ارتفاع شعبية «البديل لألمانيا» المناهض للهجرة قبل الانتخابات التشريعية

يهدف لتحسين موقعه في الساحة السياسية تحضيراً لاقتراع 2021

TT

ارتفاع شعبية «البديل لألمانيا» المناهض للهجرة قبل الانتخابات التشريعية

يكثف اليمين القومي الألماني حملته ضد الهجرة والإسلام، مع ارتفاع شعبيته في استطلاعات الرأي، مما يؤدي إلى ضغوط على حزب المستشارة أنجيلا ميركل، قبل أيام من الانتخابات التشريعية.
ويعقد الثنائي الذي يدير حملة حزب «البديل لألمانيا»، ألكسندر غولاند وأليس ويدل، مؤتمراً صحافياً بعنوان «الهجرة الإسلامية والجريمة»، وهو الموضوع المفضل لدى هذا الحزب الذي يكتسب زخماً كبيراً منذ اتخاذ ميركل قرار فتح الحدود أمام نحو مليون من طالبي اللجوء عام 2015، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتبين استطلاعات الرأي، في المرحلة الأخيرة قبل الانتخابات المقررة في 24 سبتمبر (أيلول)، أن حزب «البديل لألمانيا» يحقق تقدماً طفيفاً، مع نسبة تأييد تتراوح بين 10 و12 في المائة، مقابل 8 و10 في المائة، قبل 15 يوماً.
وتتخلل حملته الانتخابية شعارات مثيرة للجدل، بدءاً من الملصقات التي تظهر نساء على شاطئ البحر وقد كُتب عليها: «البرقع؟ نفضل البيكيني»، وصولاً إلى صورة لمركب يحمل مهاجرين مع كلمات: «منكوبون؟ بل موجة الإجرام المقبلة». ويستهدف الحزب أيضاً ميركل، التي يتهمها الحزب بـ«الخيانة، وبتعريض البلاد للخطر»، بعد اعتداء برلين في ديسمبر (كانون الأول) 2016، حين دهس طالب لجوء متطرف بواسطة شاحنة حشداً من الناس في سوق مزدحم لعيد الميلاد. ويدفع الحزب مناصريه بطريقة شبه منتظمة إلى إطلاق الهتافات والصفير ضدها خلال اجتماعات تعقدها.
وفي المقابل، يتقدم الديمقراطيون المسيحيون (الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي، تحالف ميركل) بشكل كبير على الحزب الاشتراكي الديمقراطي في استطلاعات الرأي، والزعيمة المحافظة موعودة بتولي ولاية رابعة، إلا أن احتمال الفوز الواسع مستبعد.
وتظهر الإحصاءات أن نسبة تأييد معسكر ميركل استقرت عند 36 في المائة، بحيث إنها لامست النسبة الأدنى المسجلة عام 1998 (35 في المائة)، عند وصول الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر إلى المستشارية.
وتحاول الأحزاب الكبيرة تشويه صورة «البديل لألمانيا» للحد من تقدمه، معتبرين أن بلاد النازية يجب أن تمنع وصول اليمين المتطرف إلى البرلمان. ووصف المرشح الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشارية مارتن شولتز، السبت، «البديل لألمانيا» بـ«اليمين المتطرف»، وهي تسمية تطلق على النازيين الجدد، كما اعتبر أن هذا الحزب «عار على الأمة». ولم تتوقف ميركل عن التنديد بمن «لا يعرفون إلا الصراخ وإطلاق الصفير».
لكن حتى الآن، لم يتمكن الجدل حول حزب «البديل لألمانيا» من وضع حد لارتفاع نسبة تأييده، حتى عندما أشاد غولاند بجيش الرايخ الثالث، وهو أمر لا يمكن تخيله خلال الفترة الأخيرة في بلد ترتكز هويته في مرحلة ما بعد الحرب بشكل كبير على الندم والتوبة.
و«البديل لألمانيا»، الذي سيكون دخوله إلى مجلس النواب سابقة تاريخية منذ عام 1945، بالنسبة إلى حزب من هذا النوع، يرى نفسه في المرتبة الثالثة في الانتخابات التشريعية، قبل الحزب الليبرالي الديمقراطي وحزب اليسار المتطرف والخضر.
وبهذا الصدد، قالت ويدل إن الهدف من هذه الانتخابات هو التموقع للفوز بمنصب المستشارية عام 2021، وأوضحت لصحيفة «فرانكفورتر روندشاو» أن «هدف أي حزب سياسي بالتأكيد ليس المعارضة (...)، حيث إن جميع نوابنا يجب أن يكتسبوا قدرات مهنية بسرعة كي نصبح قادرين على الحكم اعتباراً من عام 2021».
ويبدو أن «البديل لألمانيا» نجح في حشد جزء كبير من المستائين من السنوات الـ12 لحكم ميركل، سواء كانوا من الذين تجاوزهم النمو الاقتصادي، أو محافظين من النواة الصلبة الغاضبين من سياستها الوسطية. من جانبه، أشار نيكو سبغل، رئيس معهد استطلاعات الرأي «إنفراتيست ديماب»، إلى أن «(البديل لألمانيا) ليس لديه ناخبون منظمون»، وتابع أن «مؤيديه هم من الرجال أكثر من النساء، وفي الشرق أكثر من الغرب. أما بالنسبة لدخلهم، فلا يمكن تحديد ما إذا كانوا من الأكثر غنى أم من الأكثر فقراً».
وأضاف: «إذا أردنا معرفة من أين هم، يمكن القول من الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي على حد سواء، والحزب اليساري المتطرف والخضر، ومن الليبراليين أيضاً».
وتلخص ويدل التنوع والتناقضات داخل الحزب، فهي موظفة سابقة لدى مصرف «غولدمان ساكس»، وتترأس حملة مناهضة للنخب، كما أنها تقليدية على المستوى المجتمعي، وتعارض المهاجرين بشدة.


