منظمات حقوقية تندد بتجريد قطر مواطنيها من الجنسية

الشاعر القطري محمد بن فطيس  -  القطري صالح المري المسحوبة جنسيته يشارك في مؤتمر حقوقي في جنيف («الشرق الأوسط»)
الشاعر القطري محمد بن فطيس - القطري صالح المري المسحوبة جنسيته يشارك في مؤتمر حقوقي في جنيف («الشرق الأوسط»)
TT

منظمات حقوقية تندد بتجريد قطر مواطنيها من الجنسية

الشاعر القطري محمد بن فطيس  -  القطري صالح المري المسحوبة جنسيته يشارك في مؤتمر حقوقي في جنيف («الشرق الأوسط»)
الشاعر القطري محمد بن فطيس - القطري صالح المري المسحوبة جنسيته يشارك في مؤتمر حقوقي في جنيف («الشرق الأوسط»)

انتقدت منظمات حقوقية السلوك الذي تنتهجه حكومة قطر بسحب جنسيات مواطنيها الذين عبروا عن رأيهم حول الأزمة الخليجية، وتم سحب جنسياتهم دون محاكمة أو أسباب تشريعية أو قانونية.
وقال الدكتور أحمد الهاملي رئيس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، لـ«الشرق الأوسط»، إن الإجراءات التي اتخذتها قطر بحق مواطنيها، وخصوصاً من أبناء القبائل العربية، تثير كثيراً من علامات الاستغراب والتعجب والاستهجان، معتبراً حقوق المواطنة والجنسية أمراً لا يمكن التعرض له بأي حال، خصوصاً حينما يتعلق الأمر بحرية التعبير، مشيراً إلى أن هؤلاء تم سلب حقوقهم في المواطنة والجنسية دون أي محاكمة أو سند قانوني، وهو الأمر الذي يخالف جميع القوانين والتشريعات الدولية.
وأكد الهاملي أن الأمم المتحدة قلقة من الإجراءات التي تتخذ بنزع الجنسيات، مشيرة إلى أن هذا الملف أصبح مقلقاً لجميع المنظمات الدولية التي تعتبر إقحام المواطنين في القضايا السياسية واستخدام ذلك في سلبهم حقوقهم في المواطنة يتنافى مع التشريعات الدولية.
واستغرب الهاملي في السياق ذاته من دعوات البيانات التي خرجت من الدوحة التي تستنكر وتشجب قضية تهجير الروهينغا، وفي الوقت ذاته تستخدم الأسلوب ذاته في تهجير أبناء القبائل العربية وخصوصاً قبيلتي «آل مرة والهواجر»، وهو الأمر الذي عده تناقضاً في السياسة القطرية التي تدعي أنها تكفل حقوق حرية التعبير لمواطنيها والتي تكشف زيف ذلك الادعاء مع الأزمة الخليجية.
إلى ذلك، أعربت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان عن استنكارها الشديد وأسفها البالغ لقيام حكومة قطر بسحب الجنسية من الشاعر محمد بن فطيس المري، ونددت بممارسات قطر القمعية بحق الشعراء والمفكرين دون وجود مسوغات قانونية وبشكل تعسفي.
وأكدت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان أن الجنسية حق أصيل من حقوق الإنسان لا يمكن أن ينازعه فيه أو يحرمه منه أحد إلا بضوابط قانونية حقيقية وليس فقط بناءً على خلافات سياسية، مشيرة إلى أن ما اقترفته السلطات القطرية من انتهاك فاضح ضد الشاعر محمد بن فطيس المري هو انتهاك فج لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وانتهاك لحق المواطنة، وحق حرية الرأي والتعبير، خصوصاً أن هذا التصرف جاء نتيجة رائه إزاء الأزمة القطرية وعلاقة قطر مع أخواتها من الدول الخليجية والعربية، ما يؤكد خطأ الدعاية التي تطلقها السلطات القطرية عن نفسها بأنها دولة تحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وذكر بيان صادر من الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان أن هذا العقاب بنزع جنسية الشاعر بن فطيس يعد تعسفاً واضحاً من قبل الحكومة القطرية ضد أحد مواطنيها ويعتبر خروجاً صارخاً عن مبادئ حقوق الإنسان التي تكفل حرية الرأي والتعبير، وانتهاكاً مباشراً لنصوص القوانين الدولية التي تنظم عمليات منح الجنسية وسحبها، وفق آليات وضوابط معينة، خصوصاً أن قرار الحكومة القطرية جاء دون أي مبررات أو مسوغات قانونية، ولم يكن مبنياً على أي أحكام قضائية أو محاكمات عادلة.
