سفينة آرسنال لن تغرق بعد رحيل أوزيل

كثيرون اعتقدوا أن اللاعب الألماني سينقل الفريق إلى حقبة ذهبية جديدة بعد انضمامه

أوزيل قدم أداء أفضل مع المنتخب الألماني («الشرق الأوسط») - مسيرة آرسنال لم تتغير بانضمام أوزيل (أ.ف.ب)
أوزيل قدم أداء أفضل مع المنتخب الألماني («الشرق الأوسط») - مسيرة آرسنال لم تتغير بانضمام أوزيل (أ.ف.ب)
TT

سفينة آرسنال لن تغرق بعد رحيل أوزيل

أوزيل قدم أداء أفضل مع المنتخب الألماني («الشرق الأوسط») - مسيرة آرسنال لم تتغير بانضمام أوزيل (أ.ف.ب)
أوزيل قدم أداء أفضل مع المنتخب الألماني («الشرق الأوسط») - مسيرة آرسنال لم تتغير بانضمام أوزيل (أ.ف.ب)

قد تحاول جاهداً ألا تحب المحلل التلفزيوني لمباريات كرة القدم بول ميرسون، لكن حتى لو أعلنت على الملأ أنك لا تحبه وأن ما يقوله مجرد هراء، سيكون من الصعب عليك في قرارة نفسك أن تكرهه بالفعل. وربما لن تحب إيان رايت بالطريقة نفسها، رغم أن رايت قد تطور كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية وأدرك أنه يمكنه أن يقول ما في ذهنه فقط وأصبح الآن على وشك أن يصبح أفضل محلل لكرة القدم.
وفي الحقيقة، لا يعد هذا شيئاً سهلاً كما يبدو للوهلة الأولى، فمارتن كيون، على سبيل المثال، يبدو أيضاً أنه يملك أدواته جيداً في مجال تحليل المباريات ويقول آراء جيدة، لكنه لا يزال يتحدث عن كرة القدم بشكل مقتضب بينما تظهر علامات الحزن الشديد على وجهه كأنه عائد للتو من جنازة. ويقدم مايكل أوين أداء جيداً في مجال التحليل هذه الأيام، لكن بطريقة غريبة للغاية، حيث يظهر على شاشة التلفاز كأنه رهينة قد اختطف ويجلس في قبو مضيء بينما يختفي الخاطفون خلف الستار وهو يتحدث بمنتهى الحذر عن طريقة الربط بين خطوط الفريق المختلفة وطريقة المهاجمين في إنهاء الهجمات، في حين يبدو أن وحدة من قناصة الشرطة تجري مناورة في مكان ما على مرمى بصره!
أما ميرسون فيحلل مباريات كرة القدم بطريقة مختلفة عن ذلك تماماً، ويبدو أحياناً كأنه قد نسي أنه يتحدث على الهواء مباشرة على شاشات التلفاز ويتحدث بتلقائية شديدة كأنه يجلس فقط مع مجموعة من الأشخاص الآخرين يتحدثون عن هاري كين لفترة طويلة، بينما يجلس المحاور وهو يرتدي زياً رسمياً ويحاول أن يقنعهم بتغيير الموضوع. لكن ميرسون يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة وحب جارف من قبل الجمهور، كما يتمتع بقدرة كبيرة على إقناع الآخرين بآرائه. وكان ميرسون يتحدث خلال الأسبوع الحالي عن لاعب آرسنال مسعود أوزيل.
وقال ميرسون عن أوزيل ما يكفي، وأشار إلى أنه «لا يعمل بجد بما فيه الكفاية من أجل الفريق»، ليضاف بذلك هذا الاتهام إلى الانتقادات التي تطال أوزيل منذ انضمامه للدوري الإنجليزي الممتاز، التي تشير إلى أنه لا يركض بما فيه الكفاية. لكن من المستحيل أن تجادل فيما يتعلق ببعض الأشياء المسلم بها، مثل حقيقة أن أوزيل ما زال قادراً على اللعب حتى الآن وقد نراه يعود للتألق ويحرز هدفاً أو هدفين، أو يصنع هدفاً في لقاء فريقه المقبل. لكن رغم كل ذلك، يتعين على المدير الفني لآرسنال أرسين فينغر أن يحاول بيعه في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة. صحيح أن آرسنال بدا في بعض الفترات كأنه يعتمد بشكل كبير على أوزيل، لكن سفينة الفريق لن تغرق بعد رحيله بكل تأكيد.
وكان الأسبوع الماضي هو الذكرى نصف السنوية لآخر هدف سجله أوزيل مع آرسنال. ومنذ شهر ديسمبر (كانون الأول) 2016 لم يصنع اللاعب الألماني سوى هدف واحد فقط - نعم هدف واحد فقط - خارج ملعب الفريق! وفي الحقيقة، أصبح الفريق يلعب بشكل أفضل في غيابه، رغم أنه قد حصل على 30 مليون جنيه إسترليني خلال الفترة التي لعب خلالها للنادي. وبالتالي، لم يكن هناك أي شيء يبرر أن يطالب اللاعب بزيادة المقابل المادي الذي يحصل عليه. ويجب أن نتفق على أن عصر أوزيل قد ولى بالفعل، وهو ما يشير أيضاً إلى حقيقة أنه ليس بالضرورة أن يتألق أي لاعب جيد عند انتقاله لفريق جديد، وهذا هو ما رأيناه كثيراً في عالم كرة القدم!
