ابن كيران: «العدالة والتنمية» كان العامل الأساسي في تجاوز «أزمة 20 فبراير»

قال إن الفضل يعود إلى العاهل المغربي في عدم حلّ الحزب بعد التفجيرات الإرهابية في الدار البيضاء عاد 2003

عبد الإله ابن كيران (غيتي)
عبد الإله ابن كيران (غيتي)
TT

ابن كيران: «العدالة والتنمية» كان العامل الأساسي في تجاوز «أزمة 20 فبراير»

عبد الإله ابن كيران (غيتي)
عبد الإله ابن كيران (غيتي)

عاد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، إلى أسلوبه المعهود في إلقاء الخطابات السياسية القوية التي يبعث فيها الرسائل إلى كل الجهات، مذكّرا بالدور الذي لعبه حزبه في تجاوز البلاد رياح ثورات الربيع العربي التي هزت المنطقة سنة 2011.
وقال ابن كيران، أمس السبت، في اللقاء الوطني لمنتخبي مجالس الجماعات (البلديات) التي يسيّرها أعضاء «العدالة والتنمية»، إن حزبه يمثل «فرصة للدولة المغربية، وكل أعمالنا لها آثار إيجابية من دون أن أذكّرهم بحركة 20 فبراير، لأنني لا أريد أن أمنّ على أحد».
وأضاف أنه عندما ظهرت «حركة 20 فبراير» الاحتجاجية «كانت الدولة كلها مهددة»، مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية كان «العامل الأساسي في تجاوز الأزمة». واستدرك قائلاً: «طبعا حكمة جلالة الملك هي الأولى وخطاب 9 مارس (آذار) كان خطوة أساسية في الموضوع، ولكن الذي نزل إلى الشارع هو نحن وكانت معنا أحزاب أخرى».
ولم يفوّت ابن كيران فرصة حديثه عن 20 فبراير، وتذكير خصوم حزبه بالدور الذي لعبه في تجنيب البلاد المطبات التي تعيشها دول عربية عدة إلى اليوم، دون أن يلمز زملاءه في الحزب مما بات يعرف بـ«تيار الوزراء»، حين قال: «لكن بعض الإخوان لم يصبروا أمام إغواء الشارع وشاركوا في المظاهرات»، في إشارة إلى رئيس الحكومة الحالي سعد الدين العثماني، ووزير الدولة المكلف حقوق الإنسان مصطفى الرميد. وقال: «نحن لم نشارك ولم نندم على ذلك».
وأشاد ابن كيران بالمسار الذي حققه حزب العدالة والتنمية حتى الآن، حيث قال: «مسارنا ليس أمرا عاديا، فهو مسار موفق ولا يقارن»، لافتا إلى أنه عاش ظروفا وصفها بـ«الصعبة»، مذكرا أمام أعضاء حزبه أن الملك محمد السادس يرجع له الفضل في استمرار الحزب بعد أحداث 16 مايو (أيار) 2003 الإرهابية بالدار البيضاء.
وقال: «مررنا بمحنة، ودفعوا مناضلين شرفاء لتحميلنا المسؤولية المعنوية للأحداث والدعوة إلى حل الحزب، الذي رفض أن يحله هو جلالة الملك محمد السادس».
وأفاد رئيس الحكومة السابق بأن «غالبية الأمور، الدولة هي التي تقرر فيها»، موضحاً: «أنا أفرّق بين الحكومة والدولة، وأرى أن الحكومة جزء من الدولة فلا تغالطوا أنفسكم».
وتابع أن «رئيس الحكومة ليست عنده سلطات غير محدودة، وإنما لديه سلطات في حدود معينة في مجالات وملفات معينة، وهو عضو في المجلس الوزاري الذي يترأسه جلالة الملك ويشتغل تحت رئاسته، وفي بعض الأحيان تكون في علمه الأمور وبعض المرات لا تكون في علمه». وكشف أنه في تجربته السابقة كان في بعض الأحيان يعلم بعض الأمور مباشرة من الملك ولا يخبره بها وزراء حكومته.
وتابع: «ما يقع في بلادنا تجربة حقيقية استثنائية، تمثل أملا بالنسبة إلى المجتمع المغربي والمجتمع العربي والإسلامي في إيجاد منطق جديد ليس فيه إقصاء لأحد، وإفساح المجال للناس الذين يريدون خدمة بلادهم حقيقة، ولم يأتوا من أجل المنازعة على الحكم ولا على السلطة ولا لخلق المشكلات، ولكنْ عندهم منطق ومرجعية يريدون من خلالها خدمة بلادهم».
وزاد: «نحن لم نأت لتغيير المغرب رأسا على عقب وتحقيق إصلاحات ثورية، جئنا من أجل الإصلاح شيئا فشيئا وعلى قدر المستطاع»، لافتا إلى أن المغاربة وثقوا بحزبه وعرفوه ولذلك جددوا فيه الثقة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.