5 وكلاء لاعبين يتحكمون بسوق كرة القدم العالمية

جورج مينديش ....مينو رايولا
جورج مينديش ....مينو رايولا
TT

5 وكلاء لاعبين يتحكمون بسوق كرة القدم العالمية

جورج مينديش ....مينو رايولا
جورج مينديش ....مينو رايولا

الصفقات القياسية والأرقام المبالغ فيها في سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة للاعبين جعلت العالم يتساءل مَن هو المتحكم في عالم كرة القدم اليوم... النادي أم النجوم؟... لكن الإجابة الخطيرة كشفت أنه «الوكيل»... أو «الوسيط الظل»!
في عام 1991 ابتدع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مهنة «وكلاء اللاعبين»، للعب دور همزة الوصل بين اللاعب والنادي، وليكون الممثل التفاوضي لتوثيق العقود. ولكن ما لبث أن تحول هؤلاء الوكلاء إلى عنصر القوة، وبات دورهم مؤثرا في تحويل مسار بطولات وفرق ونجوم. كما تضخمت مداخيلهم بفضل الشروط والنسب التي يحصلون عليها من عقود اللاعبين بشكل يثير قلق كل متابعي اللعبة. ومع تدفق الأموال على كرة القدم، خصوصا الأوروبية، ازداد تأثير دور وكلاء اللاعبين، ليصبح الوكيل صاحب اليد الطولى ليس في تسيير صفقات النجوم فقط بل المدربين أيضاً. ولقد كشف آخر تقرير للمركز الدولي للدراسات الرياضية (CIES)، أن نسبة أرباح وكلاء لاعبي كرة القدم في أوروبا السنوية تقترب من 700 مليون يورو، وهي إشارة واضحة إلى تعاظم النسب التي يحصلون عليها والدور المؤثر الذي يقومون به في حركة التنقلات.

«الخمسة الكبار»
وعلى الرغم من أن هناك مئات من الذين يحملون رخصة «الفيفا» للعمل وكلاء للاعبين، فإنه يمكن القول إن بوابة المرور إلى أندية أوروبا - خصوصا الكبيرة والغنية منها - يتحكم بها اليوم 5 فقط من هؤلاء الوكلاء، أبرزهم الهولندي ذو الأصول الإيطالية مينو رايولا الذي تحوّل خلال بضع سنوات من نادل في مطعم بيتزا عائلي، إلى «مهندس» صفقات كبار نجوم اللعبة ومدربيها في السنوات الأخيرة.
ويأتي بعد رايولا البرتغالي جورج مينديش، مؤسس شركة «جستيفوت»، التي لها فروع في كل أوروبا والبرازيل والأرجنتين وكولومبيا، وهو يوصف بأنه «أخطبوط» آخر في عالم كرة القدم. ثم هناك البريطاني بول سترتفورد، خبير التعاقدات المثير للجدل الذي ثارت حوله شبهات كثيرة لمخالفات مالية وقانونية، ومواطنه جوناثان بارنيت وكيل أبرز اللاعبين الإنجليز، ويليهم الإسباني جوزيف مانيويلا وكيل أعمال النجم الأرجنتيني الشهير ليونيل ميسي.

تهم... تهم... تهم
وإذا كانت قد صدرت تهم بوجود مخالفات في عقد انضمام النجم البرازيلي نيمار إلى برشلونة، فإن الأمر لم يتوقف على مدار السنوات الثلاث الماضية، وكثر الكلام عن ملايين الدولارات التائهة بين حسابات وهمية، فيما يؤكد متابعون أن ذلك يمثل «نقطة في بحر» من عمليات فساد كبيرة باتت تلف عملية تسويق اللاعبين خصوصا النجوم منهم. هذا، وكانت قضية حصول وكيل الأعمال رايولا على 40 مليون يورو من عملية إعادة الفرنسي بول بوغبا إلى ناديه الأول مانشستر يونايتد من يوفنتوس الإيطالي مقابل 105 ملايين يورو، قد أثارت جدلا كبيرا، وفتحت عيون القضاء على خطورة الدور الخفي للوسطاء والوكلاء في مجال كرة القدم. وفي هذه الحال اتهم بعض الجهات رايولا بأنه عمل دور «وسيط مزدوج» مع الناديين، ما جعل الاتحاد الدولي لكرة القدم يفتح تحقيقا في مخالفات مشتبه فيها بالصفقة، ومنها حصوله على مبالغ من الجانبين بشكل مشكوك بقانونيتها. وقبل نهاية العام الماضي ورد اسم رايولا في تسريبات «فوتبول ليكس» التي ادعت أنه أسس شركة «أوفشور»، ليتمكن بوغبا من تهريب الأموال التي يحصل عليها من حقوق بيع صوره.
لكن رغم ذلك ما زال رايولا وكيل الأعمال النافذ لكبرى أندية أوروبا، وهو «مهندس» انضمام المهاجم الدولي البلجيكي روميلو لوكاكو من نادي إيفرتون إلى منافسه الإنجليزي مانشستر يونايتد، مقابل 75 مليون إسترليني قبل أيام. كما أنه وكيل أعمال السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والأرميني هنريك مخيتاريان، والإيطاليين ماريو بالوتيللي وماركو فيراتي، والفرنسي بليز ماتويدي، إضافة إلى بوغبا، ومؤخرا... لوكاكو. وللعلم، لا يتوقف دور رايولا (49 سنة) على إدارة أعمال اللاعبين، بل هو أيضا وكيل لعدد كبير من أبرز مدربي العالم.
وإذا كان رايولا تحول من نادل لمطعم بيتزا إلى عملاق وكلاء اللاعبين، فإن مينديش دخل عالم كرة القدم بعدما عمل مديرا لأحد النوادي الليلية في لشبونة. واستغل مينديش علاقاته الممتدة في أكثر من دولة أوروبية وإجادته للغات الإيطالية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية لمد جسوره للقارة الأميركية الجنوبية. وتشير التقديرات إلى أن حصيلة ما جمعه مينديش من عمله كوكيل تجاوز المليار يورو، وأرباحه السنوية لا تقل عن 40 مليون يورو.
ولا تقتصر الاتهامات على رايولا ومينديش، ذلك أن البريطاني سترتفورد (59 سنة) تعرض لعدة ملاحقات قضائية بتهم مخالفته قوانين الرعاية والاحتكار، وكان محورا لبرنامج محطة تلفزيون «بي بي بي» الشهير «بانوراما» الذي سلّط الضوء على دور الوكلاء في رفع أسعار اللاعبين.
أيضاً، لا يقلّ البريطاني بارنيت إثارة للجدل عن مواطنه سترتفورد، فبعد أن كان مديرا لأعمال الملاكم الشهير لينوكس لويس... انتقل إلى عالم كرة القدم، وكان «مهندس» صفقة انتقال النجم الويلزي غاريث بيل من نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي إلى ريال مدريد مقابل نحو 100 مليون يورو. وتنحصر تحركات بارنيت في السوق البريطانية مع فتح قنوات مع رايولا ومنديز لتسويق ما يعرض عليه من لاعبين.
أما الإسباني مانيويلا (76 سنة)، الذي ذاع صيته مع بزوغ نجومية ميسي لكونه مكتشف النجم الأرجنتيني اللامع ووراء انضمامه إلى برشلونة، فقد تراجع صوته في عالم وكلاء اللاعبين منذ بداية الألفية الثالثة، وهذا مع العلم أنه هو الذي جلب كلا من ريفالدو وروماريو ومارادونا وستويشكوف إلى برشلونة.



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»