وهذا هو لب الموضوع في حقيقة الأمر. وبغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا حول القدرات الفنية لأوزيل، فمن المثير أن نفهم الأسباب التي لم تجعله يحقق النجاح المتوقع مع آرسنال. في البداية، دعونا نتفق على أن كرة القدم الإنجليزية دائماً ما تحب أن تصف اللاعبين بأنهم كسالى أو ضعفاء البنية، ولذا كان من السهل القول إن طريقة لعب أوزيل لن تنجح في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يعتمد في الأساس على القوة واللياقة البدنية العالية.
لكن في هذه الحالة فإن الوضع مختلف تماماً. في البداية، وكما أشرنا أكثر من مرة من قبل، فإن أوزيل يركض كثيراً داخل الملعب، والدليل على ذلك أنه كان من أكثر اللاعبين ركضاً في كل مباراة من المباريات التي خاضها فريقه في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.
ثانياً، وبغض النظر عما إذا كان ذلك سيروق لكم أم لا، فإن نقاط الضعف التي يعاني منها أوزيل هي نقاط الضعف نفسها التي يعاني منها اللاعبون الإنجليز، فما حدث في آرسنال هو أن اللاعب قد فشل في تطوير قدراته وإمكانياته. لقد تغيرت كرة القدم كثيراً خلال السنوات الأربع الماضية، لكن أوزيل ظل اللاعب نفسه بالمهارات نفسها والأشياء نفسها التي يحتاج إليها ونقاط القوة نفسها ونقاط الضعف نفسها. صحيح أن هذا يعد نوعاً من أنواع الكسل، لكن ليس له أي علاقة بمعدل الركض أو المجهود الذي يبذله اللاعب داخل الملعب، لكنه يتعلق بصورة أكبر بعدم الرغبة في التعلم وتطوير الذات.
رجاء لا تبحثوا عن أي أعذار لذلك، لأنني أعرف جيداً الأعذار والمبررات التي ستتحدثون عنها، وأن أوزيل لاعب موهوب للغاية يمكنه إذا لعب في الفريق المناسب وهو صافي الذهن أن يحدث الفارق بكل سهولة! وقد سمعنا أيضاً وجهة النظر التي تقول إن اللاعب بحاجة إلى بعض المميزات الإضافية وإنه يلعب بصورة رائعة، ولكن دوره داخل الملعب غير ملحوظ لمن ليس لديهم وعي كبير بالجوانب التكتيكية والخططية في عالم كرة القدم!
لكن في الواقع، تكمن المشكلة في أن الطريقة التي تلعب بها الأندية قد تغيرت. ويقدم أوزيل أفضل مستوى له عندما يستحوذ الفريق على الكرة لفترات طويلة، مثلما كان يحدث مع ريال مدريد وآرسنال حتى وقت قريب، ومع المنتخب الألماني أيضاً، لكن الوضع قد اختلف الآن، في الوقت الذي فشل فيه أوزيل في تطوير إمكانياته للتناسب مع ذلك.
وفي المقابل، نجح لاعبون آخرون في القيام بما فشل فيه أوزيل، ومن بينهم نجم مانشستر سيتي كيفين دي بروين، الذي يمكنه أيضاً أن يمرر الكرة بشكل رائع ولديه كثير من المقومات والإمكانيات الكبيرة، لكنه نجح أيضاً في أن يتعلم المزيد وأن يطور من إمكانياته بسرعة مذهلة، وأصبح قادراً الآن على القيام بكثير من الأدوار، فيمكنه اللعب في وسط الملعب وصانع ألعاب، كما أصبح بارعاً في شن الهجمات المرتدة على مرمى الفرق المنافسة، وبالتالي أصبحت لديه القدرة على تغيير نتيجة المباراة. وينطبق الأمر نفسه على لاعب خط وسط توتنهام كريستيان إريكسن، الذي تطور أداؤه بشكل ملحوظ خلال السنوات الأربع التي لعب خلالها في إنجلترا، ولم يكتفِ بالقيام بالأشياء التي كان يستطيع القيام بها في السابق. ولتبسيط هذا الأمر بصورة أكثر وضوحاً، يمكننا القول إن «أوزيل لم يلعب 166 مباراة مع آرسنال، لكنه لعب مباراة واحدة 166 مرة»، بمعنى أنه يلعب بالشكل نفسه في كل مباراة ولا يطور من نفسه على الإطلاق.
ورغم ذلك، لا يعد أوزيل هو الوحيد المسؤول عن فشله في تطوير نفسه مع آرسنال، والدليل على ذلك أنه يلعب بشكل جيد مع منتخب ألمانيا. والآن، من الصعب تجنب الشعور بأن مسيرة أوزيل مع آرسنال قد انتهت، رغم أن كثيرين كانوا يمنون النفس عند انضمام اللاعب الألماني لآرسنال بأنه سيقدم مستوى مذهلاً وسينقل الفريق إلى حقبة ذهبية جديدة، لكنه للأسف فشل في تطوير فنياته وقدراته.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.