سُنّة العراق يُحيون مطلب الإقليم

المفتي يعتبر الدعوات محاولة للتخلص من «الظلم المتجذر»

عناصر من قوات {الحشد الشعبي} خارج بلدة الحويجة العراقية أمس (رويترز)
عناصر من قوات {الحشد الشعبي} خارج بلدة الحويجة العراقية أمس (رويترز)
TT

سُنّة العراق يُحيون مطلب الإقليم

عناصر من قوات {الحشد الشعبي} خارج بلدة الحويجة العراقية أمس (رويترز)
عناصر من قوات {الحشد الشعبي} خارج بلدة الحويجة العراقية أمس (رويترز)

تعتزم قيادات سياسية سُنيّة في العراق لقاء رئيس الوزراء حيدر العبادي «لطرح فكرة تأسيس أقاليم استناداً إلى الدستور الذي يقر هذا النوع من الخطوات»، حسبما أفاد به مصدر مقرب من «اتحاد القوى العراقية».
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن القيادات السّنية اتخذت قرار لقاء العبادي بعد اجتماعها، أول من أمس، وهي ترى أن «أمام القوى السُنية فرصة لا تعوّض لإرغام الحكومة على فكرة القبول بإقليم سني» يحقق استقلالاً ذاتياً لمحافظاتها. وأشار إلى «حالات التذمر» التي ما زالت تعانيها هذه المحافظات، سواء من قبل القوات الحكومية أو مجموعات «الحشد الشعبي» الموجودة في تلك المناطق. ولفت المصدر إلى أن شخصيات سنية «لا تستبعد تحالفاً مع الأكراد في حال تعنت بغداد حيال مطلب الإقليم، لكنها حتى الآن تتحدث في السر عن ذلك».
وتعكس الخطوة تعويلاً متنامياً في الأوساط السُنيّة على «صيغة اتحادية جديدة» تحكم معادلة السلطة، ويكون السُنّة فيها أحد اللاعبين الثلاثة الكبار، إلى جانب الشيعة والأكراد في مرحلة ما بعد «داعش»، والاستفتاء الكردي.
وأصدر مفتي سُنّة العراق رافع طه الرفاعي بياناً، مساء أمس، أيد فيه ضمناً مطلب تشكيل الإقليم الذي اعتبره محاولة للتخلص من «الطغيان والظلم المتجذر» الذي «سُلِّط على السُنة». غير أنه انتقد سياسيين «يدّعون أنهم يمثلون العرب السنة»، مشيراً إلى أن «أهل السنة والجماعة براء منكم إلى يوم القيامة، ونواحكم الكاذب على وحدة العراق مكشوف زيفه وأنتم تجتمعون هذه الأيام كي تتقاسموا المناصب التي سيحرم منها الساسة الكرد، كي تكون لكم وسائل لسرقة هذا البلد والعبث بمقدراته».
وحمّل المفتي «السياسات الطائفية المقيتة» التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة مسؤولية أزمات البلاد، متهماً إياها بأنها «ذبحت العراق من الوريد إلى الوريد... وشتتت لحمة هذا الوطن وأوقدت جذوة الأحقاد بين أطياف هذا الشعب». وأضاف أن «الذي يحكم العراق فعلاً هم الساسة الإيرانيون من أزلام نظام ولاية الفقيه، وعلى رأسهم قاسم سليماني وأذنابه من الميليشيات والعصابات التي استحلت الدماء وانتهكت الحرمات، ولا تستطيع السلطات المتعددة في العراق أن تخالف لهؤلاء الرعاع أمراً».
ولفت إلى أن «المدن السنية استبيحت باسم الطائفية وباسم نصرة المذهب فهدمت منازلها وأصبحت أثراً بعد عين، وكل ذلك تحت ذريعة التحرير من سلطة الدواعش الإرهابيين الذين رضعوا هم والميليشيات الطائفية من ثدي واحد، وأما أبناء هذه المناطق المدمرة فقد أودع خيرتهم في ظلمات القبور أو غياهب السجون وشُرِّد الملايين منهم».
... المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».