سقوط معقل {داعش} في الفلبين بعد معارك دامية

تحرير قس كاثوليكي ورهينة أخرى في مدينة مراوي المحاصرة

قصف جوي لمواقع تمركز «داعش» في مراوي قبل تقدم قوات الجيش إلى داخل المدينة (أ.ف.ب)
قصف جوي لمواقع تمركز «داعش» في مراوي قبل تقدم قوات الجيش إلى داخل المدينة (أ.ف.ب)
TT

سقوط معقل {داعش} في الفلبين بعد معارك دامية

قصف جوي لمواقع تمركز «داعش» في مراوي قبل تقدم قوات الجيش إلى داخل المدينة (أ.ف.ب)
قصف جوي لمواقع تمركز «داعش» في مراوي قبل تقدم قوات الجيش إلى داخل المدينة (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الفلبيني أمس السيطرة على مركز قيادة المقاتلين الموالين لتنظيم «داعش» الذين اجتاحوا مدينة مراوي في مايو (أيار) وما زالوا متحصنين في جيوب فيها».
وتخوض القوات الفلبينية منذ أربعة أشهر معارك عنيفة لطرد المقاتلين الجهاديين الذين احتلوا أجزاء من المدينة ذات الغالبية المسلمة في بلد يعد غالبية ساحقة من الكاثوليك».
وأكد الجيش أمس أنه سيطر على مركز قيادة المتطرفين بعد معارك دامية بدأت أول من أمس في مسجد ومبنى آخر».
وقال الجنرال إدواردو آنو في بيان إن السيطرة على المركز «تضعف المجموعة الإرهابية أكثر، إذ تحرمها من مركزها السابق للقيادة والمراقبة».
وتابع أن «عمليات التطهير متواصلة ونتوقع أن يتخلى العدو عن المزيد من المواقع التي سبق أن احتلها، وهو ما لن يقوم به من دون قتال» مضيفا: «إننا جاهزون لذلك».
وبدأت المعارك في نهاية مايو بعد محاولة فاشلة لتوقيف قائد المقاتلين إيسنيلون هابيلون، أحد كبار المطلوبين في العالم، والذي يعتبر زعيم تنظيم «داعش» في جنوب شرقي آسيا». واجتاح مئات المتطرفين مراوي في 23 مايو وهم يرفعون الرايات السوداء ويدعمهم عدد من المقاتلين الأجانب وسيطروا على أجزاء من المدينة يسعى الجيش إلى استعادتها في معارك ما زالت مستمرة».
ولاحقا، أكد الجيش أن محاولة القبض على هابيلون دفعت المتطرفين إلى الشروع قبل الأوان في تنفيذ مشروع يقضي بالسيطرة على المدينة وإعلان «خلافة» فيها على غرار «الخلافة» التي أعلنها تنظيم «داعش» في سوريا والعراق».
وفر نحو نصف مليون شخص بسبب المعارك التي أسفرت عن سقوط أكثر من 500 قتيل بحسب الحكومة، بين مدنيين ومتشددين وعسكريين».
وأفاد نائب قائد القوة التي تقاتل المسلحين، الكولونيل روميو براونر، أن الجيش قوبل بمقاومة قد تكون بين الأقوى التي يواجهها أثناء عمليته لاستعادة المسجد.
وأضاف أن السيطرة على المسجد قد تكون بمثابة إشارة إلى أن القتال مع جماعة «ماوتي» المسلحة، التي بايع قادتها تنظيم داعش، قد شارف على نهايته.
وقال براونر لوكالة الصحافة الفرنسية: «نعتقد أننا اقتربنا من النهاية. المنطقة التي يمكن لجماعة (ماوتي) الإرهابية التحرك ضمنها تتقلص. لاحظنا أن مقاومتهم تضعف». وأضاف: «إنهم يتراجعون فيما نشن هجماتنا ولكن أثناء قيامنا بذلك، نواجه عددا كبيرا من المتفجرات يدوية الصنع ما يعرقل تقدمنا. علينا أن نكون حذرين للغاية».
وأكد أن المعركة الأخيرة أسفرت عن مقتل جندي وإصابة سبعة بجروح. وأشار براونر إلى أن قواته كانت تأمل بأن تنقذ عددا من الرهائن المدنيين عندما سيطرت على المسجد، لكنها لم تجد أحدا
وسُمع دوي إطلاق النيران في المدينة بينما تقدمت القوات المدعومة بعربات مصفحة من مواقع المسلحين. وبدت شوارع مراوي حيث يتناثر الركام شبه فارغة، باستثناء وجود أعداد كبيرة من الجنود الذين انتشروا لتأمين المكان».
وحلقت طائرات فلبينية وطائرات تجسس أميركية من طراز «بي - 3 أوريون» فوق مراوي، العاصمة الإسلامية للفلبين التي يشكل الكاثوليك الغالبية الساحقة لسكانها.
وبدأت المعارك في نهاية مايو بعد محاولة فاشلة لتوقيف قائد المقاتلين إيسنيلون هابيلون، أحد أبرز المطلوبين في العالم الذي يعتبر زعيم تنظيم داعش في جنوب شرقي آسيا. واجتاح مئات المتطرفين مراوي في 23 مايو وهم يرفعون الرايات السوداء ويدعمهم عدد من المقاتلين الأجانب وسيطرون على أجزاء من المدينة».
ولاحقا، أكد الجيش أن محاولة القبض على هابيلون دفعت الجهاديين إلى الشروع قبل الأوان في تنفيذ مشروع يقضي بالسيطرة على المدينة وإعلان «خلافة» فيها على غرار «الخلافة» التي أعلنها تنظيم داعش في سوريا والعراق.


مقالات ذات صلة

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».