الرئيس اللبناني يواصل الدفع لعودة النازحين السوريين

جعجع من أستراليا: لا عودة لنظام الأسد

TT

الرئيس اللبناني يواصل الدفع لعودة النازحين السوريين

واصل الرئيس اللبناني ميشال عون الدفع باتجاه تسريع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، إلا أن استمرار الانقسام السياسي حول الآلية الواجب اعتمادها لإتمام هذه العودة، لا يزال يعيق تحقيق أي تقدم يُذكر في ظل دفع قوى 8 آذار لحوار مع النظام السوري ورفض قوى 14 آذار أي شكل من أشكال التطبيع معه.
وطالب الرئيس عون أمس «منظمة فرسان مالطة» الناشطة على الصعيدين الإنساني والاجتماعي خلال استقباله وفدا منها، بـ«لعب دور في العمل الجاري لتسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلدهم ومساعدتهم إنسانيا واجتماعيا، ولا سيما أن لبنان بدأ تحركا مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة تحقيقا لهذه الغاية»، فيما بحث وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل هذا الملف مع السفير الروسي ألكسندر زاسبكين كما عرض الأوضاع السياسية العامة مع السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشادر التي قالت إنها نقلت للوزير باسيل: «وجهة النظر الأميركية من سياسة وتوجهات الرئيس الأميركي دونالد ترمب فيما يخص الشرق الأوسط وإيران في المرحلة المقبلة».
وحثّ السفير الروسي على وجوب الاستعجال بإيجاد آلية مناسبة لعودة اللاجئين السوريين، لافتا إلى أن التركيز حاليا هو على «التطبيع» مع سوريا. وإذ وصف زاسبكين قضية النزوح بـ«الملحة جدا» اعتبر أن «الأعباء الكبيرة التي يتكبدها لبنان تشكل حالة من الممكن أن تنفجر قريبا». وتساءل زاسبكين: «إذا كان الاعتراف بأن الأفق غير واضح المعالم للعملية السياسية في سوريا، فكيف ستتم العودة؟».
واستغرب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من أستراليا، مطالبة البعض بالتواصل مع النظام السوري لإعادة اللاجئين. وقال في كلمة ألقاها خلال مهرجان نظمه الحزب في سيدني: «للأسف ينسى البعض أن نظام حافظ الأسد نفى ميشال عون، وحلّ حزب القوات اللبنانية، واعتقل سمير جعجع ورفاقه، وقصف الأشرفية، وزحلة، وقنات، وطرابلس، وصيدا، وقتل بشير الجميل وكمال جنبلاط ورفيق الحريري». وأضاف: «كل همهم في الوقت الحاضر إيجاد طريقة لنسج علاقات مع نظام الأسد تحت مائة ذريعة وذريعة، ويقولون: ألا تريدون أن يعود النازحون؟ لذلك نريد أن نناقش ذلك مع نظام الأسد، تماماً كمن يقول إن أردت الذهاب إلى أميركا فاستقل طائرة (بانكوك)».
وأضاف: «لا عودة لنظام الأسد إلى لبنان، والطريقة الوحيدة لعودة النازحين السوريين إلى سوريا، هي في الابتعاد عن تسييس هذا الموضوع، خصوصاً بالابتعاد عن الأسد والتعاون مع الدول التي ستكون هي الممر لعودة النازحين السوريين إلى ديارهم».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.