درس ألماني لإنجلترا في تهذيب الجماهير

لاعبو المنتخب الألماني نددوا بمشجعيهم المشاغبين... والإنجليز تغاضوا عن تصرفات مناصريهم المسيئة

لاعبو ألمانيا يحاولون إبعاد أحد مشجعيهم خلال المباراة أمام جمهورية التشيك
لاعبو ألمانيا يحاولون إبعاد أحد مشجعيهم خلال المباراة أمام جمهورية التشيك
TT

درس ألماني لإنجلترا في تهذيب الجماهير

لاعبو ألمانيا يحاولون إبعاد أحد مشجعيهم خلال المباراة أمام جمهورية التشيك
لاعبو ألمانيا يحاولون إبعاد أحد مشجعيهم خلال المباراة أمام جمهورية التشيك

في الواقع، قدم يواخيم لوف، مدرب المنتخب الألماني، مشهداً مثيراً للاهتمام بعد ظهور أدلة قوية خلال العطلة الدولية على وجود عناصر متخلفة فكرياً وأخلاقياً في صفوف جماهير فريقه تبدو عاقدة العزم على تقديم دليل حي على صحة نظرية أينشتاين حول أن الغباء البشري لا حدود له. واعتبر لوف أن الهتافات النازية التي رددها مشجعون للمنتخب في براغ خلال مواجهة تشيكيا في تصفيات مونديال 2018، هي بمثابة «عار» على ألمانيا.
كان لوف قد عاين لتوه فوز فريقه بنتيجة 2 - 1 على منتخب جمهورية التشيك في براغ، ليحتفظ بذلك بسجل نظيف في إطار مباريات التأهل لبطولة كأس العالم، لكن عندما وصل للمشاركة في المؤتمر الصحافي بعد المباراة، حمل وجهه إمارات غضب عارم وأجبر الصحافيين على إرجاء طرح الأسئلة بخصوص أداء فريقه. وبدأ لوف حديثه بالقول: «لست متضايقاً ولا حزيناً، إنني مفعم بالغضب الشديد، هذا التوصيف الأفضل لما أشعر به. إنني غاضب بشدة حيال ما حدث - من أن مجموعة ممن يطلق عليهم مشجعين استغلوا ساحة كرة القدم الدولية، أو كرة القدم من الأساس ليجلبوا العار على بلادنا بسلوكهم ومظهرهم المشين. إننا لا نرغب في وجود هؤلاء الفوضويين. نحن لسنا فريقهم الوطني، وهم ليسوا مشجعينا. إن سلوكهم كان أحقر ما يكون وخسيساً تماماً».
وخلال مؤتمر صحافي عشية المباراة ضد ضيفه المنتخب النرويجي في شتوتغارت، قال لوف: «لا يمكنني أن أنتقل مباشرة إلى الأسئلة الرياضية من دون التعليق على ما جرى في براغ». «يتملكني الغضب، وأنا متأثر لرؤية أن بعض من يسمون أنفسهم مشجعين، يستخدمون كرة القدم، ومباراة دولية» لرفع شعارات من هذا القبيل، مضيفاً: «هم يجلبون العار لبلدنا». ونوه لوف بقرار لاعبين عدم التوجه لأداء التحية المعتادة للمشجعين بعد المباراة، والانتقال مباشرة إلى غرف تبديل الملابس. وأضاف: «أنا مؤيد لفرض عقوبات قاسية جداً بحق مثيري الاضطرابات هؤلاء. لا نريدهم، لسنا منتخبهم الوطني، وليسوا مشجعينا»، متابعاً: «مع الأخذ في الاعتبار تاريخنا، من المهم أن نمثل بجدارة بلدنا ومثل التسامح والاحترام والانفتاح على العالم التي يتمتع بها».
في الواقع، ليس من المعتاد الاستماع إلى مدرب يتحدث على هذا النحو عن جماهيره، لكن ليس من المعتاد كذلك ما أتى به قطاع من مشجعي ألمانيا خلال المباراة. كان جزء من مشجعي ألمانيا قد خرق دقيقة الصمت حداداً على وفاة اثنين من المسؤولين التشيك، وأساء لأحد لاعبي المنتخب الألماني، مهاجم لايبزيغ تيمو فيرنر، إضافة لترديدهم هتافات مسيئة. من جانبهم، رفض اللاعبون الألمان التوجه لتحية الجماهير في أعقاب انطلاق صافرة نهاية المباراة، ولم يلوحوا لهم ولم يصفقوا لهم. باختصار، لم يبدوا أدنى إشارة تقدير حيالهم، في رسالة واضحة تنبئ عن تبرئهم من سلوك الجماهير ورغبتهم في عدم الارتباط بهم بأي صورة.
وخلافاً لما درجت عليه العادة، لم يذهب لاعبو المنتخب الألماني بطل العالم في نهاية المباراة لتحية المشجعين، وخرجوا مباشرة من الملعب إلى غرف استبدال الملابس. ولدى سؤاله عن هذا الموضوع، أجاب المدافع ماتس هوملز: «إنها كارثة. هذا أمر قبيح. تيمو فيرنر (زميله) شتم، وبعد ذلك قام هؤلاء بإطلاق التفاهات. إننا نبتعد كلياً عما حصل ولا علاقة لنا به». وأضاف هوملز، صاحب هدف الفوز في الدقيقة 88: «هؤلاء ليسوا مشجعين. إنهم سوقيون ومثيرو شغب يجب طردهم من الملاعب».
