فريق مصري يتصدر مسابقة الروبوت العالمية بماليزيا

يمكن الاستفادة من ابتكاره في إزالة الألغام بالعلمين

الفريق المصري الفائز - روبوت الكشف عن الألغام الذي ابتكره طلاب كلية الهندسة بجامعة بنها
الفريق المصري الفائز - روبوت الكشف عن الألغام الذي ابتكره طلاب كلية الهندسة بجامعة بنها
TT

فريق مصري يتصدر مسابقة الروبوت العالمية بماليزيا

الفريق المصري الفائز - روبوت الكشف عن الألغام الذي ابتكره طلاب كلية الهندسة بجامعة بنها
الفريق المصري الفائز - روبوت الكشف عن الألغام الذي ابتكره طلاب كلية الهندسة بجامعة بنها

حصل فريق من كلية الهندسة بجامعة بنها في مصر، على المركز الأول بمسابقة «الروبوت العالمية» التي أقيمت أخيرا في ماليزيا، وذلك بعد ابتكارهم «كاشف ألغام» يستطيع التحرك بسهولة وسط المناطق المزروعة بالمتفجرات، ويكشف عما تحتويه الأرض من مخلفات حروب من خلال التحكم فيه عن بعد. ويعد ابتكار هذا الجهاز الصغير مهما للغاية، نظرا لوجود ملايين الألغام على أرض مصر، التي خلفتها معركة العلمين الشهيرة بين دول الحلفاء ودول المحور، خلال الحرب العالمية الثانية.
الإعلان عن فوز فريق طلاب كلية الهندسة ببنها استقبله رئيس الجامعة ومحافظ القليوبية بالإشادة والحفاوة البالغة، فوصف الدكتور السيد يوسف القاضي، رئيس جامعة بنها فوز الطلاب بالمركز الأول بـ«الإنجاز والفوز العظيم». وقال في بيان صحافي «إن تلك الجائزة بمثابة دليل جديد على تميز الجامعات المصرية وجامعة بنها، التي وضعت ضمن أولوياتها إثبات قدرة الشباب وبث روح الثقة فيما حصلوه من علم داخل أسوار الجامعة التي تسعى دائما وتحرص على سمعة التعليم في مصر، وبناء الثقة بين الطلاب وأساتذتهم وقيادات الدولة»، مشيرا إلى أنه «سوف يتم تكريم الطلاب المشاركين بالمسابقة احتفالا بما حققوه من مركز متميز وأول على مستوى العالم». ومن جهته قرر محافظ القليوبية اللواء محمود عشماوي، تكريم الطلاب عقب عودتهم من الخارج ومنحهم شهادات تقدير وجوائز، تشجيعا وتكريما لهم.
وشارك بالمسابقة العالمية لـ«روبوتات» الكشف عن الألغام بماليزيا، 12 فريقا من، ماليزيا، وتشاد، وبوليفيا، والبرازيل، وتشيلي، وذلك بعد نجاحهم في المسابقات المحلية بتلك الدول، وتكونت الفرق من تخصصات مختلفة داخل الفريق الواحد، منها (الكهرباء والميكانيكا).
أحمد طارق عليوة، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة جامعة بنها، وأحد أعضاء الفريق الفائز بالجائزة الأولى، قال لـ«الشرق الأوسط»: «تغلبنا على الكثير من الصعوبات التي واجهتنا خلال الفترة الماضية، وكنا نصل الليل بالنهار، لإنجاز هذا المشروع، لأنه لم يكن أمامنا سوى شهر واحد للانتهاء منه قبل المشاركة في المسابقة المحلية لروبوتات الكشف عن الألغام بجامعة السويس (130 كيلومترا شرقي القاهرة)».
ولفت إلى «أنهم كانوا يترددون باستمرار على منطقة العتبة وسوق التوفيقية بوسط القاهرة، لشراء بعض مستلزمات معينة للجهاز، مع التردد على ورش الخراطة ببنها لتهيئة بعض المكونات أيضا». وأضاف عليوة قائلا: «رفضت شركة الطيران نقل الجهاز في صندوق خشبي حفاظا على سلامة الطائرة، فاضطررنا إلى تفكيك الجهاز تماما في مطار القاهرة، وقمنا بإعادة تركيبه مرة أخرى في ماليزيا، قبل بدء المسابقة بيوم واحد، ورغم هطول الأمطار هناك، إلا أننا استطعنا حماية الدوائر الكهربائية بسرعة، حتى لا تتأثر بالمياه، حتى كللت جهودنا بالفوز والحصول على المركز الأول»
وأوضح طالب كلية الهندسة قائلا: «إن فريق الكلية انتهى من تنفيذ المشروع في شهر واحد من خلال 7 طلاب بفرق مختلفة بالكلية، بجانب مشرف من أعضاء هيئة التدريس». وأشار إلى حصولهم على المركز الثاني خلال التصفيات المحلية التي تنافس فيها عدد من فرق الجامعات المصرية بجامعة السويس، لاختيار 3 فرق تمثل مصر بهذه المسابقة العالمية، موضحا أنهم قاموا بتطوير الجهاز قبيل السفر للمنافسة دوليا، حتى نجحوا في تحقيق المركز الأول بماليزيا.
إشادة قيادات الجامعة الإسلامية بماليزيا، بمشروع طلاب هندسة بنها، استقبلها أعضاء الفريق المصري الفائز بترحاب شديد، وتصميم على تطوير الجهاز مستقبلا لمساعدة أجهزة الدولة في الكشف عن الألغام. يقول عليوة «أهمية البحث العلمي تكمن في إخراج مشروعات قابلة للتطبيق، والنموذج الذي قمنا بابتكاره تحتاجه مصر بشدة. لذلك نطالب المسؤولين المصريين بالاستفادة من المشروع الجديد، وتطويره لكي يكون صالحا للعمل في الصحراء والظروف المناخية المتنوعة».
يشار إلى أن مصر تعاني من وجود ملايين الألغام على أرضها، بعدما خلفت الحرب العالمية الثانية، بمنطقة العلمين جنوب الساحل الشمالي، وحتى حدود مصر الغربية، ما يقرب من 17.5 مليون لغم؛ وتوجد على مساحة تزيد عن ربع مليون فدان صالحة للزراعة، كما خلفت الحروب المصرية الإسرائيلية ما يقرب من 5.5 مليون لغم في سيناء والصحراء الشرقية، وحسب الإحصاءات الرسمية يوجد في مصر نحو 21 مليوناً و800 ألف لغم بعد أن كان الرقم 23 مليون لغم، وذلك بعد نجاح القوات المسلحة في إزالة ما يقرب من 1.3 مليون لغم منذ عام 1995 وحتى الآن.
وتواجه إزالة الألغام في مصر عدة مشكلات منها، تعدد أنواع الألغام المضادة للأفراد والدبابات، بالإضافة إلى تحركها من أماكنها بسبب الكثبان الرملية، والتغيرات المناخية على مدى نصف قرن وعدم توافر خرائط الألغام في مصر.


