نيللي مقدسي: أواكب مستجدات الساحة الغنائية لأطور عملي

قالت الفنانة نيللي مقدسي إنها عادة ما تراجع حساباتها بشكل دقيق قبيل إقدامها على أي خطوة جديدة في مسيرتها الفنية. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أتابع أي مستجدات جديدة على الساحة الفنية، وأستكشف أحدث النزعات (Trend) الرائجة؛ إن باللحن أو بالكلام وحتى بالمظهر، إلا أن ذلك لا يعني بأنني لا آخذ بعين الاعتبار ما يجري حولنا، فصحيح أنني أطّلع على كلّ جديد، ولكنني أختار ما يناسب الأجواء المحيطة بي في الوقت نفسه».
ونيللي مقدسي التي عادت إلى الساحة الغنائية بعد نحو السنة بأغنية بعنوان «كنت أتمنى» من كلمات وألحان جوزف جحا، وتوزيع باسم رزق، أطلّت على معجبيها من خلال كليب مصوّر للأغنية المذكورة نفّذته المخرجة رنده العلم. فبدت في مظهر مختلف تماماً عن سابقيه، لا سيما أنها جسّدت فيه شخصية أميرة محاربة مستعينة خلاله بحيوانات مختلفة لإبراز قوتها وجرأتها كامرأة عائدة منتصرة من الحرب.
«أعجبتني الفكرة كونها تنمّ عن جرأة تمتّ إلى مقلب آخر بعيد كلّ البعد عن الابتذال والاستهلاك. وهذه الأدوات التي استعنتُ بها لإبراز قوتي كامرأة محاربة كالحصان والحية والبوم تمثّل تحديات لامرأة لا تعرف الاستسلام، الأمر الذي يشبهني في شخصيتي بالعمق. فأنا إنسانة لا أتعب ومتفائلة بشكل دائم وهي بمثابة رسالة أحملها معي حتى أمام الكاميرا. وعندما طُرِحت عليَّ فكرة الكليب أعجبتني لأنها خارجة عن المألوف، فهم يعرفون بأن هذا النوع من القصص يجذبني، ليس عن عبث بل لأنني أحرص على تقديم التميّز في عملي»، وتتابع: «أرفض أن تتضمن أغنياتي عبارات مبتذلة أو أجواء تخدش حياء المشاهد فينفر منها. ولا أبالغ إذا قلت إن أعمالي مدروسة، وأتطلع دائماً كي تحمل مستوى رفيعاً يرتقي إلى العالمية».
سبق أن تعاوَنَتْ نيللي مقدسي أكثر من مرة مع المخرجة رندة العلم (في أغنيتي «يا نار ناري» و«محتاجة ليك») وهي تصفها بالرائعة وصاحبة الأفكار المميزة. وهذه التجربة قدمتها في إطار مختلف بحيث تخبر خلاله نيللي قصص الحروب التي مرت بها مع الحفاظ على الاستعراض الموجود في الكليب وعلى شخصيتها. وقد صوّر على طريقة الـ3D وتمّت الاستعانة بخطوط «الغرافيكس» لتلوينه بمشاهد سوريالية.
«كمّلت تقنية «الغرافيكس» فكرة الكليب فرسمت الحية والحصان الأبيض الذي يتحوّل في نهاية الكليب إلى حقيقة، فأنا أحب ممارسة هواية ركوب الخيل وقد سنحت لي الفرصة في هذا العمل بأن أجسدها بطبيعية. أما طائر البوم الذي حملته على يدي خلال تصوير الكليب فهو أيضاً حقيقي ولم يعترِني الخوف منه بتاتاً».
وعن طبيعة علاقتها بالحيوانات عادة أجابت: «لا خوف عندي من الأليفة منها، وعندما أمارس رياضة ركوب الخيل أشعر وكأنني أميرة تعيش في عالم خاص بها».
وعن اللوحات الراقصة التي يتضمنها الكليب بحيث أدتها باحتراف أوضحت: «لطالما لوّنت كليباتي المصورة بلوحات استعراضية، وفي هذا العمل لجأت إلى مدرب الرقص هادي عواضة ليقدمني بأفضل صورة. فالرقص الشرقي له أربابه، وأنا وُلِدت شغوفة به. وقد استغرق تدريبي على هزة الخصر التي ترونها في العمل نحو الأسبوع، وأنا هنا أغتنم الفرصة لأشكره كونه قدّمني بشكل محترف دون ابتذال كما أظهر موهبتي في الرقص».
وأشارت نيللي مقدسي إلى أنها عندما تبتعد عن الساحة الفنية لتعود إليها بعد فترة تكون على يقين بأنها تقدم الفن النوعي، فالكمية لا تهمها بقدر المستوى الجيّد الذي يطبع العمل.
ونيللي التي بدأت مسيرتها منذ عام 1998 عندما شاركت في برنامج الهواة «كأس النجوم» على شاشة «إل بي سي آي»، يدير أعمالها اليوم كميل أبي خليل وتعلّق: «لقد صرت مقتنعة اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن فريق عمل متكامل هو ما يحتاج إليه الفنان بالضبط لتسيير أشغاله. ويكتمل هذا الموضوع من خلال مكتب خاص به يجمع هذا الفريق، فيكون أعضاؤه يداً واحدة ويحققون معاً ما يهدف إليه الفنان».
وترى الفنانة اللبنانية بأنها تدرج في خانة الفنانات اللاتي اعتمدن على أنفسهن لتحقيق أهدافهن وتقول: «70 في المائة من مشواري الغنائي بنيته وبكل تواضع بنفسي، وأشعر اليوم بأنني في مكاني، حيث الأمان الفني، وأعمل مع أشخاص يحبونني، وهم بمثابة عائلتي الثانية».
وعن الساحة الفنية اليوم تقول: «الساحة الغنائية العربية بالمجمل تعاني من نقص بالإنتاجات الضخمة نظراً للظروف غير المستقرة التي تحيط بنا، فالناس تعيش الألم وأوجاع الحرب ونحن نشكّل شريحة منهم، ولكننا سنثابر ونستمر متفائلين بالغد علّه يحمل إلينا السلم والطمأنينة».
عادة ما يعتري نيللي مقدسي نوع من القلق قبيل كلّ خطوة جديدة تقدم عليها وتقول: «أستعدّ جيداً لأي خطوة أنوي القيام بها، فصحيح أنني أمسك قلبي بيدي لأنني أتمتع بحس مسؤولية كبيرة، إلا أن ما يطمئنني هو تحضيراتي الدقيقة التي تسبق جديدي، وعادة ما أجلس مع نفسي وأسألها عن توقعاتها للعمل، فأنا حريصة على محاسبة ومراجعة نفسي دائماً، لا سيما أنني معروفة بالجهد الذي أبذله، فالنتائج الإيجابية لا تأتي عن عبث بل عن تخطيط وتصميم ولذلك أستمتع بنجاحي إلى أبعد حدّ».
وعن حالتها وأوضاعها العاطفية ختمت تقول: «الجميع يعلم أنني لا أحبّ التحدّث عن أخباري الشخصية، ولكن عندما يحين الوقت سأعلن خبر ارتباطي على الملأ، فالحبّ هو من أجمل ما يمكن أن يحدث لنا في هذه الحياة».