إردوغان يهدد الأكراد بتصعيد العقوبات

عشية زيارته طهران لبحث الرد المشترك على الاستفتاء

TT

إردوغان يهدد الأكراد بتصعيد العقوبات

هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إقليم كردستان العراق بتصعيد العقوبات التي اتخذتها أنقرة ضده، على خلفية استفتاء الاستقلال، عشية وصوله اليوم إلى طهران لبحث «الرد المشترك» على الاستفتاء الكردي.
وقالت الرئاسة التركية، في بيان أمس، إن إردوغان سيلتقي الرئيس الإيراني حسن روحاني والمرشد الأعلى علي خامنئي، وسيترأس مع روحاني اجتماع مجلس التعاون التركي - الإيراني رفيع المستوى. وأضاف البيان أن الزيارة «ستتناول العلاقات الثنائية بمختلف جوانبها، والمستجدات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها ملفا سوريا والعراق، كما تهدف إلى تطوير الحوار السياسي مع إيران وتحقيق نقلة في التعاون معها في جميع المجالات».
وسبق رئيس هيئة أركان الجيش التركي الجنرال خلوصي أكار إردوغان إلى طهران على رأس وفد عسكري للتحضير لزيارته، وأجرى محادثات مع روحاني ومسؤولين بارزين، واتفق مع نظيره الإيراني اللواء محمد باقري، على «تعزيز التنسيق والتعاون العسكري وفي مجال مكافحة الإرهاب وأمن الحدود والتصدي للتهريب».
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن «محاربة الإرهاب واستفتاء الانفصال غير الشرعي لإقليم شمال العراق، سيكونان على رأس أجندة المواضيع التي سيتم بحثها» بين إردوغان وروحاني.
وقال إردوغان، في كلمة أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم أمس، إن بلاده ستفرض «عقوبات جديدة» على إقليم كردستان العراق «إذا اقتضت الضرورة». وأضاف: «نفرض إجراءات حظر في شمال العراق الآن، لكن إذا لم يعودوا إلى رشدهم فإنها ستزيد، ولن نتردد في فرض عقوبات وإجراءات إذا لم يتم التراجع عن استفتاء الانفصال».
ورأى أنه «لا يحق لأحد القول ما علاقة تركيا بالأحداث في سوريا والعراق، لأنها مرتبطة بشكل وثيق وتؤثر على الداخل التركي»، معتبرا أن الاستفتاء هو «محاولة لغرس خنجر جديد في خاصرة المنطقة». ولفت إلى أن تركيا ستكتفي حاليا ببعض القيود في مجالات معينة، على أن تزيد بشكل مضطرد، و«إذا لم يعودوا إلى رشدهم، فلن نتردد في اتخاذ خطوات إضافية تتناسب مع التطورات».
في المقابل، أعرب جاويش أوغلو عن استعداد أنقرة لإعادة العلاقات مع إدارة إقليم شمال العراق إلى سابق عهدها، في حال التراجع عن الاستفتاء. وقال في مقابلة صحافية أمس: «إذا تراجعوا عن هذا الخطأ (الاستفتاء) فستعود علاقاتنا معهم إلى سابق عهدها، لم يفت الأوان بعد فلا يزال بإمكان إدارة بارزاني اتخاذ خطوة لمعالجة الأمر... في حال عدم التراجع عن هذا الخطأ، فإن تركيا ستقدم على خطوات بالتنسيق مع بغداد». وأشار إلى إمكانية فتح معبر حدودي جديد مع العراق يخضع للحكومة المركزية.
وفي طهران، اعتبر الناطق باسم الحكومة الإيرانية محمد رضا نوبخت، أمس، أن «الأمن القومي التركي يتأثر بقضايا تشترك مع الأمن القومي الإيراني»، فيما أعلن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، أمس، استعداد بلاده «للتعاون مع العراق لمواجهة أي حركات انفصالية». وقال إن بلاده «تعارض الحركات الانفصالية في العراق وتغيير حدوده، ونعتبر الحركة الانفصالية في العراق مضرة لأمن المنطقة».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.