وقامت مجموعة لا تتعدى أصابع اليد بالتشويش على عزف النشيدين ودقيقة الصمت (تخليداً لزعماء كرة القدم في تشيكيا)، ثم وجهت شتائم لفيرنر (21 عاماً) صاحب الهدف الأول، ورددت أيضاً أغاني وأطلقت شعارات نازية. ويتعرض فيرنر لصافرات الاستهجان في نهاية كل أسبوع من قبل بعض المتطرفين الألمان المعادين لنادي لايبزيغ، وصيف بطل الموسم الماضي، الذي تملكه شركة «ريد بول» لمشروبات الطاقة.
وعن هذا الموقف، يستحق اللاعبون منا كامل التقدير والاحترام، خصوصاً هوملز قلب دفاع بايرن ميونيخ، وقائد الفريق الذي وجه أقرانه نحو الخروج من الملعب، وأظهر بوضوح تام أن الوقت قد حان لاتخاذ موقف رافض حيال سلوك الجماهير.
وفي وقت لاحق، قال هوملز: «كانت الهتافات كارثية، وبدأت مع دقيقة الحداد، الأمر الذي يكشف الوجه الحقيقي لهؤلاء الأشخاص. كما تعرض تيمو فيرنر للإهانة والاستهزاء. بعد ذلك، بدأت الجماهير في إطلاق هتافات رديئة. ونحن من جانبنا نقصي أنفسنا تماماً عن ذلك الأمر ولا نرغب في وجود أي صلة تربطنا به. ولذلك، تعمدنا عدم التوجه نحو مدرجات الجماهير لتحيتها بعد نهاية المباراة».
في الواقع، موقف رائع من هوملز، ومن المؤسف أن لاعبي المنتخب الإنجليزي لم تأتِ استجابتهم على النحو ذاته في الليلة الكئيبة التي عايشوها في دورتموند منذ 6 شهور تجاه عدم الاحترام الذي أبدته الجماهير الإنجليزية تجاه الفريق المضيف.
الحقيقة أن ذلك الموقف كان بحاجة إلى صوت قوي أيضاً، عندما دارت جميع الهتافات حول الحرب العالمية الثانية، بينما الرقصة الجماعية الوحيدة التي اضطلعت بها الجماهير أثناء المباراة عمد خلالها المشجعون على مد أيديهم وكأنهم طائرات تحلق، في محاكاة استمرت 15 دقيقة كاملة لقاذفات ألمانية وكيف أسقطتها طائرات من سلاح الجو البريطاني.
إلا أنه للأسف لم تأتِ تعليقات المدير الفني للمنتخب الإنجليزي ساوثغيت على مستوى الحدث، ودعونا نكون أكثر صراحة ونعلن بوضوح أنه حتى لم يخطر ببال أي من اللاعبين أن بإمكانه إحداث تغيير عبر محاولة وضع حد لهذه الممارسات المرفوضة من جانب الجماهير. الحقيقة أن لاعب كرة القدم الإنجليزي المعاصر لم يجرِ إعداده على هذا النحو الألماني، ولن تجد قط في صفوف اللاعبين الإنجليز من يتحدث بالصورة التي تحدث بها هوملز، وهنا تكمن المأساة.
أما الحجة المضادة الوحيدة التي دفع بها البعض، فكانت أن استاد «إيدن أرينا» في براغ الذي يتسع لـ21 ألف مشجع، أقل كثيراً عن سيغنال إيدونا بارك الألماني الذي شهد مباراة المنتخب الإنجليزي، ما يجعل سلوك الجماهير الألمانية أكثر بروزاً، علاوة على أن ما فعلته كان مختلفاً وأكثر انحطاطاً عما حدث خلال المواجهة الكروية بين ألمانيا وإنجلترا.
وربما كان ذلك صحيحاً، خصوصاً أن تقارير ألمانية أفادت بوجود قرابة 100 من مثيري الشغب على صلة بدينامو دريسدن وعدد من الأندية الأخرى المنتمية إلى ألمانيا الشرقية سابقاً، والتي يقال إن التطرف اليميني أكثر شيوعاً بها عن أجزاء أخرى من البلاد. وارتدى هؤلاء المشاغبون في معظمهم ملابس سوداء ورددوا هتافات مناهضة لاتحاد الكرة الخاص بهم أثناء ما كان يفترض أنه دقيقة حداد. ومن بين الأشخاص الذين كانت الدولة المضيفة تحاول إحياء ذكراهم عبر دقيقة الصمت رودولف كوسيك، رئيس اتحاد الكرة بجمهورية تشيكوسلوفاكيا عندما فازت البلاد بالبطولة الأوروبية عام 1976، وكذلك رودولف باتا، الأمين العام السابق للاتحاد، ولينكا سيفينوفا الذي كان يقضي عطلة صيفية في مصر عندما أقدم إرهابي على طعن عدد من السائحين على شاطئ أحد الفنادق. وتعرض سيفينوفا (36 عاماً) المحاسب لدى اتحاد كرة القدم بجمهورية التشيك، للطعن إضافة لـ6 سائحين آخرين. وقد سقط سائحان ألمانيان قتلى خلال الهجوم.
بدوره، أيد رئيس الاتحاد الألماني للعبة راينهارد غريندل موقف اللاعبين، وقال: «لا نتسامح أبداً مع الشعارات الفاشية والعنصرية والشتامين أو المثليين». وأضاف: «جميعنا، المنتخب الوطني والمشجعين والاتحاد، علينا أن نتصدى لهؤلاء الأشخاص مثيري الشغب».
