقاءات ثنائية عشية الجولة السابعة... ومساعدات تدخل غوطة دمشق

مقر انعقاد الاجتماعات السورية في آستانة (أ.ب)
قافلة مساعدات تدخل غوطة دمشق أمس (أخبار دمشق)
مقر انعقاد الاجتماعات السورية في آستانة (أ.ب) قافلة مساعدات تدخل غوطة دمشق أمس (أخبار دمشق)
TT

مطالب في «آستانة» بانسحاب ميليشيات إيران وإجابات روسية عن المعتقلين

مقر انعقاد الاجتماعات السورية في آستانة (أ.ب)
قافلة مساعدات تدخل غوطة دمشق أمس (أخبار دمشق)
مقر انعقاد الاجتماعات السورية في آستانة (أ.ب) قافلة مساعدات تدخل غوطة دمشق أمس (أخبار دمشق)

بدأت الجولة السابعة من اجتماعات آستانة أمس بلقاءات ثنائية عقدها وفدا المعارضة السورية والنظام مع ممثلي عدد من الدول والأمم المتحدة بانتظار الاجتماعات الرسمية التي ستعقد اليوم مع الوفد الروسي، الذي تنتظر المعارضة أن يحمل إجابات حول ملفين أساسين، هما المعتقلون لدى النظام والخروقات في المناطق الخاضعة لاتفاقيات «خفض التصعيد» بعدما طرحت أمس قضية إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، أهمها الغوطة الشرقية، إضافة إلى مطالبة المعارضة بانسحاب ميليشيات إيران.
وبعد إعلان وفد المعارضة عن وعود تلقاها من الأمم المتحدة حول السعي لإدخال المساعدات إلى الغوطة خلال ساعات، أكدت الأمم المتحدة ظهر أمس، وصول قافلة محملة بمواد غذائية إلى الغوطة للمرة الأولى منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو ما رأى فيه الوفد خطوة غير كافية، مشددا على مطلب فك الحصار عن المنطقة بشكل كامل.
وعن اجتماعات اليوم الأول من «آستانة»، قال المتحدث باسم وفد المعارضة يحيى العريضي لـ«الشرق الأوسط» أمس: «لم يكن هناك نتائج أو قرارات، إنما كانت لقاءات ثنائية تشاورية أكدنا خلالها على مطالبنا، وأن الأولوية هي لتثبيت وقف إطلاق النار والبدء بإيجاد حل لقضية المعتقلين الذين يتجاوز عددهم ربع مليون شخص، وهي القضية التي ننتظر أن نتلقى جوابا من الروس اليوم بعدما كنا قد تلقينا منهم وعودا بشأنها في الجولة الماضية».
وكانت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» قدرت عدد المعتقلين السوريين بنحو 100 ألف داخل البلاد منذ بداية الأزمة عام 2011. ووثقت الشبكة في تقرير «ما لا يقل عن 106 آلاف و727 معتقلاً منذ مارس (آذار) 2011 حتى فبراير (شباط) 2017، تحوَّل 90.15 في المائة منهم إلى مختفين قسراً». وأشارت إلى أن «النظام السوري مسؤول عن 87 في المائة من حالات الاعتقال هذه».
من جهته، التقى وفد الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري، مساعد الخارجية الإيرانية في الشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري، وأفادت «وكالة مهر للأنباء» الإيرانية «أن الجانبين بحثا في التطورات المتعلقة بالساحة السورية وكيفية تنفيذ توافقات «آستانة» السابقة، والقضايا المطروحة بشأن حالات خرق الهدنة في منطقة خفض التوتر في إدلب، وكذلك مسار الحل السياسي للأزمة السورية».
وإضافة إلى اللقاءات التي عقدتها المعارضة مع ممثلي فرنسا والأردن والأمم المتحدة، سلّمت إلى الأخيرة ملفات تتضمن إدانات موثقة للنظام والإيرانيين والميليشيات التي تدعمها إيران حول تنفيذها «مجازر وعمليات التغيير الديموغرافي والتهجير القسري». كما سلّمتها مذكرة طالبت خلالها باستصدار قرار من مجلس الأمن يلزم القوات الإيرانية بالخروج من سوريا، بحسب ما أعلن الوفد. وقال إنه «تلقى تأكيدا من ممثلي فرنسا والأردن على أن حلّ الأزمة السورية مرتبط بـ(آستانة) و(جنيف)»، مكررا رفضه للمؤتمر الذي أعلنت عنه موسكو على أنه كان سيعقد في حميميم قبل أن تشير معلومات يوم أمس إلى أنه سيحدّد في سوتشي الروسية.
