تترقب الأوساط السياسية في شمال لبنان ما ستؤول إليه التحالفات في منطقة زغرتا، التي تلفها ضبابية كبيرة نتيجة الخلافات الكبيرة بين الحلفاء، خصوصاً بين «التيار الوطني الحر» الذي يترأسه وزير الخارجية جبران باسيل، و«تيار المردة» الذي يترأسه النائب سليمان فرنجية، فيما يعمل كل طرف على تسوية أوضاعه، وجذب أكبر عدد من المقترعين بغض النظر عن التحالفات.
وتعتبر منطقة زغرتا واحدة من أربع مناطق تشكل دائرة انتخابية واحدة في شمال لبنان، يتوزع فيها حجم التمثيل السياسي بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» و«تيار المردة» وعائلة معوض، إضافة إلى تمثيل سياسي لـ«الحزب السوري القومي الاجتماعي» وتيار «المستقبل» و«الكتائب»، فضلاً عن شخصيات مسيحية مستقلة تنتمي إلى «14 آذار».
ويتصاعد الحديث في زغرتا عن أن المستحيل في السياسة «قد يكسر من أجل مصالح آنية قد تفرّق بين الحلفاء، وتجمع خصوماً ما زال الاشتباك الكلامي بينهم مستمراً حتى هذه اللحظة».
وتقول أوساط «تيار المردة» في مجالسها الخاصة: «حتى الآن لا شيء معلوماً ولا أمر محسوماً». لكن الأكيد أن الأمور تتجه نحو التصعيد مع «التيار الوطني الحر»، وتترك الباب مفتوحاً أمام «حزب الله» للوساطة بين حليفيه، أو لترجيح كفة «المردة» عبر دعم حلفاء الحزب للتيار. ويعزز هذا التقدير، حديث الوزير السابق من «تيار المردة»، يوسف سعادة، الذي رمى الكرة في ملعب «حزب الله»، عندما قال في حديث تلفزيوني أخير، إن «أصوات (حزب الله) في الشمال ستكون معنا وهذا أمر منطقي»، في إشارة إلى «الحلفاء» من «الحزب السوري القومي» وغيرهم، مشيراً إلى أن «المطلوب أن يكون (حزب الله) حازماً مع (التيار الوطني الحر)، ولا نعتبر نفسنا كـ(مردة) مظلومين، ونحن وحلفاؤنا إن شاء الله إلى الأمام». كما لفت تلميح سعادة إلى الحسابات الرئاسية لمعركة زغرتا والشمال، متهماً «التيار الوطني الحر» بفتح المعركة، ومعلقاً: «لا نرى أن وزير الخارجية جبران باسيل منافس رئاسي لفرنجية». وعلى الرغم من تأكيد سعادة أن «العلاقة ممتازة مع (القوات اللبنانية)، إلا أن التحالف صعب»، وهو ما يوضحه مصدر في زغرتا مطلع على أحوال الحزبين، إذ يؤكد أن «المردة» لن يستطيع تخطي القاعدة الشعبية التي ما زالت تنفر حتى اللحظة من القواتيين، خصوصاً بعد حديث النائب ستريدا جعجع (اعتذرت عنه لاحقاً) الذي أعاد إلى الواجهة ملف مجزرة إهدن عام 1978. في هذا الوقت، يقول مصدر قواتي رفيع في منطقة زغرتا، إن اللقاء بين رئيس الحزب سمير جعجع وفرنجية بات قريباً جداً، إلا أن هدفه الوحيد طي صفحة الماضي إلى غير رجعة.
ويؤكد المصدر القواتي لـ«الشرق الأوسط»، أن اللقاء لن يتطرق إلى ملف الانتخابات النيابية «بل إلى الجرح الذي يجب إغلاقه فوراً. وقد لاحظنا تعاوناً كبيراً من قبل (المردة) في هذا الخصوص». وأضاف: «نحن حريصون على المصالحة الزغرتاوية أكثر من أي وقت مضى وملف (إهدن) يجب أن يقفل»، مشيراً إلى أن العلاقة بين أهل بشري (معقل القوات) وأهل زغرتا، جيدة. وعن التحالفات، قال المصدر نفسه إنه يرى إعادة تشكيل جبهتي 8 و14 آذار داخل زغرتا على الأقل، من دون أن يدخل في مصير التحالفات داخل البترون والكورة. وإعادة تشكيل الجبهتين، يقصد به تحالف «المردة» مع حلفاء من «8 آذار» وليس «التيار الوطني الحر» ضمنهم، بينما يتحالف «القوات» مع «آل معوض»، بانتظار أن ينضم «الحر» و«المستقبل» إلى أحد الحلفين، مما يعزز فوزه.
«حركة الاستقلال» التي يترأسها ميشال معوض - المنافس التاريخي لفرنجية - تتجنب الحديث عن الانتخابات، بانتظار عودة الأخير من زيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية، التي ستليها زيارة أخرى إلى أستراليا في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) للقاء الجالية اللبنانية هناك.
ويقول مصدر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، إن المفاوضات مستمرة، ولم يتمخض عنها أي شيء حتى الآن، ونحن بانتظار عودة معوض حتى نبني على الشيء مقتضاه. وتجمع الأحزاب المسيحية الرئيسية في منطقة زغرتا على أن كل حزب يعمل وحيداً حالياً، وينافس بقوة، ويحشد في جميع الانتخابات، كي يجمع أكبر عدد من الأصوات في ظل القانون النسبي.
مواجهة انتخابية مرتقبة في زغرتا تعيد اصطفاف جبهتي 8 و14 آذار
مواجهة انتخابية مرتقبة في زغرتا تعيد اصطفاف جبهتي 8 و14 آذار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة