كونتي أحدث ضحايا مورينيو... والعداء يتزايد بين المدربَين

المدير الفني لتشيلسي يطالب نظيره في مانشستر يونايتد بأن يعتني بنفسه وليس بالآخرين

TT

كونتي أحدث ضحايا مورينيو... والعداء يتزايد بين المدربَين

كان هذا الأسبوع مليئاً بالأحداث بالنسبة للمدير الفني لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو، حيث حقق فريقه التعادل خارج ملعبه أمام ليفربول، قبل أن يفوز على بنفيكا البرتغالي في عقر داره، في دوري أبطال أوروبا، ثم أثيرت شائعات حول احتمال انتقاله لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي بداية من الموسم المقبل، في الوقت الذي رفض فيه المدير الفني «الاستثنائي» الالتزام بالبقاء لفترة طويلة الأمد مع مانشستر يونايتد. وأخيراً، دخل مورينيو في مناوشات مع المدير الفني لنادي تشيلسي أنطونيو كونتي، عندما صرح بأنه ليس مثل المديرين الفنيين الذين «يبكون بسبب إصابات لاعبيهم»، في إشارة إلى كونتي الذي اشتكى أكثر من مرة من جدول المباريات المضغوط والإصابات التي تعرض لها لاعبوه.
ولذا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا يقوم مورينيو بكل هذا الآن بالتحديد؟ ولماذا يدلي المدير الفني، البالغ من العمر 54 عاماً الذي يحقق فريقه نتائج رائعة في المراحل الأولى للدوري الإنجليزي الممتاز، بتصريحات، ويقوم بأشياء ليس في حاجة إليها؟ ويحتل مانشستر يونايتد المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد مرور 8 جولات، كما يتصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا بعدما حقق العلامة الكاملة وفاز في أول 3 مباريات، علاوة على أن الفريق سجل 33 هدفاً في كل المسابقات ولم يتعرض لأية خسارة.
لكن في نهاية الأسبوع، أشاد مورينيو بـ«سحر وقوة وشباب» نادي باريس سان جيرمان الفرنسي. وبعد ذلك، صرح بأنه لن ينهي مسيرته التدريبية في مانشستر يونايتد! وعندما سُئل عن ذلك في العاصمة البرتغالية لشبونة، قبل مباراة فريقه أمام بنفيكا، رد قائلاً: «أتساءل كيف يمكن في كرة القدم الحديثة لمدير فني أن يستمر 15 أو 20 عاماً مع نادٍ واحد؟». لكن خلال الجولة الصيفية لمانشستر يونايتد في الولايات المتحدة الأميركية، قال مورينيو: «أنا مستعد للعمل خلال الـ15 عاماً المقبلة هنا. ولم لا؟ بعد مدربي مانشستر يونايتد السابقين ديفيد مويز وفان غال، أعمل هنا للعام الثاني، وأتمنى أن أبقى وأن أمنح النادي الاستقرار الذي يحتاج إليه». وجاء انتقاد مورينيو للمديرين الفنيين الآخرين بعد فوز فريقه على بنفيكا بهدف دون رد، في دوري أبطال أوروبا. وبدا المدير الفني البرتغالي في حالة استرخاء وهو يتحدث عن صدارة فريقه للمجموعة بـ9 نقاط من 3 مباريات. لكن مانشستر يونايتد حقق هذا الفوز بهدف وحيد، كما قدم الفريق أداء دفاعياً متحفظاً للغاية أمام ليفربول في الدوري، وهو ما جعل مورينيو يشير إلى أن تحقيق هذه النتائج بأسلوب دفاعي جعل البعض ينظر إليه وكأنه «جريمة». واستغل الصحافيون هذه التصريحات وسألوا مورينيو عما إذا كان فريقه يتعرض لظلم أو لتشويه صورته، ورد المدير الفني البرتغالي قائلاً: «أنا لا أتحدث مطلقاً عن الإصابات، لكن مديرين فنيين آخرين لا يتوقفون عن البكاء والنحيب، لكني لا أبكي».
وكان الشعور العام بأن مورينيو قد أدلى بهذه التصريحات بصفة عامة، ولا يعني مديراً فنياً بعينه، لكن على بُعد مئات الأميال، وبالتحديد في ملعب «ستامفورد بريدج»، رد المدير الفني لتشيلسي أنطونيو كونتي على هذه التصريحات، عندما قال: «إذا كان يتحدث عني، فأعتقد أنه يتعين عليه أن يفكر في فريقه، وأن يعتني بنفسه، وليس بالآخرين. أعتقد أن مورينيو يحب التركيز على ما يحدث في تشيلسي، وقد حدث هذا أكثر من مرة الموسم الماضي أيضاً؛ يتعين عليه أن يفكر في فريقه».
وفي الحقيقة، يتسم مورينيو بأنه رجل ذكي للغاية، ويسعى لتحقيق هدف محدد من كل تصريح يدلي به لوسائل الإعلام. ويدرك مورينيو جيداً بأنه سيكون هناك تصور بأنه دائماً ما يشكو من غياب لاعبيه بداعي الإصابة، ولذا بعدما قال إنه لا يبكي من الإصابات مثل غيره من المديرين الفنيين، عاد ليذكر أسماء اللاعبين المصابين في فريقه، مثل زلاتان إبراهيموفيتش وبول بوغبا وماركوس روخو ومروان فيلايني!
وفي الحقيقة، كان يتعين على كونتي أن يتجاهل هذه التصريحات تماماً ولا يرد عليها، لكنه بدلاً من ذلك أصبح أحدث ضحية لمورينيو، وظهر وكأنه يواجه ضغوطاً كبيرة بسبب فشل فريقه في تحقيق الفوز خلال 3 أسابيع. وكان كونتي قد اشتكى من جدول المباريات المزدحم، ومن غيابات عدد من لاعبيه بداعي الإصابة، مثل نغولو كانتي وفيكتور موسيس وداني درينكوتر، علاوة على إصابة كل من ديفيد لويز وغاري كاهيل وتيموي باكايوكو، أمام روما في دوري أبطال أوروبا؛ المباراة التي انتهت بالتعادل بـ3 أهداف لكل فريق، وهو ما جعل كونتي يعترف بأن فريقه «في حالة طوارئ»، على حد تعبيره. ويواجه تشيلسي مانشستر يونايتد على ملعب «ستامفورد بريدج» في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بعدما شهدت مباراتهما الموسم الماضي مناوشات، عندما أشار مورينيو إلى أن احتفال كونتي بالقرب من خط التماس يعد عدم احترام له. ومن الصعب معرفة الأسباب التي تجعل مورينيو يدلي بهذه التصريحات في هذا التوقيت بالتحديد، لكن تصريحاته بشأن باريس سان جيرمان قد تكون محاولة من جانبه لتحسين المقابل المادي الذي يحصل عليه من مانشستر يونايتد، لأنه حريص للغاية على تحسين بنود تعاقده الذي ينتهي في صيف 2019، لكن بغض النظر عن الأسباب التي تدعو مورينيو للقيام بذلك، فلا يبدو أن مثل هذه التصريحات ستؤثر على مانشستر يونايتد. وفي الحقيقة، قد يكون هذا أحد مزايا استراتيجيته المتعلقة بتصريحاته لوسائل الإعلام، لأنه يجعل اللاعبين يفكرون في كرة القدم فقط، ولا يشتت ذهنهم بأشياء خارج المستطيل الأخضر.
وكانت صحيفة «أس» الإسبانية قد أكدت أن تجديد تعاقد مورينيو مع نادي مانشستر يونايتد سيكون مكلفاً بالنسبة لهذا الأخير.
ويتبقى للمدرب البرتغالي في تعاقده الحالي مع مانشستر يونايتد عام ونصف العام، حيث ينتهي في يونيو (حزيران) 2019، مع وجود بند يتيح تمديد العقد لموسم آخر إضافي. ورغم ذلك، يرغب النادي الإنجليزي في تمديد تعاقده مبكراً مع المدرب البرتغالي المخضرم. وكشفت «أس» أن المفاوضات بين مانشستر يونايتد ومورينيو لن تكون سهلة، فيما يخص بعض البنود المتعلقة بالمدد والحقوق المالية.
وتعود صعوبة المفاوضات إلى المطالب المبالغ فيها لكلا الطرفين، حيث أشارت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية إلى أن مانشستر يونايتد يرغب في الاحتفاظ بالمدرب البرتغالي طوال عقد كامل حتى 2026.
ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى الذي يسعى فيها مانشستر يونايتد للاحتفاظ بأحد مدربيه لفترة طويلة من الزمن، فقد ارتبط في وقت سابق بتعاقد طويل الأجل مع المدرب الاسكوتلندي أليكس فيرغسون، امتد إلى ما يزيد على ربع قرن من الزمن. وقال مورينيو، خلال مقابلة مع شبكة «سكاي سبورت» التلفزيونية الرياضية، في ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي: «يعرفون أنني سعيد للغاية بتدريب اليونايتد على كل المستويات، ويعرفون أنهم إذا ما قدموا إلى عقداً، فسأوقع عليه دون اللجوء للمستشارين خاصتي».
ولكن لا يبدو أن الأمر سيكون بهذه السهولة، فقد أكدت وسائل الإعلام البريطانية أن مورينيو سيطالب بأجر كبير من أجل التوقيع على عقوده الجديدة مع مانشستر يونايتد. وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية: «سيوقع فقط إذا رأى أن الشروط تعكس إنجازاته مع النادي».


مقالات ذات صلة

توخيل: كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي

رياضة عالمية توخيل قال إن جميع لاعبي إنجلترا بإمكانهم فتح صفحة جديدة مع المنتخب (رويترز)

توخيل: كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي

قال الألماني توماس توخيل، مدرب منتخب إنجلترا لكرة القدم، إن هاري كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي عندما يتولى المسؤولية الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية صلاح المتألق يحتفل بعدما سجل هدفين وصنع الثالث في مباراة التعادل مع نيوكاسل (اب )

تألق صلاح يزيد الضغط على إدارة ليفربول قبل موقعة «الديربي» أمام إيفرتون

تقلص الفارق بين ليفربول المتصدر وأقرب مطارديه تشيلسي وآرسنال من تسع نقاط إلى سبع بعد مرور 14 مرحلة من الدوري الإنجليزي الممتاز

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فابيان هورتسلر مدرب برايتون (د.ب.أ)

مدرب برايتون: سأتعلم من عقوبة الإيقاف... وفولهام متطور

تعهد فابيان هورتسلر مدرب برايتون بأن يتعلم من عقوبة إيقافه بحرمانه من الوقوف في المنطقة الفنية خلال مواجهة فولهام في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، غداً الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آرسنال يستعد لاستضافة مانشستر يونايتد في كأس إنجلترا (رويترز)

قرعة كأس إنجلترا: آرسنال يصطدم بمانشستر يونايتد في قمة الدور الثالث

ستكون مواجهة آرسنال ومانشستر يونايتد على «استاد الإمارات» أبرز مباريات الدور الثالث من مسابقة كأس إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.