نوع جديد من الخلايا الإرهابية غير التي اعتادت عليها فرنسا منذ نحو العامين، نجحت القوى الأمنية في تعطيلها من خلال القبض على ثمانية من أعضائها في جنوب فرنسا قبل خمسة أيام. وسبق ذلك أن أُوقف منظر هذه المجموعة اليمينية المتطرفة في شهر يونيو (حزيران) الماضي، وما زال في السجن. وما يميز المجموعة كرهها للأجانب والمهاجرين والإسلام والمساجد، وتخطيطها للقيام بهجمات ضد هذه الأهداف، إضافة إلى استهداف مسؤولين وسياسيين فرنسيين منهم الوزير كرسيتوف كاستانير، الناطق باسم الحكومة، والمقرب من الرئيس ماكرون، وجان لوك ميلونسشون، النائب اليساري المتشدد والمرشح الرئاسي السابق، وحزبيين من اليسار المتطرف.
ووفق المعلومات الأمنية، فإن المجموعة المكونة من ثمانية أشخاص، بينهم قاصران «تحت سن الـ18 عاماً» كانت تنوي أيضاً مهاجمة سوق شعبية في مدينة مرسيليا ومطعم هندي في مدينة أكس أون بروفانس القريبة من مرسيليا.
وأفضت التحقيقات الأمنية، التي جرت في الأيام الماضية، إلى توجيه اتهامات رسمياً للثمانية، يوم السبت الماضي، بتشكيل مجموعة إرهابية إجرامية، والتخطيط لعمليات إرهابية وسرقة سيارات لأغراض إرهابية. وأفاد مسؤول أمني بأن المحققين يعتقدون أن الجماعة خططت لابتزاز أموال من رجال أعمال واستخدامها في شراء أسلحة، علماً بأن أعضاءها كانوا يتدربون على استخدام الأسلحة النارية جنوب فرنسا. وأودع سبعة من الثمانية السجن، بينما فرضت على الثامن «وهو قاصر» الرقابة القضائية. اللافت في هذه المجموعة أنها تستوحي في تسميتها «منظمة الجيش السري» المجموعة التي تأسست في السنوات الأخيرة من حرب الجزائر، وتخصصت في القيام بأعمال إرهابية ضد المواطنين، وكانت مسؤولة عن عدد كبير من الاغتيالات السياسية، حيث إنها كانت تدافع عن بقاء فرنسا في الجزائر. وتعتقد الأجهزة الأمنية أن «العقل المدبر» للمجموعة هو «لوغان أن» الذي لم تكشف عن كامل هويته، والمعتقل منذ أكثر من ثلاثة أشهر. ما يجمع بين هؤلاء، إلى جانب ميولهم اليمينية المتطرفة، كرههم للأجانب والعرب والإسلام واليسار، وأن غالبيتهم من جنوب فرنسا، حيث تعيش جالية مغاربية كبيرة، وكذلك الكثيرون من الفرنسيين الذين رحلوا عن الجزائر عقب استقلالها في العام 1963. وتجدر الإشارة إلى أن اليمين المتطرف الفرنسي ممثلاً بحزب الجبهة الوطنية يحصل عادة في الانتخابات على أعلى نسبة.
وتفيد تقارير صحافية بأن الأجهزة الأمنية وقعت صدفة، في شهر مايو (أيار) الماضي، على هذه الخلية من خلال مراقبة صفحات التواصل الاجتماعي، حيث لفت انتباهها حساب على «فيسبوك» لمشتبه به ضمن نفس الخلية اليمنية المتطرفة، وهو يمجد القاتل النرويجي أندرس بريفيك، الأمر الذي دفعها إلى اعتقال هذا الشخص في يونيو، وقادها لاحقاً لمراقبة مجموعة الثمانية. وكتبت صحيفة «لو موند» في عددها، أمس، أن التحقيقات مع الثمانية بينت أنهم كانوا ينوون اللجوء إلى السلاح «من أجل الدفاع عن أفكارهم القومية المتشددة». لكن «الأهداف» التي كانوا ينوون مهاجمتها لم تكن محددة بدقة، بمعنى أن مشاريعهم الإرهابية كانت في بداياتها. وأفادت «لو موند» أن عمليات الدهم التي قامت بها الأجهزة الأمنية سمحت بالعثور على أسلحة لدى عدد من الموقوفين، ووجدت لدى أحد الموقوفين في مدينة فوركالكيه (منطقة البيرينيه الشرقية) عدة بنادق.
فرنسا تتهم 8 من اليمين المتطرف بالتخطيط لهجوم إرهابي
فرنسا تتهم 8 من اليمين المتطرف بالتخطيط لهجوم إرهابي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة