مادة من نفايات الورق لحماية الأجهزة الإلكترونية من الاحتراق

وجد العلماء الألمان في مادة «لينين Lignin»، وهي الناتج العرضي لصناعة الورق من الخشب، مادة طبيعية تحمي المواد الصناعية من الاحتراق. ونشر معهد فراونهوفر الألماني تقريراً صحافياً عن استخدام مادة «لينين» في منع الهواتف الذكية من الاحتراق داخلياً أو خارجياً.
ومعروف أن هذه المادة تذهب بنسبة 98 في المائة، بعد إنتاج الورق، إلى المزابل والمحارق، وهي عملية تثقل صناعة الورق بتهمة إطلاق مزيد من غاز ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة. وتعتبر «لينين» المادة المسؤولة عن منح الصلابة لخشب الأشجار.
وجاء في تقرير المعهد الألماني المعروف أن العلماء أضافوا مركبات الفسفور إلى مادة «لينين» ومنحوها بذلك القدرة على مقاومة النار. وقال الدكتور رولاند كلاين، رئيس المشروع، إنهم عملوا على تركيب جزيئات اللينين ومركبات الفوسفور معاً، بهدف منح المادة الناتجة القدرة على حماية كافة المواد الصناعية من الاحتراق. واستخدم كلاين وزملاؤه مادة «اللينين المفسفرة» في المختبر لإنتاج مادة قادرة على جعل المواد الصناعية منيعة على النيران بدرجات مختلفة، بحسب نوع ومتانة كل مادة صناعية.
وتم اختبار قدرة المادة على الحماية من الحريق في مختبر للمواد في جامعة مدينة ليل الفرنسية. وثبت من التجارب أن المواد الصناعية المطلية بمادة «لينين» صمدت بشكل لا يقارن أمام الحرارة، بالمقارنة مع المواد غير المطلية بالمادة.
وأضاف الدكتور كلاين أنهم طوروا قدرة اللينين المفسفرة على مقاومة النيران، من خلال إضافة مواد أخرى طاردة للحرارة إليها. وعبر كلاين عن قناعته بأن المادة الحافظة للأجهزة من الاحتراق ستشق طريقها إلى الصناعة الإلكترونية بقوة. وأضاف أن صناعة الورق أكثر سعادة بهذا الإنجاز؛ لأنه صار بوسعها بيع مادة اللينين الفائضة عن الحاجة إلى الصناعة الإلكترونية بدلاً من حرقها.