«كفافيات»... منتدى مصري ـ دولي يحتفي بشعر كافافيس

شعار المنتدى
شعار المنتدى
TT

«كفافيات»... منتدى مصري ـ دولي يحتفي بشعر كافافيس

شعار المنتدى
شعار المنتدى

تنطلق في القاهرة والإسكندرية سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية، تحت عنوان «كفافيات» تسلط الضوء على الإبداعات العالمية للشاعر اليوناني السكندري «قسطنطين كافافيس» والرسائل التي تحملها أشعاره في الوقت الحاضر؛ لتبرز الإشعاع الثقافي الذي واكب المسيرة التاريخية للجالية اليونانية في مصر.
تستمر الاحتفالية على مدار ثلاثة أيام، وتنظمها مؤسسة الثقافة اليونانية بالقاهرة، بالتعاون مع الفرع اليوناني لـ«أصدقاء مكتبة الإسكندرية»، وبدعم من وزارتي الثقافة اليونانية والمصرية وغيرها من المؤسسات، وتحت رعاية سفارة اليونان بالقاهرة ومكتبة الإسكندرية.
تنطلق الاحتفالية في دار الأوبرا بالقاهرة يوم 13 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بحفل موسيقي كبير للملحن والموسيقار اليوناني المعروف «ستيفانوس كوركوليس» حيث يتم تقديم باقة موسيقية مهداة للشاعر كافافيس، مع الإعلان عن أسماء المكرمين بجائزة «كافافيس» للمبدعين العرب في مؤتمر صحافي يعقد بعد غد في أحد فنادق القاهرة.
وتستمر فعاليات الاحتفالية في الإسكندرية يومي 14 و15 أكتوبر، تحت عنوان «كفافيات 2017: المنتدى الأدبي الدولي الرابع عشر» ويشمل برنامج الاحتفالية منتدى أدبي بعنوان «كافافيس في القرن الحادي والعشرين» حول البريق العالمي لشخصية «كافافيس» وأشعاره التي ترجمت إلى عشرات اللغات حول العالم واستمرارية تأثير إبداعاته حتى يومنا هذا.
يشارك في المنتدى متحدثون من الجامعات المصرية، والألمانية، واليونانية، والأميركية، والإنجليزية؛ لمناقشة الخصائص المعاصرة لأشعار وشخصية كافافيس، وإلقاء الضوء على جوانب جديدة من أعماله، كما يشارك فيه الشاعر المصري رفعت سلام، والروائي المصري وحيد الطويلة، وقسطنطين تسوكالاس، أستاذ بجامعة أثينا، ورئيس مؤسسة الثقافة الهلينية. وكوستيس كاربوزيلوس، رئيس أرشيف التاريخ الاجتماعي، وقسطنطين زوراريس، نائب وزير التعليم والبحث العلمي باليونان، وكوستيس موسكوف، رائد الدبلوماسية الثقافية باليونان، وستاثيس غورغوريس، أستاذ بجامعة كولومبيا. وذيميتريس ذيميروليس، أستاذ بجامعة بانديو. وذيميتريس بابانيكولاو، أستاذ بجامعة أكسفورد.
بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الاحتفالية معرضا بعنوان «دراما السلطة في القصائد التاريخية لكافافيس» للمهندسة المعمارية والمصممة الفنية آنا فيليني، تنظمه إدارة المعارض والمقتنيات الفنية بمكتبة الإسكندرية، وتدشين كتاب «الأبجدية الشعرية» متضمنا نخبة من أشعار كافافيس، اختارتها جمعية أصدقاء مكتبة الإسكندرية اليونانية.
وسوف تختتم الفعاليات بحفل للموسيقار ستيفانوس كوركوليس بمكتبة الإسكندرية، الذي سوف يقدم برنامجاً فنيّاً مُهدى إلى كفافيس، ومصمماً خصيصاً من أجل المنتدى.
واختار منتدى كافافيس الرابع عشر إهداء هذه الدورة لكوستيس موسكوف، الذي أسس المنتدى كتعاون يوناني مصري ذي مدى عالمي.
وقسطنطين بيتروس كافافيس ولد بالإسكندرية في17 أبريل (نيسان) عام 1863 في منزل بشارع شريف، وتوفي في شهر مولده يوم 29 أبريل 1933 بعد حياة حافلة نظم فيها أروع ما كتب عن مدينة الإسكندرية، وترجمت أشعاره إلى مختلف لغات العالم، وتحول منزله بمنطقة محطة الرمل بالإسكندرية لمتحف يؤمه مريدوه من مختلف أنحاء العالم.



بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
TT

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى، فإن المصرية مريم شريف تفوقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» التي تَنافس على جوائزها 16 فيلماً، وترأس لجنة تحكيمها المخرج العالمي سبايك لي، لتحوز جائزة «اليسر» لأفضل ممثلة عن أدائها لشخصية «إيمان»، الشابة التي تواجه التّنمر بسبب قِصرِ قامتها في فيلم «سنو وايت»، وذلك خلال حفل ختام المهرجان الذي أقيم الخميس في مدينة جدة السعودية.

وعبّرت مريم عن سعادتها بهذا الفوز قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الحمد لله، هذه فرحة كبيرة تكلّل جهودنا طوال فترتي التحضير والتصوير، لكنني أحتاج وقتاً لأستوعب ذلك، وأشكر أستاذة تغريد التي أخضعتني لورشِ تمثيلٍ عدة؛ فكُنا نجلس معاً لساعات طوال لتُذاكر معي الدّور وتوضح لي أبعاد الشخصية، لذا أشكرها كثيراً، وأشكر المنتج محمد عجمي، فكلاهما دعماني ومنحاني القوة والثقة لأكون بطلة الفيلم، كما أشكر مهرجان (البحر الأحمر السينمائي) على هذا التقدير».

المخرجة تغريد أبو الحسن بين منتج الفيلم محمد عجمي والمنتج محمد حفظي (إدارة المهرجان)

سعادة مريم تضاعفت بما قاله لها المخرج سبايك لي: «لقد أذهلني وأبهجني برأيه حين قال لي، إن الفيلم أَثّر فيه كثيراً بجانب أعضاء لجنة التحكيم، وإنني جعلته يضحك في مشاهد ويبكي في أُخرى، وقلت له إنه شرفٌ عظيم لي أن الفيلم حاز إعجابك وجعلني أعيش هذه اللحظة الاستثنائية مع أهم حدث في حياتي».

وأضافت مريم شريف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنها لم تُفكّر في التمثيل قبل ذلك لأن السينما اعتادت السخرية من قِصار القامة، وهو ما ترفضه، معبّرة عن سعادتها لتحقيق العمل ردود أفعال إيجابية للغاية، وهو ما كانت تتطلّع إليه، ومخرجته، لتغيير أسلوب تعامل الناس مع قِصار القامة لرؤية الجمال في الاختلاف، وفق قولها: «نحن جميعاً نستحق المساواة والاحترام، بعيداً عن التّهكم والسخرية».

وكان قد شهد عرض الفيلم في المهرجان حضوراً لافتاً من نجوم مصريين وعرب جاءوا لدعم بطلته من بينهم، كريم فهمي الذي يشارك بصفة ضيف شرف في الفيلم، وبشرى التي أشادت بالعمل، وكذلك أمير المصري ونور النبوي والمنتج محمد حفظي.

قُبلة على يد بطلة الفيلم مريم شريف من الفنان كريم فهمي (إدارة المهرجان)

واختارت المخرجة أن تطرح عبر فيلمها الطويل الأول، أزمة ذوي القامة القصيرة الذين يواجهون مشاكل كبيرة، أقلّها تعرضهم للتنمر والسخرية، وهو ما تصدّت له وبطلتها عبر أحداث الفيلم الذي يروي قصة «إيمان» قصيرة القامة التي تعمل موظفة في أرشيف إحدى المصالح الحكومية، وتحلم مثل كل البنات بلقاءِ فارس أحلامها وتتعلق بأغنية المطربة وردة الجزائرية «في يوم وليلة» وترقص عليها.