وأوضح أن المشجعين الذين اشتروا بطاقات الدخول من الاتحاد، ليسوا موضع شبهة، ولأن الملعب لم يمتلئ، اشترت بعض المجموعات بطاقاتها بأساليب أخرى. وحسب صحافيين ألمان كانوا في الملعب، ندد المشجعون أيضاً بالاتحاد الذي أطلق في بداية الموسم حواراً مع روابط لمشجعين بهدف إبعاد مثيري الشغب والمتعصبين عن الملاعب.
من الصعب فهم السبب وراء رغبة أي شخص في العدوان على دقيقة صمت من أجل هؤلاء، لكن دعونا لا ننسى ما حدث أثناء دقيقة الصمت التي اقترحتها إنجلترا خلال مباراتها أمام البرازيل عام 2013 على أرواح من قتلوا في مأساة ميونيخ الجوية والذكرى الـ20 لوفاة بوبي مور والضحايا الـ238 لحريق أحد الملاهي الليلية في سانت ماريا. وقد تذكرون مباراة إنجلترا وويلز عام 2004 وما حدث بعد اقتراح السلطات الوقوف دقيقة حداد على روح كينيث بغلي، الذي كان نبأ قتله في العراق على أيدي إرهابيين قد أعلن اليوم السابق.
ويكمن الاختلاف بين ما حدث من المنتخب الألماني في مباراته مع جمهورية التشيك وتلك المباريات الأخرى أنه من النادر للغاية أن تجرأ أي شخص على صلة بالمنتخب الإنجليزي - سواء المدرب أو قائد الفريق أو أي من اللاعبين - على توجيه النقد علانية للجماهير الإنجليزية، حتى عندما بدا هذا النقد مستحقاً تماماً. في الواقع، إنه لمن العار أن يطبق الصمت على صفوف المنتخب الإنجليزي في وقت أثبت فيه لوف وهوملز وأقرانهما أمام الجميع أنه من الممكن الوقوف في وجه السلوك المشين للجماهير وإجبارها على تغيير مسارها.
ورغم مرور 3 شهور الآن على ما حدث في دورتموند، لم يعقد اتحاد الكرة مؤتمراً صحافياً موجزاً لتناول ما حدث، بل ولم يبدِ أي من أفراد المنتخب الإنجليزي استعداده للحديث إلى وسائل الإعلام رغم أنه بدا بمرور الأيام أن الأمر يتجاوز مجرد تورط بعض أفراد الجماهير الإنجليزية في ترديد هتافات مسيئة. لقد كشف التسجيل التلفزيوني للمباراة رفع بعض الجماهير أيديها لتأدية التحية النازية وإشارات تهدد بالذبح. وهنا لا يملك المرء سوى تذكر ما كتبه أحد الكتاب في «فيلادلفيا إنكوايرر» في أعقاب فوز الولايات المتحدة بتنظيم بطولة كأس العالم عام 1994، عندما قال: «ما أول كلمة تطرأ على ذهنك عندما أقول: مشجع كرة قدم بريطاني؟ إنها كلمة (كائن دون البشر)، أليس كذلك؟». ومع هذا، تبقى الحقيقة أن الكثيرين يسافرون إلى الخارج لحضور مباريات للمنتخب الإنجليزي والاستمتاع بأدائه دون أن يرددوا هتافات مسيئة أو معادية للأجانب أو يتظاهرون بالوطنية باستحضار أحداث تنتمي إلى حقبة تاريخية مغايرة تماماً ولت وانتهى أمرها.
الملاحظ أن مثيري الشغب الإنجليز يميلون لارتداء زي موحد كان يبدو أنيقاً في المدرجات منذ ربع قرن مضى - من أسماء تجارية مثل «ستون آيلاند» و«بيربري» و«أديداس» - لكن مثيري الشغب الموجودين حالياً يشكلون فئة مختلفة عن تلك التي كانت سائدة في تلك الأيام الخالية. لقد ولى عهد مثيري الشغب المصنفين في «الفئة ج» في الجزء الأكبر منه، وحلت محلهم فئة جديدة من المشجعين الأصغر سناً تتراوح أعمار العدد الأكبر منهم بين 19 و25 عاماً، الذين رغم أنهم ليسوا على المستوى ذاته من الخطورة كسابقيهم، فإنهم يعملون على تعويض ذلك باتباع أسلوب تفكير مشوه يجعلهم يتباهون بالتورط في أي سلوك رديء ومرفوض.
وتكمن المهمة الأصعب في مواجهة هذا التفكير والانتصار عليه، وربما أهدر ساوثغيت ولاعبوه فرصة ذهبية بعدم تصرفهم على النحو الذي أبداه المنتخب الألماني بالوقوف بشكل واضح ضد سلوك الجماهير والتبرؤ ممن لا يزالون يخلطون بين مباريات المنتخب والمسابقات الرياضية القديمة التي كانت تجرى في العصور الوسطى.
بيد أن هذا لا يعني تلقائياً أنه عندما تخوض ألمانيا مباريات دولية في المستقبل، ستبقى العناصر الديماغوغية والمشاغبة بعيدة عن الملاعب، لكن على الأقل أظهر المدرب ولاعبوه إدراكهم لأن هذا النمط من السلوك المرفوض يؤثر سلباً على المنتخب أيضاً، وأنه من الأفضل مواجهته بدلاً عن تحاشيه والوقوف ساكنين باعتبارها مشكلة تخص آخرين. وربما بمقدور نظرائهم الإنجليز تعلم درس مفيد منهم على هذا الصعيد.


