مقتل 13 إرهابياً في اشتباكات مع الشرطة المصرية بصحراء أسيوط

بعضهم كان يرتدي ملابس عسكرية... وخبير أمني يكشف ارتباطهم بحادث الواحات

وزارة الداخلية المصرية تنشر صوراً للأسلحة التي عثرت عليها مع الإرهابيين («الشرق الأوسط»)
وزارة الداخلية المصرية تنشر صوراً للأسلحة التي عثرت عليها مع الإرهابيين («الشرق الأوسط»)
TT

مقتل 13 إرهابياً في اشتباكات مع الشرطة المصرية بصحراء أسيوط

وزارة الداخلية المصرية تنشر صوراً للأسلحة التي عثرت عليها مع الإرهابيين («الشرق الأوسط»)
وزارة الداخلية المصرية تنشر صوراً للأسلحة التي عثرت عليها مع الإرهابيين («الشرق الأوسط»)

أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس، مقتل 13 إرهابياً في صحراء أسيوط بصعيد مصر، وقالت الداخلية في بيان لها، إن «بعضا من العناصر الإرهابية، الذين تمت تصفيتهم كانوا يرتدون ملابس عسكرية». ومقتل الإرهابيين جاء بعد أسبوع من حادث الواحات، الذي قتل فيه 16 من قوات الشرطة خلال المواجهات مع الإرهابيين، بينهم «11 ضابطاً و4 مجندين ورقيب شرطة»، فضلاً عن إصابة 13 من القوات من بينهم «4 ضباط و9 مجندين».
وقالت مصادر أمنية، أمس، إنه من المرجح أن «يزيد عدد قتلى العناصر الإرهابية خلال الساعات المقبلة في ظل استمرار الاشتباكات الأمنية معهم على الأرض»، وأكد الخبير الأمني والاستراتيجي العميد خالد عكاشة لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاشتباكات التي حدثت في الظهير الصحراوي لمحافظة أسيوط أمس مع العناصر الإرهابية، يُشكل عامل ارتباط قوي بما حدث في الواحات قبل أسبوعاً».
وقالت الداخلية أمس، إنه في إطار جهود الوزارة المتصلة بملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة والمتورطة في تنفيذ عمليات العنف التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة، والذين يسعون لمحاولة زعزعة الاستقرار بالبلاد، فقد تم على مدار الأيام الماضية تنشيط المصادر المتعاونة، ودفعهم لرصد أي معلومات حول أماكن تردد وتمركز العناصر المشتبه فيها... وبخاصة الواقعة بمزارع الاستصلاح الكائنة بالمناطق النائية بمحافظات الجيزة والوجه القبلي (أي صعيد البلاد) باعتبارها ملاذا آمنا لهؤلاء العناصر للاختفاء والتدريب والانطلاق لتنفيذ مخططاتهم العدائية.
مضيفة: كشفت عمليات المتابعة ومعلومات قطاع الأمن الوطني عن تمركز مجموعة من العناصر الإرهابية بإحدى مزارع الاستصلاح الكائنة بالكيلو 47 بطريق أسيوط – الخارجة (بمحافظة الوادي الجديد)، واتخاذهم من أحد المنازل بها مأوى مؤقتا لهم بعيداً عن الرصد الأمني لاستقبال العناصر المستقطبة حديثاً، لتدريبهم على استخدام الأسلحة، وإعداد العبوات المتفجرة قبل تنفيذ عملياتهم العدائية.
وأشارت الداخلية إلى أنه تم استهداف المزرعة المشار إليها (عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا) بمشاركة جميع أجهزة الوزارة المعنية، وحال اتخاذ إجراءات حصار المنطقة المحيطة بها فوجئت القوات بإطلاق أعيرة نارية تجاهها بكثافة؛ مما دفع القوات للتعامل مع مصدر النيران، وأسفرت عمليات التمشيط عقب السيطرة على الموقف عن العثور على عدد 13 قتيلاً من العناصر الإرهابية، يرتدي بعضهم ملابس عسكرية، بالإضافة إلى عدد (2) حزام ناسف، وأسلحة وبنادق وكميات من الذخيرة الحية، ومبالغ مالية، وبعض الأوراق التنظيمية والكتب الدينية.
من جانبه، قال عكاشة: إن «ما حدث في الظهير الصحراوي لمحافظة أسيوط أمس، يشكل عامل ارتباط بما تم في الواحات قبل أسبوعاً، وارتباط الحادثين بالجانب الغربي للبلاد»، مضيفاً: إن «هناك دفعا بكتائب إرهابية من الحدود الليبية لتنفيذ عمليات إرهابية في بمصر بهذه المنطقة، وهو ما شاهدناه الأسبوع الماضي وأمس»، لافتاً إلى أن حجم الأسلحة التي تم ضبطها مع الإرهابيين أمس، والأسبوع الماضي، يشير إلى أنها قادمة من ليبيا، وحجم التمويل التي تحصل عليه العناصر المتطرفة، للقيام بعمليات استهداف للشرطة والجيش بمصر.
ونشرت وزارة الداخلية أمس، صوراً للقتلى من العناصر الإرهابية، والأسلحة التي عثرت بحوزتهم، وكذا المنزل التي كانوا يتمركزون فيه، ويتدربون، ويخططون لعمليات جديدة.
في السياق ذاته، قالت مصادر أمنية إن «معلومات تواترت لأجهزة الأمن مفادها وجود عدد من العناصر الإرهابية بالظهير الصحراوي الغربي بالقرب من محافظتي أسيوط والوادي الجديد... وإنه من المرجح أن يزيد عدد قتلى العناصر الإرهابية خلال الساعات المقبلة، في ظل استمرار الاشتباكات الأمنية مع العناصر المتطرفة، التي يرجح أن يكون لها علاقة وطيدة بمرتكبي حادث الواحات».
وكانت قد وقعت اشتباكات مع عناصر «إرهابية» بصحراء الواحات بمحافظة الجيزة المتاخمة للعاصمة القاهرة الجمعة الماضية، عقب ورود «معلومات للأجهزة الأمنية تفيد بوجود عناصر متطرفة اتخذت صحراء الواحات مخبأ لها، للتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الشرطة والجيش.
وتتعرض قوات الشرطة المصرية والجيش لهجمات متكررة على كمائنها في محافظات مصر وسيناء منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عن السلطة في عام 2013، وتقول الحكومة إن «عدداً من رجال الشرطة والجيش قتلوا في هجمات استهدفت مرتكزات ونقاطاً أمنية في البلاد».
وأكدت المصادر الأمنية نفسها، أن «المعلومات التي توفرت للأجهزة الأمنية قبل مداهمتها للمنطقة التي يتركز فيها العناصر الإرهابية، تفيد بأن الإرهابيين كانوا يخططون لارتكاب حوادث إرهابية على نطاق واسع خلال الفترة المقبلة، تستهدف رجال الشرطة واستهداف الأكمنة ودور العبادة واغتيال شخصيات مهمة في حوادث متفرقة».


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي وزير الدفاع التركي يشار غولر متحدثاً خلال لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام التركية الأحد (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».