الفلسطينيون يرفضون أي شروط إسرائيلية بشأن المصالحة

TT

الفلسطينيون يرفضون أي شروط إسرائيلية بشأن المصالحة

رفضت الرئاسة الفلسطينية وحركة حماس الشروط الإسرائيلية على تطبيق المصالحة الداخلية، التي تمثلت بضرورة اعتراف أي حكومة فلسطينية بإسرائيل. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينه، «إن المصالحة الوطنية هي مصلحة فلسطينية عليا، وإن موقف الرئيس محمود عباس، هو المضي قدماً فيها تحقيقاً لأمال وتطلعات شعبنا بالوحدة والاستقلال».
وأضاف: «إن ما تم الاتفاق عليه في القاهرة، برعاية مصرية، يسير في الاتجاه الصحيح باتجاه إنهاء الانقسام، وإن أي ملاحظات إسرائيلية لن تغير من الموقف الرسمي الفلسطيني بالمضي قدما فيها». وتابع: «سبق وشكلنا حكومة وحدة وطنية وحكومة وفاق وطني، ولم يكن لأي اعتبارات خارجية أي تأثير لأن القيادة الفلسطينية مؤمنة بالوحدة الوطنية وبمصالح شعبها».
وأردف: «لقد رحب المجتمع الدولي، بما فيه الإدارة الأميركية، بعودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى قطاع غزة وتسلم حكومة الوفاق الوطني مهامها كاملة في القطاع».
وشدد أبو ردينة على أن «أي ملاحظات إسرائيلية لن تغير من الموقف الرسمي الفلسطيني بالمضي قدما في جهود المصالحة، وصولا إلى تحقيق آمال وتطلعات شعبنا في إنهاء الانقسام من أجل إنجاز المشروع الوطني وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون السياسة والأمن (الكابنيت)، وضع شروطاً لموافقته على بدء مفاوضات مع الحكومة الفلسطينية، تركزت بمجملها على حركة حماس.
وأعلن المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر أن إسرائيل لن تتفاوض مع الفلسطينيين إلى أن تتخلى حركة حماس عن سلاحها. وجاء في بيان صادر عن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه «استمرارا لقرارات سابقة، دولة إسرائيل لن تدير مفاوضات سياسية مع حكومة فلسطينية تعتمد على حركة حماس، منظمة إرهابية تدعو إلى تدمير إسرائيل، ما دامت لم تتوفر الشروط التالية.. على حماس الاعتراف بدولة إسرائيل والتخلي عن الإرهاب وفقا لشروط الرباعية، تفكيك حماس من سلاحها، وإعادة قتلى الجيش الإسرائيلي والمواطنين الموجودين في غزة، السيطرة الأمنية الكاملة للسلطة الفلسطينية على قطاع غزة، بما يشمل المعابر ومنع التهريب، الاستمرار بتدمير البنية التحتية الإرهابية لحماس في الضفة الغربية من قبل السلطة الفلسطينية، قطع علاقات حماس مع إيران، وتدفق أموال المساعدات الإنسانية إلى غزة فقط عن طريق السلطة الفلسطينية والآليات التي أقيمت من أجل ذلك هناك».
وقال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إن هذه القرارات أخذت من منطلق أن انضمام حركة حماس للحكومة الآن ومستقبلا، يجعل من الحكومة الفلسطينية «حكومة إرهاب وطنية»، وليست حكومة وحدة وطنية. وقال بينيت إن «حكومة فلسطينية تعتمد على حركة حماس تصبح حكومة إرهاب وطنية، ممنوع على إسرائيل أن تذعن وأن تدير مفاوضات معها».
وتابع: «تواصل حركة حماس في هذه الأيام، إعداد وتجهيز عمليات قتل لإسرائيليين، وتواصل حفر الأنفاق، وهدفها بتدمير إسرائيل لا يزال على حاله». واعتبر الوزير الذي يتزعم حزب «البيت اليهودي» اليميني الداعم للاستيطان «وقّعت حركة حماس على اتفاق المصالحة مع السلطة الفلسطينية، بهدف تبييض صفحتها وتلميع صورتها، وبمسعى للحصول على الشرعية بينما تتعاظم عدائيتها تجاهنا». وتابع: «الاستنتاج واضح: السلطة الفلسطينية هي جسم إرهابي».
وكانت الحكومة الإسرائيلية المصغرة ترد على اتفاق القاهرة بين فتح وحماس الذي نص على تشكيل حكومة وحدة وطنية والإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية. ورفضت حماس كل شروط إسرائيل، وقال القيادي في الحركة حماس، وعضو مكتبها السياسي، عزت الرشق إن الاحتلال الإسرائيلي لا يستطيع فرض أي شروط على السلطة لإنجاز المصالحة.
ووصف الرشق شروط إسرائيل، بـ«محاولة من الاحتلال عرقلة تطبيق المصالحة الفلسطينية عبر فرض شروط على السلطة، تكشف تخوفه من وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة إرهابه وعدوانه».
ودعت حماس إلى الرد على هذه الشروط بإنجاز سريع للمصالحة.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.