مقالات ذات صلة

بريطانيا تتخذ إجراءات جديدة بحق المشتبه بتهريبهم مهاجرين

أوروبا صورة ملتقطة بواسطة طائرة مسيّرة تظهر قارباً مطاطياً يحمل مهاجرين وهو يشق طريقه نحو بريطانيا في القنال الإنجليزي  6 أغسطس 2024 (رويترز)

بريطانيا تتخذ إجراءات جديدة بحق المشتبه بتهريبهم مهاجرين

أعلنت الحكومة البريطانية، الخميس، أنّ الأشخاص المشتبه بأنّهم يقومون بتهريب مهاجرين، سيواجهون حظراً على السفر وقيودا تحول دون وصولهم إلى منصات التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا (من اليسار إلى اليمين) الممرضات الأفغانيات مادينا أعظمي ورويا صديقي وتهمينة أعظمي يقمن بالتوليد والتمريض في مستشفى خاص بكابل - 24 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

لاجئون أفغان يعيشون «سجناء» الخوف في باكستان

أصبحت حياة شهرزاد تقتصر على باحة بيت الضيافة الذي تعيش فيه في باكستان، إذ بعدما كانت تأمل أن تجد الحرية بعد هروبها من سلطات طالبان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم العربي عودة 300 ألف نازح سوري من لبنان إلى بلادهم (أ.ف.ب)

عودة 300 ألف نازح سوري من لبنان إلى بلادهم 

هناك 300 ألف نازح سوري عادوا من لبنان إلى بلادهم بعد العفو العام الذي صدر عن السلطات السورية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا وزير الهجرة واللجوء السويدي يوهان فورسيل (أ.ب)

السويد تسعى إلى تشديد القيود على طلبات اللجوء

أعلنت الحكومة السويدية اليوم الثلاثاء أنها أعدت مشروع قانون من شأنه الحد من قدرة طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم على تقديم طلبات جديدة من دون مغادرة البلاد.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
أوروبا عنصر من الشرطة الفرنسية في ستراسبورغ (أ.ف.ب)

مقتل 5 في إطلاق نار بشمال فرنسا... والمشتبه به يسلم نفسه للشرطة

نقلت وسائل إعلام فرنسية عن مصادر أمنية، السبت، أن اثنين من رجال الأمن ومهاجرَين قُتلوا بإطلاق نار في لون بلاج بالقرب من مدينة دونكيرك الشمالية.

«الشرق الأوسط» (باريس)

شي لبوتين: الصين وروسيا تتقدمان دائماً يداً بيد

الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

شي لبوتين: الصين وروسيا تتقدمان دائماً يداً بيد

الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، اليوم الثلاثاء، عن الرئيس الصيني شي جينبينغ قوله إن الصين وروسيا تتقدمان دائماً «يداً بيد» على الطريق الصحيح المتمثل في عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم استهداف أي طرف ثالث.

وخلال تبادله التهنئة بالعام الجديد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قال شي أيضاً إن الثقة المتبادلة والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين يواصلان تحقيق مستويات أعلى تحت قيادتهما، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتعهّد شي جينبينغ بتشجيع «السلام العالمي» في رسالته إلى بوتين. وقال إنه «مهما تغيّر الوضع الدولي، ستظل الصين ثابتة في تعميق الإصلاح الشامل أكثر (...) وتشجيع السلام والتنمية العالميين».