وأضاف البيان أنه على الرغم من أن القانون الدولي لحقوق الإنسان يقر بحق الدول في أن تقرر من هم رعاياها، فإن الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان تؤكد أن القانون الدولي شدّد في الوقت نفسه على أن ذلك الحق ليس مطلقاً، حيث يجب خضوع مثل تلك الإجراءات للاعتبارات القانونية، وينبغي على الحكومات كافة الامتثال لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان فيما يتعلق بمنح الجنسية والتجريد منها، ويمنع الحرمان التعسفي من الجنسية، لأنه يزيد من حرمان الأشخاص المتضررين، ويرفع احتمال تعرضهم لانتهاكات حقوق الإنسان، ويهدد حياتهم ومستقبل أسرهم. كما أن القوانين الدولية تشدد على منح من تعرضوا لسحب الجنسية حق التظلم أمام المحاكم، وتوفير الفرص كافة لهم لإبداء وجهات نظرهم، وفق محاكمات عادلة تنسجم مع القانون الدولي.
وطالبت الفيدرالية العربية الحكومة القطرية بسرعة إلغاء هذا القرار التعسفي، وإعادة الجنسية إلى الشاعر محمد بن فطيس المري، لما يمثله هذا القرار من اعتداء على حقوق الإنسان الأصيلة، ولما يمثله من عقوبة غير مسوغة قانونياً، مشيرةً إلى أن الشاعر لم يقم بأي أعمال إرهابية أو غير قانونية، ولم تصدر بحقه أي أحكام قضائية. كما تدعو السلطات القطرية إلى احترام حرية الرأي والتعبير التي كفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وجميع المواثيق والصكوك الدولية ذات الصلة.
ونددت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان باستخدام السلطات القطرية أسلوب «سحب الجنسية» سلاحاً مع معارضيها من شيوخ القبائل وغيرهم من مواطني قطر الرافضين لسياستها الداعمة للإرهاب والمتدخلة في شؤون الدول العربية المحيطة. ودعا البيان الصادر عن الفيدرالية العربية، المجتمع الدولي، إلى التحقيق السريع في الانتهاكات القطرية ضد معارضيها بسحب الجنسية منهم، كما ناشدت جميع المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية داخل وخارج دولة قطر القيام بدورها في رصد تلك الانتهاكات والوقوف إلى جانب هؤلاء المتضررين حتى يستردوا حقوقهم.
وكان الشاعر محمد بن فطيس المري قد خرج عن صمت استمر 127 يوماً إزاء الأزمة القطرية، وعبر عن رفضه سحب السلطات القطرية جنسية شيخ قبائل آل مرة، وتمنى أن تحل الأزمة بأسرع وقت، مشيراً إلى حرصه على وحدة الصف الخليجي، وحرصه على أمن وتلاحم دول الخليج. كما عبر عن رفضه تسييس الحج والتطاول على رموز الخليج، قائلاً: «إذا كان التطاول على الأوطان خطاً أحمر، فإن التطاول على المقدسات وخادم الحرمين الشريفين والعلماء خط من نار، لا نسمح بتجاوزه، أو التعدي عليه».
يذكر أن بن فطيس ليس الأول، وقد لا يكون الأخير في استهداف دولة قطر للشعراء المعارضين سياستها، إذ إن الشاعر محمد بن الذيب تعرض هو الآخر للاضطهاد بتهمة التحريض على نظام الحكم في قطر، وقد زج به في السجن.
يشار إلى أنه في عام 2005 سحبت السلطات القطرية الجنسية من فرع من فروع قبيلة بني مرة وهم قبيلة الغفران، ووصل عدد المجردين من الجنسية حينها إلى 6 آلاف مواطن قطري من أبناء القبيلة، بعد 12 سنة عادت الدوحة للخطة ذاتها، حين سحبت السلطات القطرية جنسية الشيخ طالب بن شريم المري و50 من أفراد عائلته، كما سحبت جنسية شيخ شمل قبيلة الهواجر، وطال عقاب الدوحة الشاعر الشعبي الشهير محمد بن فطيس المري.
وينص القانون القطري في المادة الثالثة عشرة منه على أن الجنسية قرار سيادي كما أن قرار سحبها سيادي لا يبت فيه إلا الحاكم، لذلك حتى القضاء القطري ليست له صلاحية البت في دعاوى إعادة الجنسية التي يمكن أن يلجأ إليها المتضررون.



السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
TT

السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)

أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة عن فتح باب التطوع بالخبرات الطبية السعودية المتخصصة لدعم القطاع الصحي في سوريا وتلبية احتياجاته العاجلة في أكثر من 20 تخصصاً، وذلك من خلال برنامج «أمل» التطوعي السعودي المَعْنيّ بسد احتياجات القطاع الصحي لدى الدول المتضررة.

ودعا المركز عموم المتخصصين الراغبين في التطوع بخبراتهم إلى التسجيل في برنامج «أمل»، الذي يستمر عاماً كاملاً لدعم القطاع الصحي السوري الذي تَضَرَّرَ جراء الأحداث، وتقديم الخدمات الطارئة والطبية للمحتاجين في مختلف التخصصات، للتخفيف من معاناة الشعب السوري من خلال مساهمة المتطوعين في البرنامج.

جولة الوفد السعودي للاطلاع على الواقع الصحي والوقوف على الاحتياجات اللازمة في سوريا (سانا‬⁩)

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن منصة التطوع الخارجي التي أطلقها المركز، تتيح فرصة التسجيل في عدد من التخصصات الطبية الملحّة لدعم القطاع الصحي في عدد من المدن السورية، لا سيما خلال الفترة الحالية من الأزمة الإنسانية التي تمر بها سوريا.

وأشار الجطيلي في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن قائمة التخصصات المطلوبة حُدِّدت بعد التواصل مع الجهات الصحية المسؤولة في سوريا، مؤكداً أن البرنامج يهدف لإتاحة الفرصة للمتطوعين السعوديين في القطاع الصحي لتلبية حاجة القطاع الصحي السوري في كل مناطق البلاد. ونوه الجطيلي بجهود الكوادر الصحية السعودية التي تطوعت بخبراتها وعطائها من خلال البرنامج، وأضاف: «لقد سجل المتطوعون السعوديون في القطاع الصحي حضوراً دولياً مميّزاً، من خلال كثير من الأحداث التي بادروا فيها بتقديم العون والمساعدة للإنسان في مناطق جغرافية مختلفة، وكان لهم أثر طيب في نحو 57 دولة حول العالم، وأَجْرَوْا فيها أكثر من 200 ألف عملية في مختلف التخصصات».

وأشار الجطيلي إلى أن الخبرة التي راكمها البرنامج ستسهم في مدّ يد العون إلى الجانب السوري الذي يعاني من صعوبات خلال هذه المرحلة، وفي إنقاذ حياة كثير من السوريين من خلال أشكال متعددة من الرعاية الطبية التي سيقدمها البرنامج في الفترة المقبلة.

وفد سعودي يبحث مع القائم بأعمال وزارة الصحة السورية سبل تعزيز العمل الإنساني والطبي في سوريا (سانا‬⁩)

وتضم‏ تخصصات الكوادر التطوعية المطلوبة للانضمام «جراحة الأطفال، وجراحة التجميل، وجراحة النساء والولادة، وجراحة عامة، وطب الطوارئ، والدعم النفسي، وجراحة العظام، وطب الأمراض الباطنية، وجراحات القلب المفتوح والقسطرة، وأمراض الكلى، والطب العام، والصدرية، وطب الأطفال، والتخدير، والتمريض، وطب الأسرة، والعلاج الطبيعي، والنطق والتخاطب، والأطراف الصناعية، وزراعة القوقعة، وعدداً آخر من التخصصات الطبية المتعددة».

وقال مركز الملك سلمان للإغاثة إن برنامج «أمل» «يُدَشَّن بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، واستشعاراً لدور السعودية الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المتضررة في شتى أنحاء العالم»، مؤكداً في البيان المنشور على صفحة التسجيل، الدور المؤثر لتقديم الخدمات الطارئة والطبية في رفع المعاناة عن الإنسان، وعيش حياة كريمة، وذلك بمشاركة متطوعين من الكوادر السعودية المميزة.

وبينما يستمر الجسران الجوي والبري اللذان أطلقتهما السعودية بوصول الطائرة الإغاثية السادسة، ونحو 60 شاحنة محمَّلة بأكثر من 541 طناً من المساعدات، زار وفد سعودي من قسم التطوع في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الأحد، عدداً من المشافي والمراكز الطبية السورية، في جولة ميدانية للاطلاع على تفاصيل الواقع الصحي، والوقوف على الاحتياجات اللازمة والطارئة للقطاع.

وجاءت الجولة الميدانية للوقوف على حالة القطاع الصحي في سوريا، وتلمُّس احتياجاته من الكوادر والمؤن الدوائية، عقب اجتماع وفد من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مع مسؤولين من وزارة الصحة السورية في دمشق، تناولا فيه الاحتياجات الطبية العاجلة والمُلحة للمستشفيات السورية.

60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية عَبَرَت معبر جابر الحدودي إلى سوريا (مركز الملك سلمان)

وعلى صعيد الجسرين الجوي والبري السعوديين، ​وصلت، الأحد، الطائرة الإغاثية السعودية السادسة التي يسيِّرها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، إلى مطار دمشق، وتحمل على متنها مساعدات غذائية وطبية وإيوائية؛ للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حالياً.

كما عَبَرَت، صباح الأحد، أولى طلائع الجسر البري الإغاثي السعودي إلى معبر جابر الأردني للعبور منه نحو سوريا؛ حيث وصلت 60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية، وهي أولى طلائع الجسر البري السعودي لإغاثة الشعب السوري.

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن الجسر البري سيدعم الجهود في سبيل إيصال المساعدات لجميع الأراضي السورية؛ إذ يحوي كميات كبيرة وضخمة من المواد الغذائية والصحية والإيوائية، تُنْقَلُ بعد وصولها إلى دمشق إلى جميع المناطق الأخرى المحتاجة. وأضاف الجطيلي أن جسر المساعدات البري إلى دمشق يتضمن معدات طبية ثقيلة لا يمكن نقلها عن طريق الجو؛ مثل: أجهزة الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية والمقطعية.