بوتشيمون يرفض قرارات مدريد ويدعو إلى المعارضة السلمية

مدريد تعين نائبة رئيس الوزراء للقيام بالتنسيق بين الإقليم والدولة المركزية... والقضاء يتابع تحركات الزعيم الانفصالي

كاتالونيون يتظاهرون في مقر البرلمان المنحل بعد قرار مدريد بتطبيق المادة 155 (أ.ف.ب)
كاتالونيون يتظاهرون في مقر البرلمان المنحل بعد قرار مدريد بتطبيق المادة 155 (أ.ف.ب)
TT

بوتشيمون يرفض قرارات مدريد ويدعو إلى المعارضة السلمية

كاتالونيون يتظاهرون في مقر البرلمان المنحل بعد قرار مدريد بتطبيق المادة 155 (أ.ف.ب)
كاتالونيون يتظاهرون في مقر البرلمان المنحل بعد قرار مدريد بتطبيق المادة 155 (أ.ف.ب)

بعد ساعات من حل الحكومة الكاتالونية من قبل مدريد يبدو أن الزعيم الانفصالي بوتشيمون ما زال يمارس أعماله، في تحدٍ لقرار رئيس الوزراء الإسباني، حيث دعا رئيس إقليم كاتالونيا كارليس بوتشيمون الذي أقالته السلطات الإسبانية من منصبه، إلى الاعتراض بشكل ديمقراطي على تطبيق المادة 155 من الدستور الإسباني التي تضع المنطقة تحت وصاية مدريد.
وأضاف بوغديون في خطاب متلفز تم تسجيله في مدينة جيرونا مقر إقامة الزعيم الانفصالي أنه سيواصل العمل حتى بناء بلد حر.
في هذه الأثناء قامت مدريد باتخاذ خطوات تصعيدية شملت تعيين سورايا سايث سانتاماريا نائبة رئيس الوزراء الإسباني للقيام بمهام الحكومة الكاتالونية بالتنسيق مع الحكومة المركزية في مدريد وسيكون من مهام سانتاماريا إحكام السيطرة على الإقليم وتسلم كافة مهام الحكومة السابقة والسيطرة على المنابر الإعلامية والسياسية في البلاد وجاء ذلك في بيان تم نشره في الجريدة الرسمية الإسبانية.
كما تمت إقالة رئيس الشرطة الكاتالونية خوسيب ترابيرو وتعيين فيران لوبيز مكانه، في خطوة يراها المراقبون أنها ليست تصعيدية، وخصوصاً أن فيران يعد الرجل الثاني في جهاز الشرطة الكاتالونية ويعرف بأنه شخصية توافقية قد يمنع تعيينه التصعيد وتهدئة الأجواء وتتهم السلطات المركزية في مدريد ترابيرو بدعم التمرد، مما يمكن أن يعرضه لحكم بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاما.
هذا وذكرت صحيفة الباييس الإسبانية أن القضاء الإسباني الآن يتابع عن كثب تحركات الرئيس السابق لإقليم كاتالونيا، وخصوصاً أن بعد عملية الإقالة سيكون أي تصريح أو عمل يقوم به بوتشيمون يقع تحت طائلة القانون الجنائي الإسباني والذي من شأنه اتخاذ إجراءات قد تشمل القبض عليه ومحاكمته كذلك فإن عملية ممارسة أي من أعضاء الحكومة الكاتالونية السابقة لمهام حكومية أو إعاقة تسليم السلطات سيكون له توابع قد تصل إلى تطبيق القانون الجنائي وتعريض الحكومة السابقة إلى المسألة.
من جهة أخرى، أشارت وسائل إعلام كاتالونية أن هناك احتمالات لقيام برلمان موازٍ في كاتالونيا بعد حل مدريد للبرلمان في برشلونة وأن زعماء إقليم كاتالونيا الآن بصدد إنشاء كيانات جديدة تمهيدا لقيام الدولة الكاتالونية وهو ما دفع عدداً من المراقبين إلى التحذير من أن الوضع الحالي في كاتالونيا ينذر بتبعات خطيرة في حالة الاحتكاك مع الشارع الكاتالوني والذي يوجد فيه عدد كبير من مؤيدي الاستقلال.
ومع توالي ردود الأفعال قال الفاتيكان إن تجزئة أوروبا، واحد من مخاوف البابا فرنسيس، وتحدث وزير الخارجية، الكاردينال بيترو بارولين، وهو الثاني في القيادة بالفاتيكان، أمام مؤتمر في روما، نظمته رابطة الأساقفة الكاثوليك الأوروبيين أن الوضع في إسبانيا وقبلها نتيجة استفتاء بريطانيا تدفع الفاتيكان إلى دراسة الحاجة العاجلة للتأمل واسع النطاق والأكثر تركيزا على أوروبا.
وكان بارولين يشير في ذلك إلى مخاوف البابا بالنسبة للمهاجرين وآثار الأزمة الاقتصادية والمضي قدما في الشعبوية وعودة القومية والبطالة ومخاوف بشأن قضايا الشباب والبيئة ولم يعلق بابا الفاتيكان على أزمة كاتالونيا، على الرغم من أن مجلة كاثوليكية إسبانية زعمت هذا الشهر أن البابا أبلغ السفير الإسباني للفاتيكان أنه ضد استقلال كاتالونيا.
وفي عام 2014، قال البابا لصحيفة «لا بانغوارديا» ومقرها برشلونة إنه قلق بشأن «جميع الانقسامات الوطنية، مضيفاً أنه يتعين تقييم المطالب الإقليمية للانفصال على أساس كل حالة على حدة.
أما الاتحاد الأوروبي وعلى لسان ديفيد ماكاليستر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي استبعد مجدداً توسط الاتحاد الأوروبي في الصراع الدائر في إسبانيا حول انفصال إقليم كاتالونيا. وفي تصريحات له قال ماكاليستر إنه في حال طلب الجانبان ذلك، فإن من الممكن عندئذ التفكير في الوساطة، لكن الحكومة الإسبانية استبعدت ذلك حتى الآن بشكل قاطع، وتابع البرلماني الأوروبي حديثه قائلا إنه في حال تدخل الاتحاد الأوروبي، فإن من شأن ذلك أن يخلق سابقة بالنسبة لحالات محتملة مستقبلا، كجزيرتي كورسيكا وفلاندرز في شمال إيطاليا ولا يمكن لهذا الأمر أن يكون موضع اهتمام بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وأوضح عضو البرلمان عن حزب الشعب الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي ليس هو المشرف الأعلى على النزاعات الداخلية بين الحكومات المركزية وحكومات الأقاليم في الدول الأعضاء، والاتحاد الأوروبي سيتحرك في حال تم انتهاك القيم الأساسية لمعاهداتنا، وهذا ليس الحال هنا في قضية كاتالونيا. وتأتي التصريحات الأوروبية كاختبار لطريقة تعامل الاتحاد مع الأزمة الكاتالونية في إشارة إلى رفض قاطع من جهته على تقسيم الاتحاد الأوروبي إلى دويلات صغيرة، وهو ما تمت الإشارة إليه منذ بداية الأزمة في إسبانيا.
وعلى جانب آخر، أشارت صحيفة الباييس الإسبانية إلى أن مصادر استخباراتية إسبانية أبرزت زيارة مسؤول انفصالي من أوسيتيا الجنوبية ديمتري ميدويف إلى برشلونة الأسبوع الماضي واتهمت روسيا بمحاولات الدفع ناحية استقلال الإقليم، وذلك عبر فتح مكتب تمثيل لاوسيتيا الجنوبية في برشلونة. يجدر بالذكر أن المسؤول المقرب إلى روسيا زار أقاليم انفصالية أخرى في أوروبا ولم تؤكد أو تنفِ الزيارة من قبل المسؤولين الكتلان أو أوسيتيا الجنوبية.
ومن جهة أخرى، وقف القادة من أوروبا وخارجها بشكل كاسح إلى جانب مدريد ضد الاستقلال عن الحكومة المركزية الإسبانية وقال رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني في تغريدة له على «تويتر» إنه ما من أحد في الاتحاد الأوروبي سيعترف بتصويت البرلمان الكاتالوني بإعلان الاستقلال.
كما احتشدت الحكومات في برلين ولندن وباريس والعواصم الأوروبية الرئيسية الأخرى خلف رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي الذي أعلن عزل حكومة الإقليم بكاملها وخطط بالسيطرة على المسائل المالية للإقليم والمؤسسات وإجراء انتخابات جديدة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