وجمع الفيلم بين بطلته مريم شريف وبعض الفنانين، ومن بينهم، كريم فهمي، ومحمد ممدوح، ومحمد جمعة، وخالد سرحان، وصفوة، وكان الفيلم قد فاز بوصفه مشروعاً سينمائياً بجائزة الأمم المتحدة للسكان، وجائزة الجمعية الدولية للمواهب الصاعدة في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وعلى الرغم من أن مريم لم تواجه الكاميرا من قبل، بيد أنها بدت طبيعية للغاية في أدائها وكشفت عن موهبتها وتقول المخرجة: «كنت مهتمة أن تكون البطلة غير ممثلة ومن ذوات القامة القصيرة لأحقق المصداقية التي أردتها، وحين التقيت مريم كانت هي من أبحث عنها، وكان ينقصنا أن نقوم بعمل ورش تمثيل لها، خصوصاً أن شخصية مريم مختلفة تماماً عن البطلة، فأجرينا تدريبات مطوّلة قبل التصوير على الأداء ولغة الجسد والحوار، ووجدت أن مريم تتمتع بذكاء لافت وفاجأتني بموهبتها».

لم يكن التمثيل يراود مريم التي درست الصيدلة في الجامعة الألمانية، وتعمل في مجال تسويق الأدوية وفق تأكيدها: «لم يكن التمثيل من بين أحلامي لأن قِصار القامة يتعرضون للسخرية في الأفلام، لكن حين قابلت المخرجة ووجدت أن الفيلم لا يتضمّن أي سخرية وأنه سيُسهم في تغيير نظرة كثيرين لنا تحمست، فهذه تجربة مختلفة ومبهرة». وفق تعبيرها.

ترفض مريم لقب «أقزام»، وترى أن كونهم من قصار القامة لا يحدّ من قدرتهم ومواهبهم، قائلة إن «أي إنسان لديه مشاعر لا بد أن يتقبلنا بدلاً من أن ننزوي على أنفسنا ونبقى محبوسين بين جدران بيوتنا خوفاً من التنمر والسخرية».

تغريد أبو الحسن، مخرجة ومؤلفة الفيلم، درست السينما في الجامعة الأميركية بمصر، وسافرت إلى الولايات المتحدة للدراسة في «نيويورك أكاديمي» قبل أن تُخرج فيلمين قصيرين، وتعمل بصفتها مساعدة للمخرج مروان حامد لسنوات عدّة.

المخرجة تغريد أبو الحسن وبطلة الفيلم مريم شريف (إدارة المهرجان)

وكشفت تغريد عن أن فكرة الفيلم تراودها منذ 10 سنوات: «كانت مربية صديقتي من قِصار القامة، اقتربتُ منها كثيراً وهي من ألهمتني الفكرة، ولم أتخيّل أن يظهر هذا الفيلم للنور لأن القصة لم يتحمس لها كثير من المنتجين، حتى شاركنا الحلم المنتج محمد عجمي وتحمس له».

العلاقة التي جمعت بين المخرجة وبطلتها كانت أحد أسباب تميّز الفيلم، فقد تحولتا إلى صديقتين، وتكشف تغريد: «اقتربنا من بعضنا بشكل كبير، وحرِصتُ على أن تحضر مريم معي ومع مدير التصوير أحمد زيتون خلال معاينات مواقع التصوير حتى تتعايش مع الحالة، وأخبرتها قبل التصوير بأن أي مشهد لا ترغب به سأحذفه من الفيلم حتى لو صوّرناه».

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

وتلفت تغريد إلى مشروعٍ سينمائيّ يجمعهما مرة أخرى، في حين تُبدي مريم سعادتها بهذا الالتفاف والترحيب من نجوم الفن الذين شاركوها الفيلم، ومن بينهم: كريم فهمي الذي عاملها برفق ومحبة، ومحمد ممدوح الذي حمل باقة ورد لها عند التصوير، كما كان كل فريق العمل يعاملها بمودة ولطف.