خطط ساوثغيت تحد من قدرات لاعبي منتخب إنجلترا

المدير الفني أمامه ثمانية أشهر لتحسين أداء الفريق قبل خوض غمار كأس العالم

اللاعب الإنجليزي رحيم ستيرلينغ في صراع على الكرة مع السلوفيني بوجان جوكيك أثناء مباراة التصفيات لكأس العالم التي فاز فيها الإنجليز (1 -0) الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)  -  ساوثغيت مطالب بمنح لاعبيه مزيداً من الحرية الهجومية (رويترز)
اللاعب الإنجليزي رحيم ستيرلينغ في صراع على الكرة مع السلوفيني بوجان جوكيك أثناء مباراة التصفيات لكأس العالم التي فاز فيها الإنجليز (1 -0) الأسبوع الماضي (إ.ب.أ) - ساوثغيت مطالب بمنح لاعبيه مزيداً من الحرية الهجومية (رويترز)
TT

خطط ساوثغيت تحد من قدرات لاعبي منتخب إنجلترا

اللاعب الإنجليزي رحيم ستيرلينغ في صراع على الكرة مع السلوفيني بوجان جوكيك أثناء مباراة التصفيات لكأس العالم التي فاز فيها الإنجليز (1 -0) الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)  -  ساوثغيت مطالب بمنح لاعبيه مزيداً من الحرية الهجومية (رويترز)
اللاعب الإنجليزي رحيم ستيرلينغ في صراع على الكرة مع السلوفيني بوجان جوكيك أثناء مباراة التصفيات لكأس العالم التي فاز فيها الإنجليز (1 -0) الأسبوع الماضي (إ.ب.أ) - ساوثغيت مطالب بمنح لاعبيه مزيداً من الحرية الهجومية (رويترز)