مقالات ذات صلة

أمم أفريقيا: مصير الركراكي والطرابلسي وحسام حسن على المحك

رياضة عربية وليد الركراكي (رويترز)

أمم أفريقيا: مصير الركراكي والطرابلسي وحسام حسن على المحك

تضع الاتحادات الكروية الثقة في مدربين كبار أجانب من أصحاب الخبرة والباع الطويل في المجال التدريبي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عالمية لم يكن يحيط بميسي سوى القادة والممثلين (رويترز)

فوضى ومقذوفات وتحطيم مقاعد بعد زيارة ميسي لكولكاتا

قالت وكالة «إيه إن آي» الهندية للأنباء إن جولة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في البلاد بدأت اليوم (السبت) بفوضى عارمة عندما خلع مشجعون مقاعد ممزقة.

«الشرق الأوسط» (كولكاتا)
رياضة عربية مجيد بوقرة (وكالة قنا)

مدرب الجزائر: محبطون للخروج من كأس العرب... وخسرنا بركلات الحظ

أكد مجيد بوقرة، مدرب منتخب الجزائر، أنه يشعر بالإحباط للفشل في التأهل إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العرب لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية إيتسيو سيمونيلي (رويترز)

الرابطة الإيطالية: إقامة مباراة بأستراليا ممكنة رغم «الشروط غير المقبولة» للاتحاد الآسيوي

قال إيتسيو سيمونيلي رئيس رابطة دوري الدرجة الأولى الإيطالي، الجمعة، إن المباراة المقترح إقامتها في بيرث بأستراليا ضمن المسابقة لا تزال قيد الإعداد.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية يتضمن عرض «تيثر» الاستحواذ على حصة شركة «إكسور» القابضة في يوفنتوس (تيثر)

مجموعة «تيثر» تتقدم بعرض لشراء نادي يوفنتوس

قالت مجموعة «تيثر» للعملات المشفرة، الجمعة، إنها قدمت عرضاً نقدياً بالكامل إلى الشركة القابضة لعائلة أنييلي لشراء كامل حصتها في نادي يوفنتوس الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (روما)

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».