«فن الجيل الضائع»... معرض جديد يفتح أبوابه في النمسا

يضم 80 لوحة نادرة تختلف مواضيعها وأساليب رسمها

جانب من المعرض
جانب من المعرض
TT

«فن الجيل الضائع»... معرض جديد يفتح أبوابه في النمسا

جانب من المعرض
جانب من المعرض

«فن الجيل الضائع» معرض جديد افتتح أول من أمس في مدينة سالزبورغ النمساوية، يضم 80 لوحة نادرة تختلف مواضيعها وأساليب رسمها ومن رسموها، فيما وصفها النظام النازي سابقاً، بالفن «المنحط»، وذلك ليس لكونها أعمالا فنية «منحطة» أو غير أخلاقية، وإنّما لمحض إساءة للفنانين الذين رسموها ممن شنّ عليهم النظام النازي حرباً من دون هوادة إمّا لاختلافات سياسية أو دينية أو عرقية. نظّم المعرض بعد أن تابع جمع لوحاته من النمسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى، طبيب بشري يهوى الفن والتاريخ، وقعت في يده لوحة من تلك اللوحات، عن طريق الصدفة، فبدأ بحثا عمن رسمها، وهكذا قاده ذلك الطريق للبحث والتنقيب عن مرحلة تاريخية كشفت عن أعمال فنية بالغة الروعة ظلت منسية.
في بحثه الذي توسع، تابع الطبيب هاينز بوهمي أعمال فنانين ولدوا خلال الفترة من 1880 إلى 1910. واكتسبوا شهرة واسعة آنذاك بسبب أعمالهم الفنية التي ظهرت خلال الفترة التي سبقت الاشتراكية الوطنية، إبّان جمهورية فايمار الألمانية التي نشأت بعد الحرب العالمية الأولى، والإمبراطورية النمساوية المجرية، إلّا أنّهم ولأسباب عنصرية بحتة واجهوا مصائر مجهولة بعد أن شن عليهم النظام النازي حملات منظمة، قُتل فيها من قتل وتشرد آخرون كما أُزيلت أعمالهم من جميع المعارض والمتاحف بعد تصنيفها فنا منحطا ورديئا لا يستحق أن يعرض. فلم يبق لهم سبيل لمواصلة حياتهم العملية فاختفوا أو تم إخفاؤهم.
في تصريحات صحافية يوم افتتاح المعرض قال المشرف عليه، إنّ أولئك الفنانين أُسقطوا في غياهب النسيان.
مشيراً إلى أنّه جمع 300 لوحة ليس من بينها أي لوحة مسروقة، يعرض منها حالياً 80 لوحة. في حين لا يزال مواصلاً للبحث والتنقيب بهدف التحقق عن أصل وتاريخ بقية اللوحات والظروف التي عايشها الفنانون معتمداً على نهج وصفه بـ«البحث من الخلف» أي التركيز على من هو الفنان ومتى رسم وكيف وأين؟



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».