في إطار التصعيد التدريجي بين حلفاء الانقلاب، شن المجلس السياسي للحوثيين هجوما شديدا على حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مبينا أنه «لا يشرفه الاستمرار» على رأس سلطة لا تحارب الفساد.
ووصف بيان صادر عن المجلس السياسي للحوثيين موقف حليفهم المؤتمر الشعبي العام تجاه مكون «أنصار الله» وحلفائهم بـ«المتشنج»، نافيا الادعاءات التي ساقها المؤتمر جملة وتفصيلاً.
وكانت مصادر يمنية كشفت لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين اتخذوا خطوات تضييق جديدة ضد صالح تتضمن وضع شروط جديدة لاستمرار التحالف معه، من بينها عدم إقامة أي فعاليات وتسليم بعض المعسكرات والقبول بقراراتهم الأخيرة في سلك القضاء خصوصاً.
ويأتي هذا التصعيد بين شركاء الانقلاب، في وقت حذر فيه الفريق علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني، من أن الحوثيين يستعدون لتصفية من سمحوا لهم بدخول العاصمة صنعاء، في إشارة للرئيس السابق علي عبد الله صالح وحزبه.
وقال الأحمر، في كلمة ألقاها بمحافظة مأرب أمام السلطة المحلية: «من سمح للحوثي بالمرور عبر ما يسمى (الخط الأسود) يستعد الحوثي اليوم لرد المعروف لهم بالتصفية والإقصاء ونكران الجميل كما هو عهده».
وأضاف: «الحوثيون لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا نتيجة التناقضات التي كانت تسود العمل السياسي في البلاد حيث تسللت ميليشيا الحوثي عبرها حتى وصلت إلى العاصمة صنعاء»، محذرا من أن الحوثي «لا يؤمن بأي ميثاق أو عهد، ففي حين يقدم الآخرون مصلحة البلاد ويعقدون المصالحات المختلفة يستغل الحوثي هذه الفرص ويمارس فيها التصفيات المختلفة لتحقيق أهدافه».
بالعودة للبيان الصادر عن المجلس السياسي للحوثيين، فإن الرد جاء على خلفية اجتماع استثنائي عقدته اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، ووصفه الحوثيون بـ«الاجتماع الذي لم يكن مثله منذ اندلاع الصراع».
وحاول الحوثيون تهدئة التوتر المتصاعد بقولهم: «نؤكد دعمنا وما زلنا ندعم بكل الوسائل نجاح تجربة الشراكة الوطنية مع المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وترفعنا على الجراح في محطات عدة رغم ما تعرضنا له من اتهامات وحملات الإفك والتشويه المدروسة والممنهجة».
وفي اتهام مباشر لحليفهم المؤتمر الشعبي العام بإعاقة ما سموه الإصلاحات ومحاربة الفساد، قال الحوثيون: «لقد أُعيقت قيادة المجلس السياسي الأعلى في القيام بمسؤوليتها الوطنية في هذا السياق وفي غير محطة وبذرائع واهية تم تعطيل أكثر من اجتماع دعا له ممثلو (أنصار الله) في المجلس السياسي الأعلى لمناقشة هذه القضايا ذات الأهمية البالغة للوطن والشعب اليمني دون اكتراث لعواقبها، ولسنا في مقام سرد المخالفات التي ارتكبها البعض تحت غطاء الشراكة».
وأردف البيان: «تأسيسا على ذلك فإنه لا يشرف (أنصار الله) الاستمرار على رأس هرم السلطة (...) في حين لا يمكنها التغيير ومواجهة الفساد وتركته التي لا نهاية لها»، في إشارة واضحة إلى حزب صالح.
ومساء أمس، أجرى الحوثي وصالح اتصالاً هاتفياً، في خطوة وصفها محللون بأنها محاولة لاحتواء التوتر. ولاحظ المحللون أن نشر البيان الذي نقلته وسائل الإعلام التابعة للفريقين بالنسخة نفسها (للبيان) يوحي بمحاولة زعيمي الانقلاب إلى أي نوع من الاحتواء، بالتزامن مع ارتفاع حدة الخلافات بينهما.
الحوثيون «لا تشرفهم» الشراكة مع حزب صالح
شنوا هجوماً على «المؤتمر» وبيانه الأخير
الحوثيون «لا تشرفهم» الشراكة مع حزب صالح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة