قتيلان في إشكال مسلّح بين مؤيدين لـ«حزب الله» في صيدا

بسبب تنافس على استمالة مشتركين في مولدات كهربائية

TT

قتيلان في إشكال مسلّح بين مؤيدين لـ«حزب الله» في صيدا

تطور إشكال فردي بين أصحاب مولدات الكهرباء في مدينة صيدا ــ جنوب لبنان، إلى اشتباك مسلّح، أدى إلى مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين، عاشت إثره عاصمة الجنوب حالة رعب استمرت لساعات، قبل أن يتدخل الجيش ويطوّق منطقة الاشتباك، ويلقي القبض على مطلقي النار الذين تسببوا بسقوط الضحايا، في حين عملت فاعليات المدينة على معالجة آثار الحادث، نافية وجود أي خلفيات سياسية أو حزبية له، بدليل أن طرفي النزاع قريبان من تنظيم «حزب الله».
الإشكال الذي وقع في حي البرّاد في وسط مدينة صيدا، بدأ بمشادة كلامية بين أشخاص من آل شحادة، وشخص آخر يدعى وليد الصديق، الذي يملك مولدات لتوزيع وبيع الطاقة الكهربائية على المشتركين، وسرعان ما أقدم الأشخاص الذين ينتمون إلى عائلة شحادة وهم من التابعية الفلسطينية، إلى إطلاق النار على مكتب الصديق؛ ما أدّى إلى سقوط قتيلين على الفور، هما اللبناني إبراهيم الجنزوري والفلسطيني سراج عبد العزيز، وجريحين هما محمد الرفاعي وحسن طالب؛ ما أدى إلى تدخل أقارب الطرفين، وبدأت عملية إطلاق النار في الحي المذكور. كما عمد أهالي القتيلين إلى قطع الطريق العام لبعض الوقت، وأقدم أشخاص غاضبون على إضرام النار بمنازل ومحال تجارية، عائدة لآل شحادة كان أصحابها غادروها فوراً؛ تحسباً لردة فعل.
وعلى إثر الحادث تدخل الجيش اللبناني وانتشر بشكل واسع في منطقة الاشتباك وفصل بين المتحاربين، كما ألقت مخابرات الجيش القبض على متسببي الإشكال. وفي حين تحدثت معلومات عن خلفيات سياسية أدت إلى هذه النتيجة، أكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا خلفيات سياسية أو حزبية للحادث». وأشار إلى أن الجيش «اتخذ قراراً بقطع الطريق على أي حادث أمني ومنع تطوره؛ لذلك سارع إلى الانتشار وتطويق الإشكال ومحاصرته، وتوقيف الفاعلين»، لافتاً إلى أن «معظم مطلقي النار باتوا في قبضة الأجهزة الأمنية، وكذلك من قاموا بردات فعل انتقامية». بدوره، أوضح النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي عوني رمضان لـ«الشرق الأوسط»، أنه «جرى توقيف من أطلق النار، وتسبب بسقوط الضحايا، كذلك الأشخاص الذين كانوا معه في السيارة»، مشيراً إلى أن «الجيش والقوى الأمنية بدأوا بتوقيف من قاموا بأعمال الشغب والتحطيم وإحراق المنازل والمحال التجارية»، موضحاً أن «التنافس على كسب زبائن ومشتركين في التيار الكهربائي هو السبب الوحيد لما حصل».
من جهتها، أعلنت قيادة الجيش، في بيان، أنه «نتيجة الإشكال الذي حصل ليل الاثنين في مدينة صيدا، وأدى إلى مقتل شخصين وجرح آخرين، أوقفت مديرية المخابرات مطلق النار الفلسطيني عمر أحمد شحادة والمشاركين معه، وهم والفلسطينيون مصطفى شحادة وشقيقه أحمد، محمود أبو راشد، إبراهيم الفران وإياد وهبة، واللبناني عبد الحسين صالح»، مشيرة إلى «ضبط عدد من الأجهزة الخلوية، وكاميرا، بالإضافة إلى ذخائر وأعتدة عسكرية مختلفة، وقد أحيل الموقوفون مع المضبوطات إلى المراجع المختصة».
ويبدو أن طرفي النزاع ينتميان إلى فريق سياسي واحد، وفق ما لمح رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، الذي قال: إن «الحادث له دوافع تجارية مالية فقط». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الدوافع السياسية مستبعدة، بدليل أن طرفي الإشكال مقربان من (حزب الله)»، متوقعاً «معالجة ما حصل بسرعة، خصوصا أن من تسبب بالقتل جرى توقيفه، ونحن في بلد يسوده حكم القانون، وكل مرتكب أو مخطئ سينال عقابه».
ولمتابعة ذيول الحادث، عقد مجلس الأمن الفرعي في الجنوب اجتماعاً في سراي صيدا الحكومي برئاسة المحافظ منصور ضو، وحضور قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية والقوى الفلسطينية، ودعا المجتمعون إلى «الإسراع في تشكيل اللجنة الأمنية، والعمل على تسليم المطلوبين اللبنانيين إلى السلطات اللبنانية».
بدوره، استنكر رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، في تصريح: «الأحداث الأمنية العبثية والمدمرة التي سقط بنتيجتها قتلى وجرحى وما تلاها بعد ذلك من أعمال شغب وحرق وتكسير شهدتها بعض شوارع مدينة صيدا». ورأى أنها «تُدلِّلُ على مدى الاستخفاف في استباحة أمن المدينة وفي تهديد حياة أبنائها من قبل جماعات أصبحت تستسهل اللجوء إلى العنف، وتتعمد استعمال السلاح، وارتكاب جرائم القتل، والقيام بأعمال الشغب، والاعتداء على أمن المدينة، وأمن سكانها، وهي بذلك تستند إلى من يحميها ويقف وراءها».
وزارت النائب بهية الحريري مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، وتشاورت معه في الأوضاع المستجدة في المدينة، وكان تأكيد مشترك على «استنكار ما جرى ورفض ظاهرة السلاح المتفلت، الذي بات تفاقمها يهدد أمن واستقرار المدينة وسلامة أهلها والقاطنين فيها». ونوها بجهود القوى الأمنية والعسكرية في توقيف مطلقي النار والمتسببين بالإشكال. كما التقت الحريري نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية بسام حمود والمسؤول التنظيمي في الجنوب الشيخ مصطفى الحريري، وجرى التداول في التطورات الأمنية في المدينة، وأدان المجتمعون ما جرى من «استباحة لأمن المدينة واستقرارها».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.