مشروعا قانون عقوبات ضد «حزب الله» أمام مجلس النواب الأميركي اليوم

أحدهما يطال الدعم المالي لوسائل إعلام الحزب

تجمع لأنصار حزب الله في بلدة الخيام جنوب لبنان في اغسطس الماضي في الذكرى الحادية عشرة على الحرب الاسرائيلية (رويترز)
تجمع لأنصار حزب الله في بلدة الخيام جنوب لبنان في اغسطس الماضي في الذكرى الحادية عشرة على الحرب الاسرائيلية (رويترز)
TT

مشروعا قانون عقوبات ضد «حزب الله» أمام مجلس النواب الأميركي اليوم

تجمع لأنصار حزب الله في بلدة الخيام جنوب لبنان في اغسطس الماضي في الذكرى الحادية عشرة على الحرب الاسرائيلية (رويترز)
تجمع لأنصار حزب الله في بلدة الخيام جنوب لبنان في اغسطس الماضي في الذكرى الحادية عشرة على الحرب الاسرائيلية (رويترز)

تضع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، اليوم، التفاصيل النهائية لتشريعين يفرضان مزيداً من العقوبات على «حزب الله»، تقول المصادر القريبة إنهما يحظيان بدعم واسع من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لذا فمن المتوقع أن يتم تمرير التشريعين بأغلبية كبيرة، وبسهولة. ويعاقب المجلس في أحدهما «حزب الله» عن استخدام المدنيين دروعاً بشرية.
تقدم رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إد رويس، والعضو الديمقراطي البارز إليوت آنجل، بالتشريعين. ويستهدف الأول تقييد قدرة «حزب الله» على جمع الأموال، ومنعه من الوصول إلى النظام المالي العالمي والتعامل مع المؤسسات المالية الأخرى، بينما يستهدف التشريع الآخر فرض عقوبات بسبب انتهاكات «حزب الله» لحقوق الإنسان واستخدام المدنيين دروعاً بشرية.
ويحظى التشريعان بدعم واسع من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لذا فمن المتوقع أن يتم تمرير التشريعين بأغلبية كبيرة وبسهولة.
وكانت لجنة الشؤون الخارجية قد أقرت تشريعاً لمعاقبة «حزب الله» عام 2015 بأغلبية ساحقة دون اعتراض أي نائب في اللجنة، ولذا يبدو من المستبعد جداً أن تظهر أي معارضة للتشريع الجديد. وقال إليوت آنجل في بيان «لن نجلس صامتين في الوقت الذي تتزايد فيه قوة (حزب الله)».
وينص التشريع الأول (HR 3329) على فرض عقوبات على الدول الأجنبية التي تقدم الدعم المالي لتلك الجماعة الإرهابية اللبنانية، ويقصد التشريع بصفة خاصة إيران مع زيادة الضغط على البنوك التي تتعامل مع «حزب الله» وقياداته.
ويطالب التشريع بتعديل المادة 101 من القانون الحالي بحيث تطالب الرئيس الأميركي بفرض عقوبات على أي شخص أجنبي يقدم دعماً مالياً أو تكنولوجياً إلى هيئات، مثل بيت المال أو جمعية دعم المقاومة الإسلامية، أو إدارة العلاقات الخارجية أو الأمن الخارجي لـ«حزب الله»، أو تلفزيون «المنار» أو راديو «النور»، أو مجموعة الإعلام اللبنانية، وتطبيق العقوبات على أي شخص يقوم بجمع الأموال أو التجنيد لصالح «حزب الله».
ووفق التشريع يتم حظر التعامل مع تلك الشخصيات وتجميد الممتلكات داخل الولايات المتحدة. ويتضمن مشروع القانون إمكانية فرض عقوبات على دول أجنبية في حال قدمت دعماً عسكرياً أو مالياً ذا أهمية إلى «حزب الله» أو أحد الكيانات المرتبطة به، ويعطي مشروع القانون للرئيس الأميركي صلاحية تحديد الأشخاص والكيانات التي ستفرض عليها عقوبات بسبب تعاونها مع «حزب الله». وينص التشريع الآخر على عقوبات ضد «حزب الله» لقيامه باتخاذ المدنيين دروعاً بشرية ويحمل رقم HR 3342. وتقدم به أيضاً رئيس اللجنة إد رويس، ويفرض عقوبات على أشخاص وكيانات يثبت ضلوعها في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان المعترف بها دولياً، والمرتبطة بقيام «حزب الله» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية.
وأشار مشروع القانون إلى أنه «خلال الصراع بين «حزب الله» وإسرائيل عام 2006 استخدم «حزب الله» المدنيين دروعاً بشرية، حمايةً لنفسه من هجمات إسرائيلية، وشمل ذلك قيام «حزب الله» بتخزين أسلحة في منازل المدنيين وإطلاق قذائف من داخل مناطق مأهولة بالسكان». وتنص مسودة القانون على أن «حزب الله» يقوم بتسليح نفسه باستمرار، ويمتلك ترسانة تضم أكثر من 150 ألف صاروخ، وتقوم كل من سوريا وإيران بتزويده بتلك الأسلحة المهددة للاستقرار، ويقوم هو بنشر تلك الترسانة داخل قرى شيعية في جنوب لبنان.
ويطالب مشروع القانون الإدارة الأميركية بإدانة رسمية وعلنية لاستخدام «حزب الله» المدنيين دروعاً بشرية بما يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان، واتخاذ إجراءات فعالة ضد الأشخاص الذين يقومون بتلك الممارسات، في تعارض مع القانون الدولي والحقوق الإنسانية المعترف بها دولياً. ويطالب مشروع القانون الرئيس الأميركي بفرض عقوبات أحادية الجانب من الولايات المتحدة على «حزب الله» والأشخاص والكيانات المتورطة في انتهاكات لحقوق الإنسان.
وينص المشروع على أن يقوم سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بتقديم قرار أممي لفرض عقوبات متعددة ضد «حزب الله» لقيامه باستخدام المدنيين دروعاً بشرية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.