عناصر الانقلاب يفرون من مواقع تقدم الجيش في حجة

استعراض للجيش اليمني في مأرب (إ.ب.أ)
استعراض للجيش اليمني في مأرب (إ.ب.أ)
TT

عناصر الانقلاب يفرون من مواقع تقدم الجيش في حجة

استعراض للجيش اليمني في مأرب (إ.ب.أ)
استعراض للجيش اليمني في مأرب (إ.ب.أ)

تقدمت قوات الجيش الوطني اليمني الموالية للحكومة الشرعية، أمس الخميس، نحو مواقع جديدة خاضعة لسيطرة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، بمحافظة حجة (123 كلم شمال غربي صنعاء).
ونقل موقع الجيش اليمني «سبتمبر نت»، عن مصدر عسكري في المنطقة الخامسة قوله، إن قوات الجيش الوطني تمكنت صباح (أمس) من التقدم والسيطرة على أجزاء واسعة شمال وادي بن عبد الله بمدينة حرض بعد معارك عنيفة مع الميليشيات الانقلابية (الحوثيون وقوات صالح).
وذكر المصدر وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية أن المعارك التي اندلعت منذ الفجر بين الجيش الوطني والميليشيا، أسفرت عن مصرع وجرح أعداد كبيرة من عناصر الميليشيا، التي فرت أمام تقدم رجال الجيش الوطني.
وتمكن الجيش الوطني في 19 سبتمبر (أيلول) الحالي مدعوما بقوات تحالف دعم الشرعية من التقدم في حرض، والوصول إلى منطقة «الحثيرة» المحاذية لميدي من جهة الجنوب، واستعاد أجزاء من وادي بن عبد الله شمال غربي حرض.
وتشهد المناطق الواقعة على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية في محافظة حجة مواجهات عنيفة بين الطرفين منذ نحو عام ونصف، خلفت أضرارا بشرية ومادية كبيرة، فضلا عن نزوح معظم المدنيين إلى مناطق بعيدة عن تلك المواجهات.
وتجددت المواجهات في نهم وريف تعز والبيضاء والجوف، وسط قصف متبادل وسقوط قتلى وجرحى من الانقلابيين.
وأحبطت قوات الجيش اليمني هجوماً شنته ميليشيات الحوثي وصالح على مواقع في محافظة الجوف أول من أمس، وأسقطت 7 عناصر انقلابية خلال اشتباكات في جبهة القتب بالمحافظة ذاتها.
إلى ذلك، عقد رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن طاهر العقيلي اجتماعاً بقيادة المنطقة العسكرية السابعة شرق العاصمة صنعاء، أمس.
وفي الاجتماع نقل رئيس الأركان لقادة وضباط المنطقة السابعة تحيات وتهاني القيادة السياسية والعسكرية بمناسبة الذكرى الـ55 لثورة ٢٦ سبتمبر، وقدم قائد المنطقة السابعة اللواء الركن ناصر الذيباني تقريرا حول مستجدات العمليات العسكرية ومستوى الجاهزية القتالية لوحدات المنطقة.
واطلع رئيس الأركان على سير تنفيذ خطط التدريب والتأهيل في المعسكر التدريبي بالمنطقة السابعة وشدد على مضاعفة الجهود بما يلبي أمل المواطنين في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات لتخليصهم من الميليشيا الانقلابية واستعادة مؤسسات الدولة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.