تفاقم ظاهرة تسرب المطلوبين من «عين الحلوة» إلى سوريا

المولوي أحد أبرز المطلوبين للدولة اللبنانية خرج من المخيم قبل 5 أيام

مقاتل من حركة «فتح» داخل مخيم عين الحلوة جنوب لبنان (رويترز) - شادي المولوي أبرز المطلوبين اللبنانيين بعين الحلوة
مقاتل من حركة «فتح» داخل مخيم عين الحلوة جنوب لبنان (رويترز) - شادي المولوي أبرز المطلوبين اللبنانيين بعين الحلوة
TT

تفاقم ظاهرة تسرب المطلوبين من «عين الحلوة» إلى سوريا

مقاتل من حركة «فتح» داخل مخيم عين الحلوة جنوب لبنان (رويترز) - شادي المولوي أبرز المطلوبين اللبنانيين بعين الحلوة
مقاتل من حركة «فتح» داخل مخيم عين الحلوة جنوب لبنان (رويترز) - شادي المولوي أبرز المطلوبين اللبنانيين بعين الحلوة

أكدت مصادر متقاطعة يوم أمس الخميس أن شادي المولوي وهو أحد أبرز المطلوبين اللبنانيين المتوارين منذ العام 2014 في مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين الواقع في مدينة صيدا جنوب لبنان، خرج من المخيم قبل 5 أيام متوجها إلى سوريا مع مطلوبيْن آخرين ينتميان إلى جماعته. وتفاقمت ظاهرة تسرب المطلوبين من المخيم منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي بعد تطهير الجرود الشرقية اللبنانية من تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» وتبلور قرار لبناني - فلسطيني واضح بوجوب حل أزمة «عين الحلوة» بعدما تحول إلى «بؤرة أمنية» تحوي عددا كبيرا من المطلوبين للدولة اللبنانية.
ورغم الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذها الجيش اللبناني في الشهرين الماضيين للحد من تسرب هؤلاء إلى الخارج، وبحسب مصادر معنية بالملف، أن السلطات اللبنانية كما الفلسطينية لا تبدو مستاءة مما آلت إليه الأمور، «خاصة إذا ما تم التأكد أن هؤلاء المطلوبين باتوا في سوريا ولم يعودوا يشكلون خطرا على الاستقرار اللبناني الداخلي كما على المخيمات الفلسطينية المنتشرة على الأراضي اللبنانية».
وقال مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، يوم أمس، إنه «من المرجّح أن يكون الإرهابي شادي المولوي قد غادر مخيم عين الحلوة»، لافتا إلى أنه «ستكون هناك أخبار جيّدة حول الأمر في الأيام القادمة»، فيما تحدث قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب عن معلومات لديهم كمسؤولين فلسطينيين تؤكد بما نسبته 95 في المائة، أن المولوي ومعه مرافقان اثنان، خرجا من «عين الحلوة» قبل 5 أيام، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «في القريب سيتحول المخيم لمنطقة من أفضل المناطق اللبنانية». وإذ أكّد أن عملية تسرب المطلوبين تجري من دون علم القيادة الفلسطينية، باعتبار أن هؤلاء يلجأون إلى طرقهم الخاصة بالتخفي والتنكر، حثّ كل المطلوبين الذين ما زالوا في المخيم على الخروج منه أو تسليم أنفسهم للسلطات اللبنانية.
من جهته، كشف مصدر مطلع في حركة «فتح» لـ«الشرق الأوسط» أن الإحصاءات والتقارير الأخيرة تفيد بوجود نحو 200 مطلوب في المخيم بينهم نحو 35 مصنفون خطيرين، موضحا أن اللجنة التي تم تشكيلها مؤخرا لحل ملف المطلوبين انتقلت من العمل النظري إلى التنفيذ في الأيام الماضية من خلال انطلاقها بإجراء مسح رسمي لعدد هؤلاء المطلوبين مع تصنيفهم على عدد من الفئات تبعا لخطورتهم.
وكان قد سبق المولوي إلى الفرار من المخيم، المدعو «أبو خطاب» الذي اتهمه الجيش اللبناني بتزعم خلية كانت تخطط لتنفيذ عمليات «إرهابية» في الداخل اللبناني، إضافة إلى مطلوبين آخرين بارزين خرج معظمهم من المخيم المكتظ سكانيا الشهر الماضي. ويعتمد هؤلاء على التنكر وتغيير مظهرهم الخارجي للتمكن من المرور على حواجز الجيش الثابتة عند مداخل المخيم. ورغم تأكيد «أبو خطاب» أنّه في طريقه إلى سوريا في فيديو صوره في مدينة جونية اللبنانية، لا يوجد هناك أي إثباتات أو ضمانات لخروج هؤلاء المطلوبين من الأراضي اللبنانية.
واللافت أن «عصبة الأنصار» وهي إحدى الجماعات المتشددة داخل «عين الحلوة» والتي أصدر القضاء اللبناني هذا الأسبوع قرارا بإعدام 6 من قيادييها، تُعتبر اليوم من الجهات المتعاونة مع السلطات اللبنانية لحل ملف المطلوبين باعتبار أنه كان لها الدور الأبرز في تسليم المطلوب الخطير خالد السيد في يوليو (تموز) الماضي. ويتحرك المتهمون من العصبة باغتيال 4 قضاة لبنانيين في العام 1999 بحرية داخل المخيم ولا يترددون حتى بالخروج على وسائل الإعلام.
وبالتزامن مع الإعلان عن خروج المولوي من «عين الحلوة»، وهو أحد أبرز المشاركين في معارك طرابلس بوجه الجيش في العام 2014. أعلنت قيادة الجيش يوم أمس، أنها نجحت وبإطار «عملية أمنية دقيقة قامت بها مديرية المخابرات، باستدراج الإرهابي الفلسطيني علي نعيم حميد الملقب بـ(علي نجمة)، وهو من جماعة الإرهابي بلال بدر، من داخل مخيم عين الحلوة حيث تم توقيفه»، لافتة إلى التحقيق معه بوشر بإشراف القضاء المختص.
يُذكر أن 127 شخصا سجلوا أسماءهم قبل أكثر من شهر لدى قيادات فلسطينية داخل «عين الحلوة» معظمهم مقرب من «جبهة النصرة»، طلبا لتأمين ممر آمن لهم للخروج باتجاه الأراضي السورية على غرار ما حصل مع عناصر «النصرة» الذين كانوا قد تركوا جرود عرسال واتجهوا إلى الشمال السوري مع انطلاق معارك الجرود الشرقية. إلا أن السلطات اللبنانية رفضت بحينها دمج الملفين، خاصة أن قيادة «النصرة» طالبت وقتها بخروج مطلوبين لبنانيين متورطين بقتال الجيش اللبناني تصر الدولة اللبنانية على محاكمتهم وترفض خروجهم، وأبرزهم المولوي.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.