وزير خارجية المغرب: مستعدون لدعم دول «الساحل 5» في التدريب وأمن الحدود

ناصر بوريطة خلال لقائه وزير خارجية إسبانيا -  بنيويورك أمس («الشرق الأوسط»)
ناصر بوريطة خلال لقائه وزير خارجية إسبانيا - بنيويورك أمس («الشرق الأوسط»)
TT

وزير خارجية المغرب: مستعدون لدعم دول «الساحل 5» في التدريب وأمن الحدود

ناصر بوريطة خلال لقائه وزير خارجية إسبانيا -  بنيويورك أمس («الشرق الأوسط»)
ناصر بوريطة خلال لقائه وزير خارجية إسبانيا - بنيويورك أمس («الشرق الأوسط»)

أعلن ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، أن بلاده مستعدة لدعم دول مجموعة (الساحل5) التي تضم بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد في مجال تدريب القوات وأمن الحدود.
وقال بوريطة، الذي كان يتحدث أول من أمس في نيويورك، خلال لقاء وزاري تشاوري حول «الأمن والتنمية في منطقة فرنكفونية متضامنة»، نظم على هامش الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن المغرب على استعداد لتقاسم تجربته المشهود بها في مجال تكوين الأئمة والمرشدين الدينيين باعتبارها «سلاحا للبناء الشامل»، من أجل التصدي على نحو أفضل للتطرف الذي يتهدد يوما بعد يوم منطقة الساحل، مشيرا إلى أن شريط منطقة الساحل والصحراء شهد تنظيما وتعبئة بين دول المنطقة يمكن وصفها بـ«التاريخية»، من خلال تشكيل قوة مشتركة من قبل الدول الأعضاء في «الساحل5».
وأشار بوريطة إلى أن 7 من أصل 16 عملية لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة، تجري حاليا في الدول الناطقة بالفرنسية بأزيد من 55 في المائة من عناصر قوات حفظ السلام، موضحا أن ست دول فقط ناطقة بالفرنسية من بينها المغرب، تصنف ضمن البلدان العشرين الأوائل المساهمة بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
من جهة أخرى، ذكر بوريطة أن البلدان الناطقة بالفرنسية لا تزال تواجه تحديات هيكلية كثيرة، لا سيما من حيث الوسائل والمعدات والتدريب، ما يؤدي إلى انخفاض مستوى مشاركتها في عمليات حفظ السلام، مع أنها الأكثر قدرة على فهم لغة وثقافة البلدان المضيفة، ومن ثم بناء مناخ الثقة اللازم لتحقيق الاستقرار في مناطق الصراع.
وفضلا عن هذه الإكراهات، يضيف الوزير بوريطة، أن البلدان الفرنكفونية تعاني من نقص التكوينات والوثائق المرجعية باللغة الفرنسية حول حفظ وتعزيز السلام. وقال في هذا الصدد إن المغرب يؤكد ضرورة مواصلة الجهود في مجال التكوين من أجل توسيع دائرة المساهمين الفرنكفونيين في قوات حفظ السلام، وإحداث «مجموعات من الخبراء» في مجال إعادة البناء، لا سيما في المجالات التي تهم إصلاح دولة الحق والقانون وقطاع الأمن، ومسلسل نزع السلاح وإعادة الإدماج، والتنسيق الإنساني، والإنعاش الاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف المسؤول المغربي، أنه بالطريقة نفسها التي شاركت بها بنجاح في حفظ السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، فإن المنظمة الدولية للفرنكفونية يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً في مكافحة الإرهاب، والتطرف العنیف، وأن تكون أرضا خصبة للتنمية.
وفي معرض تناوله للاستراتيجية الاقتصادية للفرنكفونية التي اعتمدت خلال قمة داكار سنة 2014، شدد الوزير المغربي على ضرورة العمل من أجل التعافي الاقتصادي في أقرب وقت ممكن من أجل الحيلولة دون أن تصبح جوانب القصور في التنمية مرتعا لانعدام الأمن، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية يجب أن تكون أكثر من أي وقت مضى، في صلب عمل المنظمة، بالنظر إلى العلاقة المتداخلة الحتمية بين السلام والأمن والتنمية.
وبخصوص التغيرات المناخية، أشار بوريطة إلى أن المنظمة الدولية للفرنكفونية وأعضاءها مطالبون بالتعبئة الجماعية من أجل مواجهة تحدي التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن فرنسا والمغرب، كبلدين استضافا قمتي المناخ «كوب21» و«كوب22» على التوالي، انخرطا في الدفاع عن اتفاق باريس. وخلص وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي إلى أن المملكة المغربية تتطلع إلى إطلاق تفكير جماعي أوسع حول الشباب الفرنكفوني في القرن الحادي والعشرين، والتحديات التي تواجهه، والفرص التي يمثلها، وكذا سبل ووسائل استثمار طاقته.
على صعيد ذي صلة، عقد بوريطة في نيويورك سلسلة من اللقاءات مع عدد من الشخصيات والمسؤولين ونظرائه، والتقى أول من أمس الرئيس ألغامبي أداما بارو، وبحث معه «عددا من القضايا الإقليمية التي تهم الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو) وقضية الصحراء المغربية»، حسب تصريح لبوريطة.
ومن جانبه، أشاد رئيس جمهورية غامبيا بالعلاقات «المتجذرة» بين بلاده والمغرب، معربا عن رغبته في الدفع بها إلى مستويات أرقى. كما رحب بارو بعودة المملكة إلى كنف الاتحاد الأفريقي، معتبرا أن عودة المغرب لأسرته المؤسساتية الأفريقية «من شأنها أن تعزز هذه الرؤية وتقرب بلدين».
كما أجرى بوريطة أيضا مباحثات مع نظيره النيجيري جيوفري أونياما، الذي أوضح أن «العلاقات بين المغرب ونيجيريا متينة. وبالتالي نلتقي بشكل منتظم في مختلف المحافل من أجل تبادل وجهات النظر وتحديد مجالات أخرى للتعاون»، منوها على الخصوص بالاتفاقيات المبرمة بين البلدين التي تهم أساسا مشروع أنبوب الغاز الذي سيربط المغرب ونيجيريا مرروا بغرب أفريقيا.
من جهته، أكد بوريطة أن اللقاء شكل مناسبة لمتابعة الاتفاقيات والمشاريع التي تم إطلاقها خلال الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى نيجيريا، والتطرق إلى القضايا الإقليمية المرتبطة بالقارة الأفريقية والعالم الإسلامي وكذا القضايا الدولية. كما أجرى بوريطة مباحثات مع وزير الخارجية البولوني، يتولد فاشيكوفيسكي، تناولت «سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».