عقبات تكبح التصدير عبر المعبر البري بين الأردن والعراق

معبر طريبيل البري بين العراق والأردن (أ.ف.ب)
معبر طريبيل البري بين العراق والأردن (أ.ف.ب)
TT

عقبات تكبح التصدير عبر المعبر البري بين الأردن والعراق

معبر طريبيل البري بين العراق والأردن (أ.ف.ب)
معبر طريبيل البري بين العراق والأردن (أ.ف.ب)

أفاد مسؤولون ومصدرون أردنيون بأن التصدير للعراق ما زال يواجه عقبات، رغم فتح المنفذ البري الرئيسي بين البلدين منذ شهر، للمرة الأولى بعد نحو ثلاث سنوات من إغلاق أضر بإحدى أهم الأسواق للمنتجات الأردنية.
وافتتح مسؤولون كبار من الأردن والعراق معبر طريبيل الرئيسي، مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد انحسار سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على غرب الأنبار، بالعراق.
وأدى إغلاق المعبر إلى مضاعفة تكلفة التصدير للسوق العراقية، مع ارتفاع أسعار الشحن بعد اللجوء لعدة منافذ بديلة، منها الأراضي السعودية والكويت والموانئ الإماراتية.
وتراجعت قيمة الصادرات الأردنية إلى العراق نحو 62 في المائة، بعد إغلاق المعبر إلى 333 مليون دينار (470 مليون دولار).
وأفاد وزير الصناعة والتجارة الأردني، يعرب القضاة، لـ«رويترز»، بأن حركة التجارة بين البلدين تأثرت بسبب الإغلاق، وتحول بعض المستوردين العراقيين إلى أسواق أخرى مجاورة.
وأكد مسؤولون أن 250 شاحنة أردنية وصلت منطقة التبادل التجاري، على الحدود العراقية عبر المعبر منذ افتتاحه، وذلك مقارنة مع نحو 400 شاحنة يومياً قبل الإغلاق.
ويعزو مصدرون تباطؤ حركة الصادرات للعراق إلى استمرار المخاوف الأمنية على طريق بغداد، الذي فرض إقامة منطقة تبادل على الحدود، يجري فيها نقل البضائع الأردنية وبضائع النقل بالعبور (الترانزيت) من دول مجاورة على متن شاحنات عراقية.
ويقول المصدرون إن بعض المناطق في الطريق ما زالت عرضة للهجمات، رغم استعادة القوات العراقية لمعظم محافظات غرب العراق المحاذية للحدود مع الأردن.
وأشار القضاة إلى أن «التجهيزات في منطقة التبادل التجاري على حدود البلدين تستوعب نحو 500 شاحنة يومياً، ما يمنح فرصة لارتفاع حجم الصادرات في المستقبل القريب».
وقال إنه يأمل أن تزيد حركة الترانزيت من الأردن عبر المعبر الحدودي، التي بلغت حتى الآن 50 شاحنة، غالبيتها من مصر والسعودية.
وكان قطاع الشحن البري الأردني يعول على إعادة افتتاح الطريق الواصل إلى العاصمة بغداد، لتحريك أسطول الشاحنات الذي تضرر أيضاً بإغلاق منفذ بري آخر للأردن مع سوريا، على حدوده الشمالية.
وأفاد نقيب أصحاب الشاحنات الأردنية، محمد الداود: «التصدير للعراق عبر طريبيل دون المستوى المطلوب حتى الآن، وأحد أهم العوائق هو الرسوم الجمركية التي يفرضها العراق».
كما أشار مسؤولون أردنيون إلى أن الجانب العراقي فرض رسوماً جمركية بنسبة 30 في المائة على جميع السلع التي تدخل أراضيه.
وأضاف رئيس غرفة صناعة الأردن، عدنان أبو الراغب، أن الصناعيين يعملون مع السلطات للضغط على الجانب العراق لاستثناء المنتجات الأردنية من الرسوم.
وأوضح أبو الراغب أن الجانب العراقي يطلب تحديد الطاقة الإنتاجية للمصانع الأردنية، والالتزام بمراعاة توقيتات المحاصيل الزراعية في العراق، وإجراءات أخرى لحماية منتجاتهم المحلية.
وقال رئيس جمعية المصدرين الأردنية، عمر وشاح، إن المشكلة التي ستواجه الصادرات الأردنية هي استعادة أسواق خسرتها لصالح إيران وتركيا، بسبب ارتفاع تكاليف التصدير عبر المنافذ البديلة.
وأضاف: «يجب إرجاع العلاقات التجارية، وإقناع المستوردين العراقيين بجودة المنتج الأردني».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.