فضيحة منتج هوليوود واينستين تتفاعل وتخلط السينما والسياسة وعالم الأزياء

أصبحت ادعاءات التحرش الجنسي ضد منتج هوليوود هارفي واينستين، الخبر الأكثر تطورا وجدلا على وسائل الإعلام الأميركي والأوروبي خصوصا أنها تفتح ملفات مماثلة في بريطانيا وأميركا وغيرها من دول العالم. وبدا أن الموضوع الذي تناول الفضيحة لأول مرة، ونشرته صحيفة نيويورك تايمز، قد رفع حاجز الخوف لدى كثيرات ممن تعرضن لمواقف مماثلة تحديداً مع واينستين.
بالأمس تحدثت العارضة البريطانية كارا ديلفين التي دخلت مجال التمثيل أيضا، عن واقعة تعرضت لها مع واينستين الذي حاول التحرش بها بعدما دعاها للقاء في أحد الفنادق، لمناقشة دور محتمل لها في أحد الأفلام التي تنتجها شركته «ميراماكس». وتشابهت قصة ديلفين مع أغلب القصص التي روتها نجمات أخريات في الكثير من التفاصيل وفي الأسلوب الذي يبدو أن واينستين قد استعمله مع «ضحاياه»، إذ كان يدعوهن للقائه في مطعم أو فندق ثم إلى جناحه الخاص بالفندق مع مرافقة مساعدته التي سرعان ما تتذرع بحجة لتترك المنتج مع الممثلة الشابة. وحسب الروايات المختلفة فقد استخدم واينستين عبارات التهديد بتحطيم فرص الممثلة أو الإغراء بأدوار في أفلام قادمة أو التلويح بدعم ترشيحها لجائزة الأوسكار.
من جانب آخر اضطرت أكبر المؤسسات الفنية في العالم للتنديد بما فعله واينستين فقد أعلنت الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا) أمس، تعليق عضوية المنتج في بيان جاء فيه: «في حين استفادت بافتا في السابق من دعم السيد واينستين لعملها الخيري، فإنّها تعتبر أنّ السلوك المزعوم المبلغ عنه غير مقبول تماماً وغير متوافق مع قيم بافتا». وأضافت: «نأمل في أن يرسل هذا الإعلان رسالة واضحة مفادها أنّ مثل هذا السلوك ليس له أي مكان في صناعتنا». كما أعلنت الأكاديمية الأميركية للسينما والفنون، منظمة جوائز الأوسكار أمس، أنّ الأعضاء سيجتمعون لمناقشة ردهم على الاتهامات المتزايدة بحق أهم منتج في هوليوود الذي منحته جائزة أوسكار أفضل إنتاج في عام 1999، عن فيلم «شكسبير عاشقا»، وقالت الأكاديمية إنّ الاجتماع سيعقد غداً السبت، لمناقشة الأمر في وسط تكهنات بأنّ الأوسكار ستحذو حذو البافتا وتعلّق عضويته. وأشارت الأكاديمية في بيان إلى أنّ «الاتهامات الموجهة لواينستين صادمة ومنفرة وتتعارض مع القيم التي تمثّلها الأكاديمية».

السياسيون يعلّقون
وتدخل مقر رئاسة الوزراء في بريطانيا على خط التنديد أيضاً، حيث قال متحدث رسمي إنّ تريزا ماي «تشيد بشجاعة النساء اللواتي تحدثن عن التحرش»، وهو ما أخذه الكثيرون على أنّه إشارة بتجريد واينستين من اللقب الشرفي الذي منحته بريطانيا له، وهو ما طالب به عدد كبير من النواب في البرلمان الذين وقعوا على خطاب يطالب بتجريد واينستين من رتبة قائد الإمبراطورية البريطانية.
وأضاف المتحدث باسم ماي: «إنّ جميع المبادرات الجنسية المرفوضة غير مقبولة وطالبت بأن يتم التحقيق في الادعاءات التي وجهت للمنتج».
من جانب آخر أعلن أن الشرطة البريطانية والأميركية ستقوم بعمليات تحرٍ وتحقيق في الادعاءات الموجهة ضد واينستين.

واينستين وعالم الأزياء
أعلنت زوجه هارفي واينستين انفصالها عنه وأعربت عن أسفها قائلة إنّها مفطورة القلب بسبب كل الضرر الذي حدث للنساء اللواتي قلن بأن المنتج تحرش بهن. ولكن جورجينا تشابمان مصممة الأزياء التي أسس لها واينستين دار أزياء «ماركيزا»، استفادت من منصب زوجها وسطوته. وبما أنّ باب الحكايات قد فتح، فكان من الطبيعي أن يبدأ الحديث عن دور واينستين في الترويج لأزياء زوجته بين نجمات هوليوود. وذكر موقع «هوليوود ريبورتر» أن واينستين كان القوة التي دفعت بدار الأزياء للأمام وأنه استخدم نفوذه لإقناع نجمات هوليوود بارتداء فساتين من تصميم زوجته خلال حفلات الأوسكار. ودفع واينستين بثقله كله ليجعل دار الأزياء التي كانت تعاني من عدم خبرة تشابمان وشريكتها لتكون أهمّ ماركة ترتديها نجمات حفل الأوسكار مثل جينيفر لوبيز وسيينا ميلر ونيكول كيدمان.
ونقل الموقع عن أحد العاملين في دوائر تنسيق الأزياء للنجمات قوله: «لن ترتدي أي ممثلة تصميمات هذه العلامة بعد اليوم». وأضاف شخص آخر يعمل في مجال الدعاية «كان واينستين العقل المدبر خلف علامة (ماركيزا)، يعقد الصفقات ويستخدم نفوذه مع المشاهير لصالحها». وتذكر خبيرة أزياء أخرى أنّها عرضت على الممثلة سيينا ميلر التي قامت ببطولة فيلم «فتاة المصنع» من إنتاج واينستين، فستانا من تصميم دار أخرى لترتديه خلال حفل غولدن غلوبز في عام 2006، وأعجب ميلر بالفستان ولكنّ فريق مساعديها قال لها إنّها ستجلس مع واينستين وزوجته خلال الحفل وإنّ المنتج «سيكون غاضبا إذا لم ترتد ميلر تصميما لدار ماركيزا». وذكرت الخبيرة حادثا مماثلا وقع مع الممثلة فيليستي هوفمان في عام 2005 حيث أخبرها واينستين بأنّه لن يمول حملات الدعاية لفيلمها (ترانس أميركا) إذا لم ترتدي فستانا من ماركيزا».
وبدا تأثير الفضائح المتتالية واضحاّ على خط مجوهرات أطلقته الدار، ففي يوم 5 أكتوبر (تشرين الأول)، وهو نفس اليوم التي فجّرت صحيفة نيويورك تايمز الفضيحة، عرضت تشابمان وشريكتها كارين كريغ خط مجوهرات وإكسسوارات ماركيزا بالتعاون مع بيت مجوهرات شهير من خلال أسبوع أزياء الزفاف بنيويورك، وقبل أن تصل القطع إلى المحلات أعلن البيت أنّ الخط لن يطلق في هذا الوقت.