قال لاجئ عربي، شاطر الإرهابي التونسي أنيس العامري غرفته في بيت للاجئين، إن الشرطة الألمانية لم تأخذ تحذيراته من العامري بعين الاعتبار إلا بعد تنفيذ عملية الدهس الإرهابية التي أودت بحياة 12 شخصاً. وقال اللاجئ السوري لبرنامج «فرونتال»، الذي تبثه القناة الثانية في التلفزيون الألماني (ز.د.ف)، إنه حذر الشرطة مرتين من خطر العامري، إلا أنهم لم يستدعوه للتحقيق معه إلا بعد أسابيع من حصول المجزرة. وجاء ذلك في بلاغ صحافي لبرنامج «فرونتال» عممه على الأوساط الإعلامية في ألمانيا، صباح أمس، تمهيداً لنشر التقرير في البرنامج الذي عرض مساء اليوم نفسه في القناة الثانية. وبحسب التقرير، أكد اللاجئ محمد ج. أنه حذر العاملين الاجتماعيين في بيت اللاجئين، في خريف سنة 2015، من خطر أنيس العامري، وأضاف أنه أعاد تحذيره للسلطات أثناء أخذ إفادته عند طلب اللجوء، في يونيو (حزيران) 2016، وأنه وصفه لهم بالإرهابي الذي يحتفظ بعلاقات مباشرة مع «داعش».
وتحدث برنامج «فرونتال» عن وثائق داخلية يحتفظ بها، وتثبت أن الشرطة لم تحقق مع محمد ج. حول معلوماته إلا بعد أسابيع من عملية الدهس التي نفذها العامري يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) 2016، في سوق لأعياد الميلاد في العاصمة الألمانية.
وشاطر محمد ج. لأسابيع أنيس العامري غرفة في نزل للاجئين في مدينة إيميريش على الراين. وكان العامري يتخفى عن الرقابة، متخذاً اسم لاجئ سوري اسمه محمد حسا. ويؤكد ج. أنه كان يعرف شخصية العامري الحقيقية، ويعرف أنه على علاقة مع تنظيمات إرهابية تنشط في سوريا.
ولم يكلف العامري نفسه مهمة إخفاء شخصيته عن اللاجئين في النزل، بحسب الشاهد السوري، وكان يقول: «ماذا تفعلون هنا في وطن الكفار؟ أنا أريد الذهاب إلى سوريا، والالتحاق بالمقاتلين. اذهبوا أنتم أيضاً وقاتلوا مع الإخوة المقاتلين».
وتقول مصادر وزارة الداخلية الألمانية إن العاملين في دائرة الهجرة واللجوء في مدينة كليفه نقلوا تحذير محمد ج. في سنة 2015 إلى الشرطة. وقدم موظفو دائرة اللجوء والهجرة «طلب تدقيق هوية إسلامية» إلى الشرطة يوم 28 - 10 - 2015. ويؤكد محمد ج. عدم وجود استفسارات من الشرطة حول الموضوع.
ويذكر محمد ج. لبرنامج «فرونتال» أنه أبلغ دائرة اللجوء والهجرة، في يوليو (تموز) 2016، عن نشاطات العامري الإرهابية، وأضاف أنه حذرهم من أن التونسي المتطرف انتقل إلى برلين، وقدم طلب اللجوء السياسي بهوية مزيفة أثناء الاستماع إليه من قبل موظفي دائرة اللجوء والهجرة، يوم 27 يوليو 2016. ويضيف البرنامج السياسي «فرونتال» أنه يحتفظ بنسخة من محضر الاستماع إلى أقوال محمد ج. في دائرة الهجرة واللجوء.
ورفضت الدائرة التعليق على تقرير «فرونتال»، متعذرة بقانون حفظ المعطيات الشخصية، لكنها أكدت أنها كانت آنذاك على اتصالات مباشرة مع القوى الأمنية بسبب الموضوع. وتكشف تقارير الشرطة أنها لم تحقق مع محمد ج. إلا يوم 30 يناير (كانون الثاني) 2017، أي بعد مرور 6 أسابيع على سقوط 12 ضحية في عملية الدهس التي نفذها العامري.
جدير بالذكر أن برونو يوست، المحقق الخاص في عملية الدهس الإرهابية ببرلين، اتهم القوى الأمنية بالتقصير، في تقريره الذي نشر قبل أسبوع من الآن.
وجاء في تقرير يوست، رئيس النيابة العامة الاتحادية السابق، أن عملية الدهس كان من الممكن «على الأغلب» تجنبها، لولا تقصير السلطات الأمنية في ولايتي الراين الشمالي فيستفاليا وبرلين في اعتقال العامري.
واستخدم المحقق الخاص كلمات مثل «الضعف» و«القصور» و«التأخر» و«الخطأ» في وصف موقف السلطات الأمنية من التونسي الذي كان مصنفاً في قائمة «الخطرين».
وعلى صعيد محاكمة 6 ألمان متشددين بتهمة محاولة الالتحاق بتنظيم داعش في سوريا، اتهمت النيابة العامة في هامبورغ الشبان الستة بالعلاقة بتنظيمات إسلامية محظورة تنشط في ولايتي سكسونيا السفلى والراين الشمالي فيستفاليا. وأضافت أنهم كانوا يلتقون في مسجد للمتشددين في مدينة كيل، وأن دائرة حماية الدستور (مديرية الأمن العامة) رصدت بذلك أول المؤشرات على زيادة تطرفهم.
ورصدت دائرة حماية الدستور أيضاً تجمع الستة في ساحة للعب الأطفال في شارع دانيسك، في حي سانت جورج الهامبورغي، وتأديتهم الصلاة جماعياً في أيام الجمعة بهدف مخاطبة المراهقين المسلمين الذين يتجمعون في هذه الساعة.
وبدأت محاكمة الشبان الستة الاثنين الماضي بتهمة العلاقة بتنظيم إسلامي متطرف منذ سنة 2015، وتهمة محاولة الالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي. وجاء في محضر الادعاء أن الشبان، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و26 سنة، ألقي القبض عليهم في أبريل (نيسان)2017، من قبل شرطة الحدود، على الحدود البلغارية التركية، وكانوا في طريقهم للالتحاق بميليشيات «داعش» في سوريا.
وتم إلقاء القبض على الستة في بلغاريا والنمسا، بعد أن نجحوا في التسلل من ألمانيا، رغم تصنيفهم في قائمة الإسلاميين المتشددين الممنوعين من السفر. وينحدر معظمهم من أصول إسلامية، ورصدت دائرة حماية الدستور زيادة تطرفهم من خلال الحلقات الإسلامية التي كانوا يزورونها في ولايتي هامبورغ وسكسونيا السفلى.
7:49 دقيقة
ألمانيا: الشرطة تجاهلت مرتين تحذير لاجئ عربي من خطر العامري
https://aawsat.com/home/article/1056136/%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B7%D8%A9-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%87%D9%84%D8%AA-%D9%85%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D9%8A%D8%B1-%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%AE%D8%B7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A
ألمانيا: الشرطة تجاهلت مرتين تحذير لاجئ عربي من خطر العامري
تجنب عملية الدهس الإرهابية ببرلين كان ممكناً
- كولون: ماجد الخطيب
- كولون: ماجد الخطيب
ألمانيا: الشرطة تجاهلت مرتين تحذير لاجئ عربي من خطر العامري
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة