افتتاح «مهرجان بيروت الدولي للسينما» بتعقيدات الفساد وينتهي مع فان غوغ

تحية للسينمائي الإيراني عباس كيارستمي لتخليد ذكراه

فيلم الختام التحركي عن فان غوغ
فيلم الختام التحركي عن فان غوغ
TT

افتتاح «مهرجان بيروت الدولي للسينما» بتعقيدات الفساد وينتهي مع فان غوغ

فيلم الختام التحركي عن فان غوغ
فيلم الختام التحركي عن فان غوغ

كعادته لا يمر «مهرجان بيروت الدولي للسينما» عابراً. فهو إما يثير اهتماماً لنوعية أفلامه وحسن خياراته، أو لروحه المتحدية التي تضطر الرقابة إلى منع فيلم من هنا، أو التأخر باتخاذ قرارها في السماح لفيلم هناك؛ مما يشكل فسحة نقاش مع كل دورة. ومساء الأربعاء، وبالافتتاح الكبير في «سينما متروبوليس أمبير صوفيل» الذي رعاه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلاً بالنائب باسم الشاب، وبحضور وزير الثقافة غطاس خوري، كان المهرجان قد وصل إلى دورته السابعة عشرة.
وعُرِض في الافتتاح فيلم La Cordillera للمخرج الأرجنتيني سانتياغو ميتري، بحضور المخرج وبطلة الفيلم الممثّلة دولوريس فونزي. وتدور قصة الفيلم حول تداخل الشؤون الشخصية للرئيس الأرجنتيني هرنان بلانكو، الذي يضطلع بدوره الممثل ريكاردو دارين، مع قراراته السياسية.
وفي كلمة لمديرة المهرجان كوليت نوفل، قالت: «إن المهرجان ولد عام 1997 في فترة إعادة الإعمار بعد نهاية الحرب الأهلية انطلاقاً من الرغبة في وضع لبنان على خريطة السينما». ولفتت نوفل أيضاً في كلمتها إلى «أن جدّ المخرج الأرجنتيني ميتري هو سوري وأمه لبنانية من طرابلس». وتحدث ميتري فقال إنه يشعر «برابط مع لبنان». وأوضح أن فيلمه يتمحور حول الفساد «الذي قد يصعب فهم تعقيداته». كما تحدث وزير الثقافة إلى وسائل الإعلام قبل دخوله العرض، فوصف المهرجان بأنه «حدث دولي يفسح للجمهور اللبناني المجال لمشاهدة سينما عربية ودولية عالمية، ويرتقي بالذوق الفني ويفتح آفاقاً أوسع للسينما اللبنانية».
وسئل عن الرقابة على الأفلام، فأجاب: «نحن نعمل جدياً كي تنتقل هذه الرقابة إلى وزارة الثقافة؛ لأننا نعتبر أن هذه الرقابة أصبحت شيئا من الماضي، وينبغي تعديل القانون المتعلّق بها».
وحضر الحفل عدد من الوجوه السينمائية العالمية البارزة، كالمخرج الفرنسي ميشال هازانا فيسيوس الحائز جائزة أوسكار قبل أعوام عن فيلمه The Artist، ومؤسس مهرجان تيلورايد ومديره طوم لادي، ورئيسا لجنة التحكيم المخرج الأميركي جوناثان نوسيتر، والمخرج الأرجنتيني سانتياغو أميغورينا، وعضوا اللجنة الممثلة الفرنسية فاهينا جيوكانتي والمخرج اللبناني زياد دويري، وضيوف آخرون.
ويضم البرنامج هذه السنة أفلاما مهمة فازت بجوائز دولية أو عرضت في مسابقات عالمية منها الفيلم التحريكي «لوفينج فنسنت» للبريطاني هيو ويلتشمان والبولونية دوروتا كوبييلا وتتمحور قصته حول آخر أيام حياة الرسام فنسنت فان غوغ قبل انتحاره. وقد استغرق العمل على هذا الفيلم سبعة أعوام، وشارك فيه 125 رساما من كل أنحاء العالم.
ومن الأفلام المهمة أيضا «بيكمنج كاري جرانت» للبريطاني مارك كايدل عن سيرة نجم هوليود الراحل كاري جرانت ويومياته مع الفقر والاضطرابات النفسية. وسيحضر مخرج الفيلم المهرجان لتقديم عمله إلى الجمهور اللبناني.
كما سيعرض فيلم «ذا كيلينج أوف إيه سكيرد دير» للمخرج اليوناني يورجوس لانثيموس الحائز جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان 2017
ويشارك عدد من الأفلام اللبنانية الوثائقية والقصيرة، سواء في المسابقتين الخاصتين بهاتين الفئتين من الأفلام، أو في فئة البانوراما الدولية. وتتناول موضوعات إنسانية واجتماعية، من الطفولة المكافحة إلى الشيخوخة الصعبة، مرورا بهموم الشباب وتجربة الاغتراب والوجع الناجم عن موت الحبيب.
في مسابقة الأفلام القصيرة، تشارك خمسة أفلام لمخرجين لبنانيين. ويتناول فيلم Andrea للبناني إدوين حرب قادري، قصة رجل يفقد زوجته في حادث سير أثناء تحدثه بالهاتف معها، ويلتقي الشخص الذي تسبب بهذا الدمار في حياته. ووصف قادري الفيلم بأنه «قصة انتقام بطريقة ما».
والفيلم الذي ألف موسيقاه اللبناني إبراهيم معلوف، ويؤدي دور البطولة فيه الممثل برونتس جودوروفسكي، نجل المخرج أليخاندرو جودوروفسكي، مستوحى من خسارة المخرج صديقته في حادث سير في بيروت عام 2008. وقال قادري: «أندريا الحقيقية توفيت قبل تسع سنوات وكنا معا في سيارة كانت تقودها. استلزم الأمر كل هذا الوقت لكي أحول المأساة ومشاعر الكآبة التي عشتها إلى فيلم. وختم بالقول: «كان مشهد المستشفى من أصعب لحظات تصوير الفيلم، فهو مطابق تماما لما حصل معي من الدخول عبر الباب والركض في الرواق ورؤية الجثة والدم والصراخ».
أما فيلم «ونمضي» لغنى ضو، فيتناول، بحسب مخرجته: «واقع معظم الشبان والشابات المرتبطين بعلاقات حب والذين يعتزمون الزواج، وكذلك عن واقع معظم النساء والرجال المسنين الذين لم يرزقوا أولادا ويعيشون شيخوختهم من دون ضمان شيخوخة».
ويدور فيلم «شحن» للبناني كريم الرحباني حول معاناة ولد ينزح مع جده من سوريا إلى لبنان هربا من الحرب السورية.
ويحكي فيلم Appel en Absence للبنانية كريستي وهيبة قصة امرأة عجوز فقدت زوجها، تصلها هدية من ابنتها عبارة عن هاتف خلوي، فتغيرت حياتها، وشعرت بفضله بأنها عادت صبية، وعندما تلقت اتصالا من حبٍ قديم، زاد تعلقها بهذا الهاتف، إلى أن دمرها نوعا ما.
أما «لأيمتى؟» للبناني مجد فياض، فيثير مساهمة النظام التعليمي اللبناني، المكثف بالمواد غير المفيدة والتي يتطلب درسها الكثير من الوقت، في قتل هوايات وأحلام الطلاب اللبنانيين. وشرح فياض أن فيلمه «تعبير عن معاناة كل طالب لبناني؛ إذ يتمحور عن الفرق بين الحياة اليومية للطالب اللبناني والحياة اليومية للطالب الأجنبي، ويبين الدور الكبير الذي تؤديه المناهج المدرسية في حياة الطالب اليومية. وتضم مسابقة الأفلام الوثائقية خمسة أفلام، بينها اثنان لمخرجين لبنانيين، أحدهما Water on Sand للبنانية الكندية ناتالي عطاالله، عن اللبنانيين في بلاد المهجر: شقيق المخرجة وجدتها يعبران عن مشاعرهما وتجاربهما بصفتهما لبنانيين مغتربين. بالتالي، تصاغ قصة بين جيلين عن الاغتراب والانتقال من ثقافة وبيئة معينة إلى أخرى.
أما «فن مش فن» للبناني بيتر موسى، فهو وثائقي قصير عن الفن المعاصر صور في معارض فنية في الإمارات العربية المتحدة. وأوضح موسى أن الفيلم «بمثابة رد على من لا يصنفون الفن المعاصر ضمن الفنون». وأضاف: «اخترت موضوع الفن المعاصر لأنني كنت أقيم سابقا في دبي، وهي مدينة تزخر بالمعارض المختصة بهذا النوع من الفنون». وأشار إلى أن «ثمة قطعا فنية وردت في الفيلم، يدور نقاش كبير في شأن اعتبارها فنا». وختم: «وجدت أن من الضروري توضيح هذا النوع من الفن من داخله، وليس نقديا من الخارج».
ويتضمن برنامج فئة «البانوراما الدولية» فيلم «سينما حائرة: تاريخ السينما اللبنانية» للإعلامية اللبنانية ديانا مقلد، وهو عبارة عن رحلة بصرية عابرة للزمن ما بين السينما اللبنانية في بداياتها والسينما اليوم، من خلال شهادات مخرجين وفنانين معاصرين لكل الحقبات التي مرت بها السينما اللبنانية. وتقام عروض المهرجان في سينما «متروبوليس أمبير صوفيل» في الأشرفية، وفيلم الختام يوم 12 أكتوبر (تشرين الأول) من الشهر، سيكون بالفيلم التحريكي Loving Vincent للبريطاني هيو ويلتشمان والبولونية دوروتا كوبييلا.
وتتوزع العناوين العريضة للمهرجان بين «البانوراما الدولية» وتشمل، بالإضافة إلى فيلمي الافتتاح والختام، 14 فيلما و«مسابقة الأفلام الوثائقية»، وتضم خمسة أفلام و«مسابقة الأفلام القصيرة» ويشارك فيها 18 فيلما، وفئة «جبهة الرفض» التي تقدم 10 أفلام خارج المسابقة، لكنها تعبر عن قضايا اجتماعية مهمة. ويبلغ عدد الأفلام التي ستعرض هذه السنة 55 فيلماً من 24 دولة.
ويخصص المهرجان تحية للسينمائي الإيراني عباس كيارستمي لتخليد ذكراه. كما يسلط المهرجان الضوء على ستة أفلام قصيرة قدمتها وزارة السياحة اللبنانية تتناول الحياة في لبنان قبل اندلاع الحرب الأهلية عام 1975 والتي انتهت عام 1990 وهي خارج المسابقات والفئات ويتم عرضها قبل عدد من الأفلام الروائية في البرنامج.



احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

دفء الشخصيات (رويال ميل)
دفء الشخصيات (رويال ميل)
TT

احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

دفء الشخصيات (رويال ميل)
دفء الشخصيات (رويال ميل)

أصدر البريد الملكي البريطاني (رويال ميل) 12 طابعاً خاصاً للاحتفال بمسلسل «The Vicar of Dibley» (قسيسة ديبلي) الكوميدي الذي عُرض في تسعينات القرن الماضي عبر قنوات «بي بي سي».

وذكرت «الغارديان» أنّ 8 طوابع تُظهر مَشاهد لا تُنسى من المسلسل الكوميدي، بما فيها ظهور خاص من راقصة الباليه السابقة الليدي دارسي بوسيل، بينما تُظهر 4 أخرى اجتماعاً لمجلس أبرشية في ديبلي.

وكان مسلسل «قسيسة ديبلي»، من بطولة ممثلة الكوميديا دون فرينش التي لعبت دور القسيسة جيرالدين غرانغر عاشقة الشوكولاته، قد استمرّ لـ3 مواسم، من الأعوام 1994 إلى 2000، تلتها 4 حلقات خاصة أُذيعت بين 2004 و2007.

في هذا السياق، قال مدير الشؤون الخارجية والسياسات في هيئة البريد الملكي البريطاني، ديفيد غولد، إن «الكتابة الرائعة ودفء الشخصيات وطبيعتها، جعلت المسلسل واحداً من أكثر الأعمال الكوميدية التلفزيونية المحبوبة على مَر العصور. واليوم، نحتفل به بإصدار طوابع جديدة لنستعيد بعض لحظاته الكلاسيكية».

أخرج المسلسل ريتشارد كيرتس، وكُتبت حلقاته بعد قرار الكنيسة الإنجليزية عام 1993 السماح بسيامة النساء؛ وهو يروي قصة شخصية جيرالدين غرانغر (دون فرينش) التي عُيِّنت قسيسة في قرية ديبلي الخيالية بأكسفوردشاير، لتتعلّم كيفية التعايش والعمل مع سكانها المحلّيين المميّزين، بمَن فيهم عضو مجلس الأبرشية جيم تروت (تريفور بيكوك)، وخادمة الكنيسة أليس تنكر (إيما تشامبرز).

ما يعلَقُ في الذاكرة (رويال ميل)

وتتضمَّن مجموعة «رويال ميل» طابعَيْن من الفئة الثانية، أحدهما يُظهر جيرالدين في حفل زفاف فوضوي لهوغو هورتون (جيمس فليت) وأليس، والآخر يُظهر جيرالدين وهي تُجبِر ديفيد هورتون (غاري والدورن) على الابتسام بعد علمها بأنّ أليس وهوغو ينتظران مولوداً.

كما تُظهر طوابع الفئة الأولى لحظة قفز جيرالدين في بركة عميقة، وكذلك مشهد متكرّر لها وهي تحاول إلقاء نكتة أمام أليس في غرفة الملابس خلال احتساء كوب من الشاي.

وتتضمَّن المجموعة أيضاً طوابع بقيمة 1 جنيه إسترليني تُظهر فرانك بيكل (جون بلوثال) وأوين نيويت (روجر لويد باك) خلال أدائهما ضمن عرض عيد الميلاد في ديبلي، بينما يُظهر طابعٌ آخر جيم وهو يكتب ردَّه المميّز: «لا، لا، لا، لا، لا» على ورقة لتجنُّب إيقاظ طفل أليس وهوغو.

وأحد الطوابع بقيمة 2.80 جنيه إسترليني يُظهر أشهر مشهد في المسلسل، حين ترقص جيرالدين والليدي دارسي، بينما يُظهر طابع آخر جيرالدين وهي تتذوّق شطيرة أعدّتها ليتيتيا كرابلي (ليز سميث).

نال «قسيسة ديبلي» جوائز بريطانية للكوميديا، وجائزة «إيمي أوورد»، وعدداً من الترشيحات لجوائز الأكاديمية البريطانية للتلفزيون. وعام 2020، اختير ثالثَ أفضل مسلسل كوميدي بريطاني على الإطلاق في استطلاع أجرته «بي بي سي». وقد ظهرت اسكتشات قصيرة عدّة وحلقات خاصة منذ انتهاء عرضه رسمياً، بما فيها 3 حلقات قصيرة بُثَّت خلال جائحة «كوفيد-19».