مقالات ذات صلة

معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

تكنولوجيا يستمر معرض «CES 2025» حتى التاسع من شهر يناير بمشاركة عشرات الآلاف من عشاق التكنولوجيا والشركات التقنية في مدينة لاس فيغاس (CES)

معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

إليكم بعض أبرز الابتكارات التي تكشف عنها كبريات شركات التكنولوجيا خلال أيام المعرض الأربعة في مدينة لاس فيغاس.

نسيم رمضان (لندن)
خاص توفر السيارة أحدث التقنيات بما في ذلك نظام صوتي قوي وميزات مساعدة السائق المتقدمة والتكامل السلس مع الهواتف الذكية (كاديلاك)

خاص تعرف على التقنيات التي تطرحها «كاديلاك» في «إسكاليد 2025»

«الشرق الأوسط» تـتحدث إلى سارة سميث مديرة هندسة البرامج في «كاديلاك».

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعد تطبيقات اللياقة البدنية أداة قوية لتتبع التقدم مع ضمان بقاء بياناتك آمنة (أدوبي)

كيف تحمي خصوصيتك أثناء استخدام تطبيقات اللياقة البدنية في 2025؟

إليك بعض النصائح لاستخدام تطبيقات اللياقة البدنية بأمان في العصر الرقمي.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد مقر هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في الرياض (الموقع الإلكتروني)

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

بدأ تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية في السوق، لتكون من نوع «USB Type - C».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

تقرير دولي: منظومات ذكية ومجتمعات ممكّنة تشكل مستقبل الاقتصاد الرقمي

كشف تقرير دولي عن عدد من التحديات التي قد تواجه الاقتصاد الرقمي في العام المقبل 2025، والتي تتضمن الابتكار الأخلاقي، والوصول العادل إلى التكنولوجيا، والفجوة…

«الشرق الأوسط» (الرياض)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».