سفير لبنان في دمشق يتسلّم مهامه الشهر المقبل

TT

سفير لبنان في دمشق يتسلّم مهامه الشهر المقبل

يتسلم السفير اللبناني المعيّن في دمشق سعد زخيا، مهامه بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بعد توقيع مرسوم تعيينه من رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال عون وسعد الحريري، وذلك استكمالاً لقرار مجلس الوزراء الذي سبق له أن أقرّ التعيينات الدبلوماسية في شهر يوليو (تموز) الماضي.
وفي وقت لاقى فيه خبر هذا التعيين ردود فعل مستنكرة من قبل بعض الأطراف واضعة الخطوة ضمن إطار «التطبيع» مع النظام السوري، استغربت مصادر رئاسة الجمهورية هذه التساؤلات واضعة التعيين ضمن العمل الروتيني والتنفيذي لقرار صادر عن مجلس الوزراء وهو لا يختلف عن أي مرسوم لتعيين السفراء الآخرين الذين بدأوا يتسلمون مهامهم تباعاً، وهو ما أكده أيضاً وزير في «تيار المستقبل». وأوضحت مصادر الرئاسة لـ«الشرق الأوسط»: «لم تنقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا للقول الآن إن هذا التعيين يعيد التنسيق مع النظام، خصوصاً أن تعيينه جاء بعد تقاعد السفير السابق ميشال خوري وتولي فرح بري (ابنة رئيس البرلمان نبيه بري) منصب القائم بأعمال السفارة اللبنانية في دمشق، كما أن هناك سفيراً لسوريا لدى لبنان ويقوم بمهامه بشكل طبيعي».
ورغم أن «القوات اللبنانية» كانت هدّدت بالانسحاب من الحكومة على خلفية سعي «فريق 8 آذار» لإعادة العلاقات مع النظام السوري إلى سابق عهدها، اعتبر النائب في «القوات» أنطوان زهرا أن تعيين سفير في دمشق أمر طبيعي، خصوصاً أن لبنان لم يسبق له أن سحب سفيره أو اتخذ قراراً بتعليق العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن افتعال الاعتراض، تعيين السفير ليس خطوة إضافية كي نعترض عليها وهو جاء ضمن تعيينات شملت دولاً عدّة. اعتراضنا هو على تطوير العلاقة، وبالتالي ما دامت العلاقات بالمستوى التي هي عليها الآن لا مشكلة، إنما رفضنا هو تطويرها وتطويعها عبر الاستفادة من مواضيع معينة».
وعما إذا كان هذا التعيين من شأنه أن يسرّع العمل في قضية النازحين التي يوليها الرئيس عون أهمية قصوى اليوم، قالت مصادر الرئاسة: «القرار بشأن هذه القضية يتجاوز الأمور الدبلوماسية إلى قرارات دولية، وخير دليل على ذلك أن توجه الرئيس كان للتواصل مع المجتمع الدولي والدول الكبرى».
وكانت العلاقات اللبنانية - السورية شهدت تراجعاً منذ اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري لتمرّ بفترات مدّ وجزر قبل أن تنقطع بشكل شبه تام منذ بدء الحرب السورية واتخاذ الحكومة قرار «النأي بالنفس» مع استمرار العلاقات الدبلوماسية. ومنذ أشهر عدة، وبعد انتخاب الرئيس عون وتشكيل حكومة «استعادة الثقة» برئاسة سعد الحريري أعيد تحريك هذه القضية من باب «عودة اللاجئين» التي يدعو فريق إلى التنسيق مع النظام السوري بشأنها وعلى رأسهم «التيار الوطني الحر»، فيما يرفض فريق آخر أبرزهم رئيس الحكومة و«حزب القوات اللبنانية» الذي هدّد بالاستقالة من الحكومة على خلفية هذا الموضوع ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي أكد «لن نقبل بعودة العلاقات اللبنانية - السورية إلى سابق عهدها من الوصاية»، في إشارة إلى وصاية النظام السوري على لبنان منذ انتهاء الحرب وحتى مغادرة الجيش السوري في عام 2005 إثر اغتيال الحريري.



الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)

أطلقت الجماعة الحوثية التي تختطف العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى في شمال البلاد، وعداً بسداد جزء من الدين الداخلي لصغار المودعين على أن يتم دفع هذه المبالغ خلال مدة زمنية قد تصل إلى نحو 17 عاماً، وذلك بعد أن صادرت الأرباح التي تكونت خلال 20 عاماً، وقامت بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية.

وتضمنت رسالة موجهة من فواز قاسم البناء، وكيل قطاع الرقابة والإشراف على المؤسسات المالية في فرع البنك المركزي بصنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة، ما أسماه آلية تسديد الدين العام المحلي لصغار المودعين فقط.