تبعات تطبيق المادة 155
- الجريدة الرسمية الإسبانية تنشر عدة قرارات تشمل حل الحكومة الكاتالونية وإقالة رئيس الإقليم.
- رئيس الوزراء الإسباني يتسلم مهام الإقليم وينتدب سورايا سانتاماريا نائبته للقيام بالتنسيق بين الحكومة المركزية والإقليم.
- إيقاف خوسيب ترابيرو رئيس جهاز الشرطة الكاتالونية «موسوس دي اكوادرا «عن أداء مهامه وتعيين الراجل الثاني فيران لوبيز.
- تسليم مكاتب التمثيل الكاتالونية حول العالم إلى وزارة الخارجية الإسبانية.
- القضاء الإسباني يتابع تحركات زعماء الإقليم وحكومة راخوي تلغى اللجنة الخاصة للحقوق الأساسية في كاتالونيا.



كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
TT

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

وقالت الوكالة إن هذه الحالة المتعلقة بالسفر مرتبطة بتفشي السلالة الفرعية 1 من المرض في وسط وشرق أفريقيا.

وأضافت الوكالة في بيان «سعى الشخص إلى الحصول على رعاية طبية لأعراض جدري القردة في كندا بعد وقت قصير من عودته ويخضع للعزل في الوقت الراهن».

وقالت منظمة الصحة العالمية أمس (الجمعة) إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة، وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عامة عالمية بسبب جدري القردة للمرة الثانية خلال عامين في أغسطس (آب) بعد انتشار سلالة جديدة من الفيروس، هي السلالة الفرعية 1 بي، من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الدول المجاورة.

وقالت وكالة الصحة العامة الكندية إنه رغم أن المخاطر التي تهدد السكان في كندا في هذا الوقت لا تزال منخفضة، فإنها تواصل مراقبة الوضع باستمرار. كما قالت إن فحصاً للصحة العامة، بما في ذلك تتبع المخالطين، مستمر.