الأكراد اقترعوا على وقع عقوبات الجوار

دخل العراق والمنطقة أمس مرحلة ما بعد «الاستفتاء الكردي»، حيث تحوّل التصويت الشعبي الذي نظم في المحافظات الثلاث بكردستان العراق، إلى أمر واقع.
وذكرت مصادر مستقلة في المنطقة لـ«الشرق الأوسط»، أن القوى السياسية الكردية التي كانت ممانعة أو متحفظة غيّرت موقفها في الأخير وشاركت بقوة في الاستفتاء. واعتبرت المصادر أن نسبة المشاركة القويّة في الاقتراع قد تدفع قوى عالمية، مثل الولايات المتحدة، إلى التدخل في المرحلة المقبلة والسعي لإطلاق حوار بين أربيل وبغداد.
وبعد إغلاق مراكز الاقتراع، أعلنت المفوضية العليا للاستفتاء أن نسبة المشاركة بلغت 78 في المائة من أصل 5.2 مليون يحق لهم التصويت. ونظم الاقتراع في محافظات الإقليم الثلاث، وهي أربيل والسليمانية ودهوك، كما في مناطق متنازع عليها، مثل كركوك وخانقين في محافظة ديالى.
وفي كركوك المتنازع عليها، انتهى يوم الاقتراع بإعلان حظر تجول, منعاً لأي احتكاك بين المحتفلين بالاستفتاء والرافضين له.
وجرى الاقتراع على وقع تصعيد دول الجوار باتخاذ إجراءات عقابية؛ إذ صوّت مجلس النواب العراقي، على قرار يلزم رئيس الوزراء حيدر العبادي بنشر قوات في المناطق التي سيطر عليها الأكراد بعد عام 2003. وبعد القرار بساعات، أعلنت وزارة الدفاع العراقية إجراء مناورات مشتركة مع الجيش التركي على الحدود.
كما كشفت أنقرة عن ملامح خريطة عقوبات مرتقبة، ملوّحة بإجراءات حاسمة بينها وقف صادرات النفط من شمال العراق وإغلاق الحدود البرية والمجال الجوي، فيما رهنت التدخل العسكري بتعرض التركمان لأي تهديد بعد الاستفتاء.
وأغلقت إيران أمس حدودها مع كردستان العراق، قبل أن تتراجع في وقت لاحق عن هذا الإجراء، وتؤكد أن «المجال الجوي وحده مغلق».
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من أن يؤدي الاستفتاء إلى {زعزعة الاستقرار}، فيما شدد البيت الأبيض على تفضيله «عراقاً موحداً لمواجهة داعش وإيران».
...المزيد