بروكسل: مساعدات مالية للمتضررين من هجمات برشلونة واستوكهولم

التقرير الأخير للجنة التحقيق البرلمانية حول تفجيرات العام الماضي يركز على ملف التطرف

إحدى جلسات لجنة التحقيق البرلمانية المكلفة بملف تفجيرات بروكسل
إحدى جلسات لجنة التحقيق البرلمانية المكلفة بملف تفجيرات بروكسل
TT

بروكسل: مساعدات مالية للمتضررين من هجمات برشلونة واستوكهولم

إحدى جلسات لجنة التحقيق البرلمانية المكلفة بملف تفجيرات بروكسل
إحدى جلسات لجنة التحقيق البرلمانية المكلفة بملف تفجيرات بروكسل

اعتبرت الحكومة البلجيكية أن الهجمات التي وقعت في استوكهولم وبرشلونة وبروكسل خلال الفترة الأخيرة أعمال إرهابية، وبالتالي أصبح من حق الضحايا وذويهم من البلجيكيين، التقدم بطلبات من أجل الحصول على معونات مالية من الدولة البلجيكية. وقالت وسائل الإعلام في بروكسل إن الاجتماع الوزاري الأخير الذي انعقد نهاية الأسبوع الماضي، وافق على مقترح من وزير العدل جينس كوين، بتفعيل مرسوم ملكي يتضمن بنوداً تعطي الحق للمتضررين من الهجمات الأخيرة في برشلونة يوم 17 أغسطس (آب)، وبعدها في بروكسل يوم 25 أغسطس، وأيضاً ما وقع في استوكهولم في السابع من أبريل (نيسان) الماضي، أن يتقدموا بطلبات للجنة المختصة بهذا الملف، للحصول على مساعدات مالية من الدولة البلجيكية، بعد إثبات الضرر الذي لحق بالضحايا من جراء هذه الهجمات، لكن تفعيل هذه المواد كان يتطلب إقرار الحكومة. وكانت الخارجية البلجيكية قد أعلنت في وقت سابق سقوط ضحايا ومصابين من الرعايا البلجيكيين في أحداث استوكهولم وبرشلونة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أوشكت فيه لجنة التحقيق البرلمانية حول تفجيرات بروكسل، التي وقعت في مارس (آذار) من العام الماضي، على الانتهاء من عملها. وقالت وكالة الأنباء البلجيكية، إن اللجنة اقتربت من الانتهاء بشكل نهائي من المهمة المكلفة بها، وتستعد اللجنة لإعداد التقرير الثالث والأخير، وسيكون حول ملف التشدد. وكانت اللجنة قد أعدت من قبل تقريراً حول دور أجهزة الإنقاذ في التعامل مع الوضع فور وقوع التفجيرات التي أودت بحياة 32 شخصاً وإصابة 300 آخرين، بينما تركز التقرير الثاني حول عمل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في مرحلة ما قبل التفجيرات وفور وقوعها، بينما سيكون التقرير الثالث حول كيفية مواجهة الفكر المتشدد في البلاد، وكيف بدأ انتشار التشدد في البلاد، وما التأثيرات المقبلة من الخارج في هذا الصدد، وخصوصاً ما يتعلق بالتمويل الخارجي للمساجد في بلجيكا.
وكانت اللجنة قد تشكلت في أبريل من العام الماضي برئاسة باتريك ديوايل الذي شغل في السابق منصب وزير الداخلية، وقد قام أعضاء اللجنة باستجواب عدة شخصيات حكومية ومنهم وزير الداخلية جان جامبون وأيضاً رئيس جهاز الاستخبارات، وكذلك شخصيات دينية ومجتمعية ونقابية. وتعكف اللجنة حالياً على دراسة مسار تطور ظاهرة التطرف في بلجيكا خلال العقود الماضية، وإعداد مقترحات لمعالجتها على عدة مستويات.
وتؤكد مصادر برلمانية أن بعض المقترحات ستظهر خلال التقرير النهائي، حيث «سيتم الحديث عن ضرورة منع أي تمويل خارجي لأماكن العبادة الإسلامية في بلجيكا، ووضع آلية مراقبة محلية لأنشطة المساجد والمراكز الإسلامية في البلاد»، حسب كلامها. وشددت المصادر على أن «اللجنة البرلمانية توقفت طويلاً عند التأثيرات الخارجية على المسلمين في البلاد كما ستنبه اللجنة إلى فشل سياسة نزع التطرف لدى المساجين والموقوفين بتهم إرهابية، فالسياسات المتبعة حالياً لم تؤدِ إلا إلى حماية باقي نزلاء السجون من الوقوع في فخ التطرف، دون أن تنجح في تغيير عقلية الإرهابيين»، على حد وصفها. وسيعرض التقرير النهائي على مجلسي النواب والشيوخ لإقراره. وكانت هجمات إرهابية عنيفة قد ضربت المطار الدولي وإحدى محطات المترو الرئيسية في مدينة بروكسل يوم 22 مارس 2016، ما أدى إلى مقتل 32 شخصاً وإصابة المئات. وتضم اللجنة 17 عضواً ولكل كتلة حزبية من يمثلها مع وجود برلماني احتياطي في حال غاب أحد الأعضاء، وستكون المهمة الرئيسية للجنة حول الملابسات والمسؤولية عن تفجيرات 22 مارس في مطار ومحطة قطار داخلية بالعاصمة بروكسل، وأيضاً التعرف على الخطط الأمنية التي تشرف عليها الشرطة والأجهزة الاستخباراتية، وجهات التحقيق القضائي إلى جانب مناقشة طرق مواجهة التشدد والراديكالية. وفي مايو (أيار) الماضي انتهت لجنة التحقيق البرلمانية في بلجيكا، من إعداد تقريرها حول ملابسات تفجيرات بروكسل، وخصوصاً ما يتعلق بعمل الأجهزة الأمنية والقضائية، وضم 400 صفحة. وكانت اللجنة التي بدأت عملها قبل ما يزيد على عام، قد قدمت تقريراً آخر حول عمل أجهزة الإغاثة والإنقاذ والمساعدة للضحايا أثناء وبعد الهجمات.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.