وحددت الرسالة المستحقين لذلك بأنهم من استثمروا أموالهم في أذون الخزانة، ولا تتجاوز ودائع أو استثمارات أي منهم ما يعادل مبلغ عشرين مليون ريال يمني (40 ألف دولار)، بحسب أرصدتهم الظاهرة بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

عاملة في البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

وسيتم الصرف - بحسب الرسالة - لمن تقدم من صغار المودعين بطلب استعادة أمواله بالعملة المحلية، وبما لا يتجاوز مبلغ نحو 200 دولار شهرياً للمودع الواحد، وهو ما يعني أن السداد سوف يستغرق 16 عاماً وثمانية أشهر، مع أن الجماعة سبق أن اتخذت قراراً بتصفير أرباح أذون الخزانة قبل أن تعود وتصدر قراراً بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية، ما يعني حرمان المودعين من الأرباح.

جملة شروط

حدد الحوثيون في رسالتهم التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» موعد تقديم طلب الاستعاضة بدءاً من شهر فبراير (شباط) المقبل، وبشرط الالتزام بالتعليمات، وإرفاق المودع البيانات والتقارير المطلوبة، وضرورة أن يتضمن الطلب التزام البنوك الكامل بتنفيذ التعليمات الصادرة من إدارة فرع البنك المركزي.

وهددت الجماعة بإيقاف الاستعاضة في حال المخالفة، وحمّلوا أي بنك يخالف تعليماتهم كامل المسؤولية والنتائج والآثار المترتبة على عدم الالتزام.

صورة ضوئية لتوجيهات الحوثيين بشأن تعويض صغار المودعين

ووفق الشروط التي وضعتها الجماعة، سيتم فتح حساب خاص للخزينة في الإدارة العامة للبنك لتقييد المبالغ المستلمة من الحساب، ويكون حساب الخزينة منفصلاً عن حسابات الخزينة العامة الأخرى، كما سيتم فتح حسابات خزائن فرعية مماثلة لها في الفروع، على أن تتم تغذيتها من الحساب الخاص للخزينة في الإدارة العامة.

ومنعت الجماعة الحوثية قيد أي عملية دائنة بأرصدة غير نقدية إلى حسابات العملاء بعد تاريخ 30 نوفمبر، إلا بموافقة خطية مسبقة من قبل فرع البنك المركزي بصنعاء.

ويشترط البنك الخاضع للحوثيين تسليمه التقارير والبيانات اللازمة شهرياً أو عند الطلب، بما في ذلك التغيرات في أرصدة العملاء والمركز المالي، وأي بيانات أخرى يطلبها قطاع الرقابة، خلال فترة لا تتجاوز خمسة أيام عمل من بداية كل شهر أو من تاريخ الطلب، مع استمرار الفصل الكامل بين أرصدة العملاء غير النقدية والأرصدة النقدية، وعدم صرف الإيداعات النقدية للعملاء لسداد أرصدة غير نقدية.

ومع ذلك، استثنى قرار التعويض صغار المودعين المدينين للبنك أو الذين عليهم أي التزامات أخرى له.

1.2 مليون مودع

وفق مصادر اقتصادية، يبلغ إجمالي المودعين مليوناً ومئتي ألف مودع لدى البنوك في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، في حين تقدر عائداتهم بثلاثة مليارات دولار، وهي فوائد الدين الداخلي، لكن الجماعة الحوثية تصر على مصادرة هذه الأرباح بحجة منع الربا في المعاملات التجارية والقروض.

الحوثيون حولوا مقر البنك المركزي في صنعاء إلى موقع للفعاليات الطائفية (إعلام حوثي)

وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تأتي محاولةً من الجماعة الحوثية للتخفيف من آثار قرارهم بمصادرة أرباح المودعين بحجة محاربة الربا، حيث يعيش القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين حالة شلل تام بسبب التنفيذ القسري لقانون منع التعاملات الربوية، والذي قضى على مصداقية وثقة البنوك تجاه المودعين والمقترضين، كما ألغى العوائد المتراكمة لودائع المدخرين لدى البنوك، وعلى الفوائد المتراكمة لدى المقترضين من البنوك.

وأدى قرار الحوثيين بشطب الفوائد المتراكمة على أذون الخزانة والسندات الحكومية إلى تفاقم مشكلة ندرة السيولة في القطاع المصرفي؛ إذ تقدر قيمة أذون الخزانة والسندات الحكومية والفوائد المتراكمة عليها لأكثر من 20 سنة بأكثر من 5 تريليونات ريال يمني، وهو ما يعادل نحو 9 مليارات دولار، حيث تفرض الجماعة سعراً للدولار في مناطق سيطرتها يساوي 535 ريالاً.

كما جعل ذلك القرار البنوك في تلك المناطق غير قادرة على استرداد قروضها لدى المستثمرين، والتي تقدر بنحو تريليوني ريال يمني، والتي كانت تحصل على عوائد منها بما يقارب مليار دولار، والتي تبخرت بسبب قانون منع التعاملات الربوية.