وأكّد السفير الفرنسي، بحسب ما نقل عنه وفد المعارضة، أن «الاجتماع في حميميم مرفوض؛ لأن من ينظمه محتل ومكان الاجتماع قاعدة عسكرية». كذلك، أكد الوفد الأردني للمعارضة موقفه الثابت بأن الحل السياسي مرتبط بمسار جنيف و«آستانة» الداعم لتهيئة الظروف المناسبة للحل السياسي في جنيف، بحسب ما نقلت عنه المعارضة، مشيرة كذلك إلى تأكيده «أن منطقة بيت جن هي من ضمن مناطق خفض التصعيد، وتم الحديث بشأنها مطولاً مع الجانبين الروسي والأميركي». وفي حين اعتبر العميد فاتح حسون، المشارك في «آستانة» أن القرار بشأن مؤتمر حميميم أو «سوتشي» نهائي لجهة رفض المشاركة، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» «المشكلة ليست في المكان إنما في الأهداف، وهدفنا الآن هو تحقيق الانتقال السياسي»، قال العريضي «لم يطرح علينا هذا الأمر حتى الآن، إنما كل هذه المحاولات هي قفز إلى الأمام لتخطي الانتقال السياسي، وهو ما لن نقبل به، ونؤكد أن هناك مسارا واضح المعالم موجود في مقررات جنيف، ولا بد من السير به». وأكد كذلك أن الاستعدادات مستمرة لعقد مؤتمر «الرياض 2». وحول جهود توحيد المعارضة في المؤتمر أشار إلى «أن التركيز يتم على أن تكون الدعوة للمشاركة فيه باسم الأفراد وليس المجموعات».
وكان ملفا إيصال المساعدات والمعتقلين البندين الأساسين في اللقاءات مع الأمم المتحدة، بحيث تم الاتفاق لإدخال مساعدات عاجلة (أمس) لمدينة سقبا المحاصرة التي يقطنها ما يقرب الـ40 ألف مدني، وأخرى لأكثر من 100 ألف مدني محاصر في ريف حمص الشمالي خلال الـ72 ساعة المقبلة، وأكدت الأمم المتحدة جهوزية فريقها لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة للغوطة وجنوب دمشق بشكل فوري.
وظهراً، قالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا، ليندا توم، لوكالة الصحافة الفرنسية: «دخلنا الغوطة الشرقية»، موضحة أن القافلة محملة بمساعدات تكفي لأربعين ألف شخص، وهي مشتركة مع الهلال الأحمر السوري. وفي حين لفت كل من العريضي وحسون إلى أن خطوة إيصال المساعدات إلى الغوطة كانت تنفيذا للوعود التي تلقاها وفد المعارضة في «آستانة»، قال العريضي «إرسال جزء صغير جدا من مساعدات لا تكفي ليوم واحد لعائلات الغوطة المحاصرة خطوة غير كافية، ولا بد من رفع الحصار».
وتتألف القافلة، وفق ما أوضحت المتحدثة باسم الهلال السوري، منى كردي، للوكالة، من 49 شاحنة تحمل «ثمانية آلاف سلة غذائية وعدداً مماثلاً من أكياس الطحين وأدوية ومواد طبية ومواد تغذية أخرى». والقافلة مخصصة وفق الهلال الأحمر والأمم المتحدة لمنطقتي سقبا وكفربطنا.
وتضم ناحية كفربطنا، وفق ما قال مدير العمليات في المنظمة، تمام محرز، للوكالة، مدناً وبلدات عدة، بينها حمورية وعين ترما وجسرين.
وأحصت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الأسبوع الماضي، أن أكثر من 1100 طفل في الغوطة الشرقية يعانون من سوء تغذية حاد.
وتحاصر القوات الحكومية منذ أربع سنوات الغوطة الشرقية، التي تعد آخر أبرز معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق. ويعيش فيها نحو 400 ألف شخص، وتوفي طفلان رضيعان قبل أسبوع جراء أمراض فاقمها سوء التغذية الحاد.
وتشكل الغوطة الشرقية واحدة من أربع مناطق سوريا تم التوصل فيها إلى اتفاق خفض توتر في مايو (أيار) في إطار محادثات آستانة، برعاية كل من روسيا وإيران حليفتي دمشق وتركيا الداعمة للمعارضة.
وساهم اتفاق خفض التوتر الذي بدأ سريانه عملياً في الغوطة الشرقية في يوليو (تموز)، في توقف المعارك والغارات العنيفة التي كانت تستهدف تلك المنطقة باستمرار موقعة خسائر بشرية كبرى، من دون أن تتحسن وتيرة إدخال المساعدات الإنسانية، رغم كون ذلك بنداً أساسياً من اتفاق خفض التوتر.
وكانت محادثات آستانة قد توصلت على مراحل إلى اتفاقيات لإقامة أربع مناطق خفض توتر في سوريا، في محافظتي إدلب وحمص ومنطقة الغوطة الشرقية وفي الجنوب، وقد أدى ذلك إلى تراجع ملموس في المعارك. ولاحقا، أعلنت الدول الثلاث منتصف سبتمبر (أيلول) الاتفاق على نشر مراقبين منها في منطقة خفض التوتر الرابعة التي تضم إدلب (شمال غرب) وأجزاء من محافظات حماة (وسط) واللاذقية (غرب) وحلب (شمال) المحاذية لها.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.