تأهل المنتخب الإنجليزي لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا بعد الفوز على سلوفينيا بهدف دون رد من توقيع نجم توتنهام هوتسبر هاري كين في الدقائق القاتلة من عمر اللقاء، لكن الأداء لم يكن مقنعا تماما، سواء في تلك المباراة أو حتى طوال التصفيات، وهو ما جعل الجمهور يطلق صافرات الاستهجان ويعبر عن غضبه من هذا الأداء المتواضع.
صحيح أن هذا الفوز غير المقنع قد أهل المنتخب الإنجليزي للمونديال، لكنه وضع الكثير من علامات الاستفهام حول قدرة منتخب الأسود الثلاثة على تقديم أداء جيد وتحقيق نتائج إيجابية في نهائيات كأس العالم. في الحقيقة، ينبغي أن يكون هذا مصدر قلق بالغ للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، خاصة وأن هذه هي إحدى المرات القليلة التي نرى فيها الجمهور الإنجليزي مستعدا لدفع نحو 40 جنيه إسترليني لرمي طائرات ورقية داخل ملعب المباراة للإعراب عن غضبه من أداء منتخب بلدهم، إضافة إلى صافرات الاستهجان التي كانت تطلق من آن لآخر خلال المباراة، قبل أن ينجح كين في خطف هدف المباراة الوحيد في الوقت القاتل.
وبعد انتهاء المباراة، تجمع لاعبو المنتخب الإنجليزي في دائرة منتصف الملعب يوجهون التحية للجمهور، لكنهم في الحقيقة كانوا يوجهون التحية لمقاعد خالية بعدما وقف الجمهور وأعطى ظهره لملعب المباراة وقرر الخروج دون تهنئة اللاعبين بتأهلهم لكأس العالم بسبب هذا الأداء المتواضع.
لقد قدم المنتخب الإنجليزي أداء مملا ورتيبا للغاية في تلك المباراة. صحيح أن الفريق لم يعد يلعب الكرات الطولية التي تبحث عن رأس المهاجم مباشرة كما كان الأمر في السابق، لكنه في تلك المباراة لعب بصورة مملة تعتمد على نقل الكرات من لاعب لأخر ببطء شديد، في ظل وجود لاعبين اثنين في خط الوسط تكمن مهمتهما في حماية دفاع فريقهما الذي لم يكن عليه أية خطورة، ربما باستثناء التمريرات الخاطئة بين بعضهم البعض أو ما يطلق عليه البعض اسم «النيران الصديقة». وفي أول 60 دقيقة من عمر اللقاء، كان أداء المنتخب الإنجليزي يفتقد للدقة، وكان المشاهد يشعر بأنه ليس هناك أي هدف يلعب اللاعبون من أجل تحقيقه.
وبعد مرور 60 دقيقة، تحسن أداء إنجلترا بعض الشيء، لكن لاعب الوسط جوردان هندرسون كان يحتفظ بالكرة قليلا ثم ينقلها من جانب إلى آخر أو ينظر إلى الخلف ويهديها للمدافعين. وأتيحت للمنتخب الإنجليزي فرصة خطيرة من ركلة حرة مباشرة، حيث لعبت الكرة ببطء إلى الوراء قبل أن تلعب الكرة إلى هندرسون، الذي سددها على الطائر من على حافة منطقة الجزاء، لكن دفاع سلوفينيا تعامل مع الأمر بنجاح.
وكان ماركوس راشفورد هو اللاعب الوحيد الذي يرغب في التقدم للأمام بسرعة، كما كان رحيم ستيرلينغ يركض كثيرا. أما أليكس أوكسليد تشامبرلين فلعب بطريقته المعتادة التي نعرفها جميعا على الأطراف دون الاختراق في العمق. وفي النهاية، أحرز كين هدف الفوز ليضمن لمنتخب بلاده التأهل لكأس العالم.
لكن السؤال الآن هو: ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ لكي نكون واضحين في هذا الأمر يجب أن نشير إلى أن الجمهور الإنجليزي لم يعد يتوقع الكثير من منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم. لقد مر أكثر من عقد من الزمان منذ أن كان المنتخب الإنجليزي يملك رفاهية السفر لكأس العالم وسط أجواء يسودها التفاؤل والتوقع بتحقيق نتائج إيجابية، وذلك حينما كان يملك جيلا ذهبيا يتوقع الجميع تألقه كما كان الحال في مونديال 2006 بألمانيا.
ليس مطلوبا من المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت أن يصل للمباراة النهائية لكأس العالم، لكن ما هو مطلوب منه الآن هو أن يقدم كرة قدم يستمع الجمهور بمشاهدتها. لقد قدم المنتخب الإنجليزي أداء كارثيا في التصفيات ولم يسجل سوى 16 هدفا، وكان الجمهور يشعر بملل شديد من مشاهدة خمسة مدافعين في المنتخب الإنجليزي وهم يتناقلون الكرة فيما بينهم ببطء شديد خشية أن تقطع الكرة منهم.
ورغم كل ذلك، يجب أن يمنح ساوثغيت الفرصة اللازمة والوقت الكافي لتغيير هذه الطريقة البائسة التي تعتمد على الاستحواذ السلبي على الكرة وتغييرها حتى يلعب المنتخب بطريقة بها قدر أكبر من المغامرة وتعتمد على اللعب السريع وشن الهجمات الخطيرة على مرمى الفرق المنافسة، بطريقة لن تساعد المنتخب الإنجليزي فحسب، لكنها ستدعم مسيرته التدريبية أيضا.
ولعل السؤال الذي يجول بخاطر جميع المشاهدين الآن هو: ما الهدف من اللعب بهذه الطريقة المملة؟ وخلال الفترة من الآن وحتى انطلاق بطولة كأس العالم الصيف القادم، يجب أن يعمل ساوثغيت في كل دقيقة وثانية من أجل تحقيق أقصى استفادة ممكنة من اللاعبين الموهوبين الذين يضمهم المنتخب الإنجليزي، وعلى رأسهم المهاجم الخطير هاري كين وديلي إلى وماركوس راشفورد. وفي الحقيقة، يحتاج المنتخب الإنجليزي بشدة إلى لاعب خط وسط قادر على التمرير السريع، كما يتعين على ساوثغيت أن يثق بصورة أكبر في مدافعيه وأن يطلب منهم التقدم إلى الأمام وعدم الاكتفاء بتمرير الكرات فيما بينهم بشكل سلبي.
ولكي يحقق هذا الفريق النجاح المأمول يجب أن يحصل اللاعبون على قدر أكبر من الحرية داخل الملعب لكي يعبروا عن قدراتهم الحقيقة وأن يقاتلوا داخل المستطيل الأخضر وتكون لديهم الرغبة الواضحة في الاستمرار في بطولة كأس العالم إلى أقصى مرحلة ممكنة وعدم الخسارة أمام المنتخبات الأقل في المستوى، لكن لو خسروا أمام منتخب من المنتخبات العريقة والقوية فسيكون الأمر مقبولا عندئذ. ويجب على المنتخب الإنجليزي أن يلعب في المقام الأول من أجل تسجيل الأهداف وتقديم أداء ممتع للجمهور.
وعندما هاجم الجمهور المنتخب الإنجليزي في مباراته أمام مالطا لم يكن يرغب في إثارة حالة من الشغب، لكنه كان يعرب عن غضبه من أداء المنتخب الإنجليزي المتواضع ومن الفجوة الكبيرة بين مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز القوية للغاية وأداء المنتخب الإنجليزي الضعيف والذي لا يتناسب مع مسابقة بهذه القوة. وأود أن أقول لغاريث ساوثغيت: «عندما يتوقف الجمهور عن صافرات الاستهجان وعن الإعراب عن غضبه، عليك أن تشعر بالقلق حينئذ. أما الآن، فسوف يسافر المنتخب الإنجليزي إلى روسيا وهناك بعض الأمل، وليس كثيرا من الأمل، في أن يحقق نتائج مُرضية».


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (إ.ب.أ)

بوستيكوغلو: توتنهام بحاجة للاعبين ملتزمين

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إنه لا يخشى انتقاد لاعبيه قبل مواجهة ساوثهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (أ.ب)

كونتي: علينا مواصلة العمل

قال أنطونيو كونتي مدرب نابولي إنه يريد من الفريق رد الفعل نفسه الذي يقدمه عند الفوز.

«الشرق الأوسط» (نابولي)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.