مسؤول أردني: اللجوء السوري يستهلك 5 % من إجمالي الناتج المحلي

بروكسل تستضيف مؤتمراً حول دعم سوريا ربيع العام المقبل

الأمير علي رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم وألكسندر سيفرين يرحبان بأطفال من مخيم الزعتري للاجئين السوريين قرب الحدود السورية هذا الشهر (رويترز)
الأمير علي رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم وألكسندر سيفرين يرحبان بأطفال من مخيم الزعتري للاجئين السوريين قرب الحدود السورية هذا الشهر (رويترز)
TT

مسؤول أردني: اللجوء السوري يستهلك 5 % من إجمالي الناتج المحلي

الأمير علي رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم وألكسندر سيفرين يرحبان بأطفال من مخيم الزعتري للاجئين السوريين قرب الحدود السورية هذا الشهر (رويترز)
الأمير علي رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم وألكسندر سيفرين يرحبان بأطفال من مخيم الزعتري للاجئين السوريين قرب الحدود السورية هذا الشهر (رويترز)

قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني، عماد الفاخوري، إنه جرى الاتفاق مع الدول المانحة على عقد مؤتمر «بروكسل 2» في ربيع 2018، لضمان استمرار جهود حشد التمويل لدعم الدول المستضيفة للاجئين، وبشكل سنوي، مع متابعة لتقدم سير العمل. جاء ذلك في كلمة للفاخوري افتتح بها أعمال ورشة عمل للفرق القطاعية التي تمثل 12 قطاعاً تشملها خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية.
كانت المفوضية الأوروبية في بروكسل قد أعلنت الجمعة الماضية أنها ستقوم بتنظيم مؤتمر بروكسل الثاني، حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة، في ربيع العام المقبل، بحسب المنسقة العليا للسياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد، فيدريكا موغيريني، التي أعلنت عن الخبر خلال اجتماع رفيع المستوى حول الأزمة السورية، على هامش الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وبحضور ما يقرب من 50 وفداً للدول الشريكة.
من جهته، قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني إن مسؤولية مجابهة الأزمة السورية وإفرازاتها هي مسؤولية دولية تتطلب التزاماً حقيقياً وواضحاً، ولسنوات عدة، من قبل الدول المانحة والمؤسسات الدولية، مشيراً إلى أن الأردن يقوم بهذه المهمة الإنسانية بالنيابة عن المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن الوفد الذي عاد من اجتماعات الجمعية العمومية في نيويورك، ومن ضمنها اجتماع الاتحاد الأوروبي لمتابعة مؤتمر بروكسل، أكد ضرورة استكمال المجتمع الدولي تنفيذ التزاماته للعام 2017، وقبل نهاية العام.
وقال: «مع مرور الزمن، فإن الأعباء أصبحت تزداد وتتراكم، فقد أثرت الأعباء المالية للأزمة السورية (تكاليف مباشرة بمعدل سنوي وصل إلى ملياري دولار سنوياً، أي ما يعادل نحو 20 في المائة سنوياً من مجموع الإيرادات المحلية للموازنة، أو ما يعادل 5 في المائة سنوياً من الناتج المحلي الإجمالي)، بشكل مباشر على مستويات المعيشة، من حيث الحصول على الخدمات العامة ونوعيتها، وازدياد النفقات، بالإضافة إلى الآثار السلبية على الموازنة والمديونية، والآثار غير المباشرة الأخرى، فالدول المستضيفة مثل الأردن تعتبر الدولة المانحة الأكبر في ضوء الأعباء التي تتحملها».
وفيما يتعلق بمستويات التمويل، خصوصاً خلال العام الماضي، «ورغم تحسنها»، فإن الفاخوري أكد وجود فجوة بلغت 38 في المائة خلال عام 2016، حيث تمت تغطية 62 في المائة من الاحتياجات الواردة في خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية في عام 2016، مقارنة مع معدل 30 في المائة في السنوات السابقة.
وقال إنه تم تأسيس «نظام معلومات الأزمة السورية»، وذلك بهدف مأسسة العمل، وإنجازه بأعلى درجة من الكفاءة والشفافية، الذي تطور ليشمل نظاماً لتتبع التمويل، وتحميل تقارير الإنجاز والمتابعة، والأهم من ذلك فإن النظام في تطور مستمر، حيث إنه صُمم ويُدار من قبل كفاءات وطنية، ومخزن على خوادم مركز تكنولوجيا المعلومات الوطني.
يذكر أن مؤتمر بروكسل المقبل سيكون بمثابة متابعة لمؤتمر بروكسل الذي انعقد العام الحالي، وأن الهدف من ذلك هو الحفاظ على متابعة المجتمع الدولي للأزمة السورية، على رأس أولويات جدول الأعمال الدولي، وأيضاً تشجيع التنفيذ الكامل للالتزامات التي جرى التعهد بها خلال مؤتمر بروكسل في أبريل (نيسان) من العام الحالي.
وقالت موغيريني، في بيان، إنه لا بد من الدعم المتواصل للعملية التي تقودها الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي تفاوضي، تمشياً مع قرار مجلس الأمن 2254، وضمان تلبية احتياجات السوريين داخل سوريا والدول المجاورة، وتابعت: «وبهذه الطريقة، وعبر اجتماع بروكسل، سنقدم المطلوب للشعب السوري كله، سواء في الداخل أو في دول المنطقة، بينما قال المفوض كريستوس ستايلندس، المكلف بشؤون المساعدات الإنسانية، إن المجتمع الدولي يجب أن يواصل تلبية الاحتياجات الإنسانية الضرورية للمدنيين».
ومن وجهة نظر البعض من المراقبين في بروكسل، يأتي هذا المؤتمر الجديد في محاولة لـ«تعزيز الحضور» الأوروبي في الملف السوري، خصوصاً على المستويين الإنساني والتنموي. وأوضحت موغيريني أن هدف الاتحاد الأوروبي مما أطلقت عليه «عملية بروكسل» هو دعم العمل القائم في آستانة وجنيف، واعتبرت أن «ما حصل من تحسن على الأرض يدفعنا للعمل من أجل التقدم لمرحلة تتجاوز إطار المساعدات الإنسانية الكلاسيكية»، وشددت على نية الاتحاد الأوروبي وضع خبراته وقدراته «تحت تصرف الشعب السوري»، مشيرة إلى أن أوروبا جاهزة لدعم الاستقرار في مناطق خفض التصعيد.
ويعرض الاتحاد الأوروبي على السوريين الاستفادة من خبراته في مجال نزع الألغام، وتقديم الخدمات الصحية الأساسية، وبناء المرافق، وكذلك المساهمة في إعادة الإعمار.
ولكن الأوروبيين يربطون، حسب قول موغيريني، أي استثمار في مجال إعادة الإعمار بمسألة اتفاق السوريين على مرحلة انتقال سياسي تمر عبر الحوار الجاد.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد خصص، حسب مصادره، مبالغ تصل إلى 10 مليارات دولار لمساعدة السوريين في المجالات الإنسانية.
وتمخض مؤتمر بروكسل العام الماضي عن تعهد الدول المشاركة بتقديم مبالغ إضافية تصل إلى 9 مليارات دولار على مدى عامين لصالح السوريين.
ووفقاً لتقارير إعلامية أوروبية، تحاول دوائر صنع القرار في المؤسسات الأوروبية كافة البحث عن دور استثماري لها في سوريا، وقد تخلت، من أجل ذلك، عن الكثير من المطالب التي كانت تتمسك بها سابقاً، خصوصاً لجهة مستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد.



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.