رئيس وزراء الصومال يتعهد بحرب انتقامية ضد «حركة الشباب المتطرفة»

TT

رئيس وزراء الصومال يتعهد بحرب انتقامية ضد «حركة الشباب المتطرفة»

تعهدت أمس الحكومة الصومالية بشن ما وصفته بـ«حرب استثنائية» للانتقام من حركة الشباب المتطرفة، معلنة أن عدد قتلى التفجيرين اللذين وقعا في تقاطع منطقة سوبي بالعاصمة مقديشو السبت الماضي، ارتفع إلى 358 شخصاً.
وقال وزير الإعلام الصومالي عبد الرحمن يريسو في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، إن عدد القتلى 358 شخصاً، وحصيلة الجرحى 228، بينما فقد 56 آخرون جراء التفجير الإرهابي الذي نفذته ميليشيات حركة الشباب المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، مشيرا إلى أن 122 مصابا تم نقلهم إلى كل من تركيا والسودان وكينيا، وذلك من أجل تلقي العلاج اللازم.
من جانبه، أوضح وزير الأمن الداخلي محمد أبوكر إسلو أن الحكومة اعتقلت عددا من المشتبهين في الهجومين الإرهابيين اللذين يعتبران الأكثر دموية في البلاد منذ شن متشددين تمردا في عام 2007.
وكان الاعتداء الأول قد نفذ بتفجير شاحنة ملغومة أمام فندق عند تقاطع تصطف على جوانبه مكاتب حكومية وفنادق ومطاعم، مما أدى إلى تدمير مبانٍ واندلاع النيران في سيارات، وبعد ذلك بساعتين وقع انفجار آخر في منطقة أخرى بالعاصمة.
من جانبه، اعتبر رئيس الحكومة الصومالية حسن علي خيري أن «البلاد مقبلة على حالة حرب غير اعتيادية للانتقام من ميليشيات حركة الشباب، والتي ارتكبت جريمة بشعة بحق الشعب الصومالي»، مضيفاً للعاملين في المركز الوطني للإغاثة، أنه ينبغي على الشبان تفعيل أدوارهم لمحاربة الإرهابيين للرد على هذه المجزرة، موضحاً أنه سيناقش مع الرئيس محمد عبد الله فرماجو محاربة الإرهاب وتشجيع الشبان على إثبات السيادة الوطنية والذود عن الوطن والمواطنين.
إلى ذلك، وفي أول ظهور إعلامي له منذ توليه مهام منصبه الجديد كقائد للجيش الوطني الصومالي، قال اللواء عبد الولي جامع غورد إن «العام الجاري هو عام التأهيل وتفعيل العمليات العسكرية ضد ميليشيات الشباب، حيث تتمكن القوات المسلحة بالتعاون مع قوات حفظ السلام الأفريقية من تحرير المناطق القليلة المتبقية على أيدي الإرهاب».
وجاءت تصريحات غورد لدى اجتماعه أمس، في العاصمة مقديشو مع قائد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي (أميصوم) الجنرال عثمان نور سبغلي، الذي أكد بدوره استعداد قوات أميصوم لتعزيز التعاون المشترك مع الجيش الصومالي من أجل تصفية ميليشيات حركة الشباب.
وتسعى حركة الشباب إلى طرد قوات أميصوم من الصومال، وإلى إسقاط حكومة البلاد المركزية المدعومة من الغرب، كما يريد الإسلاميون المتشددون أيضا حكم البلاد وفقا لتفسيرهم المتشدد للشريعة الإسلامية.
ومن المقرر أن تنسحب قوات أميصوم المنتشرة منذ 2007 في الصومال، وتضم 22 ألف مقاتل، وتنقل صلاحياتها إلى الجيش الصومالي بحلول نهاية العام المقبل.
وأتاحت القوة النارية المتفوقة لقوة أميصوم طرد حركة الشباب الإسلامية من مقديشو في أغسطس (آب) عام 2011، ثم خسرت الحركة القسم الأكبر من معاقلها؛ لكنها ما زالت تسيطر على مناطق ريفية شاسعة تنطلق منها لشن عمليات واعتداءات انتحارية، وغالبا ما تصل إلى العاصمة.
وواجهت أميصوم بعض الهزائم في الأشهر الأخيرة، حيث تجد صعوبة في التأقلم مع استراتيجية حركة الشباب، وتواجه نقصا في الوسائل والتنسيق والحوافز.
وكانت أوغندا التي أرسلت أكبر كتيبة تضم نحو 6000 رجل، قد أعلنت أنها تنوي سحب قواتها من الصومال قبل نهاية العام الجاري، فيما هددت كينيا أيضا بسحب جنودها الـ3700 في قوة أميصوم، بعدما قرر الاتحاد الأوروبي مؤخرا خفض مساهمته فيها بنسبة 20 في المائة. من جهة أخرى، أكدت فيدريكا موغيريني الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي التزام الاتحاد الأوروبي بدعم الصومال في مواجهة الإرهاب.
وأجرت موغيريني، وفقاً لبيان وزعه مكتبها، اتصالا هاتفيا مع الرئيس الصومالي فرماجو، أعربت خلاله عن مواساتها في ضحايا الهجوم الذي تعرضت له مقديشو السبت الماضي، واعتبرت أن «الإرهاب يشكل تهديدا للجميع، وتجب مواجهته بشكل مشترك».


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.