المخابرات الإسرائيلية تعلن عن إحباط 200 عملية فلسطينية منذ مطلع 2017

قوات شرطة إسرائيلية تحيط بجثة أحد ثلاثة فلسطينيين قتلوا شرطيين في منطقة الأقصى في يوليو الماضي (أ.ف.ب)
قوات شرطة إسرائيلية تحيط بجثة أحد ثلاثة فلسطينيين قتلوا شرطيين في منطقة الأقصى في يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

المخابرات الإسرائيلية تعلن عن إحباط 200 عملية فلسطينية منذ مطلع 2017

قوات شرطة إسرائيلية تحيط بجثة أحد ثلاثة فلسطينيين قتلوا شرطيين في منطقة الأقصى في يوليو الماضي (أ.ف.ب)
قوات شرطة إسرائيلية تحيط بجثة أحد ثلاثة فلسطينيين قتلوا شرطيين في منطقة الأقصى في يوليو الماضي (أ.ف.ب)

أعلن رئيس جهاز «الشاباك» (المخابرات الإسرائيلية العامة)، نداف أرغمان، أن قواته تمكنت، منذ بداية العام الحالي، من إحباط 200 عملية فلسطينية مسلحة، على الأقل، ضد أهداف إسرائيلية، بينها عمليات انتحارية ضخمة استهدفت قتل عدد كبير من الإسرائيليين. وقال أرغمان، إن الهدوء القائم أمنيا يجب ألا يخدع أحدا، وقد ينفجر في أية لحظة.
وأضاف في تقرير له عرضه على الحكومة في جلستها الأخيرة، أول من أمس، إنه «على الرغم من الهدوء النسبي الذي يسود الضفة في الآونة الأخيرة، فإن الوضع الأمني (هش). والوضع في غزة مشابه، أيضا، حيث إن حماس تواجه ضائقة استراتيجية، لكنها مستعدة للدخول في مواجهة مع إسرائيل من حيث قدراتها العسكرية». وقال أرغمان: «رغم أن الوضع الأمني في الضفة الغربية هش ويتميز بحساسية عالية للأحداث ذات الطابع الديني وبمستوى مرتفع من العمليات، فإن هناك مستوى تهديد مرتفع بتنفيذ عمليات، أيضا من قبل تنظيمات الإرهاب الراسخة، ومن قبل الجهات الفاعلة بشكل مستقل».
لكن الحكومة الإسرائيلية، لم تتخذ أية قرارات بهذا الشأن، سوى الاستمرار في السياسة الحالية، التي تتسم بانتظار التطورات والرد عليها، مع العلم بأن أجهزة الأمن تقترح عليها المبادرة إلى خطوات سياسية تحدث تغييرا في الأجواء في المنطقة.
وقال رئيس المخابرات، أرغمان، إن قيادة الجناح العسكري لحركة حماس في غزة ومقرات قياداتها في الخارج، تستثمر الجهود لتنفيذ عمليات في الضفة الغربية من أجل تقويض الاستقرار النسبي، لكنها تجد صعوبة في ذلك، بسبب نشاطات الإحباط التي تقوم بها قوات الأمن الإسرائيلية. وحسب أرغمان، فقد حاول نشطاء الجناح العسكري في السنة الأخيرة، دفع عشرات العمليات. وقال أرغمان للوزراء، إنه منذ عملية الرابع عشر من يوليو (تموز) في الحرم القدسي، لاحظ «الشاباك» حدوث ارتفاع في عدد التحذيرات من وقوع عمليات. فعلى سبيل المثال، ارتفع عدد التحذيرات في شهر يوليو بنسبة ثلاثة أضعاف عنها في شهر يونيو (حزيران). «وهذا نتاج المحفزات على تنفيذ عمليات، وبسبب الارتفاع الكبير في الحوار المتطرف والتحريض على الشبكات الاجتماعية الذي يدعو إلى تنفيذ عمليات فردية».
وحسب أرغمان، فقد أحبط جهاز الشاباك، خلال الأشهر الأخيرة، أكثر من 70 عملية محلية. ومنذ بداية 2017، أحبط نحو 200 عملية كبيرة، من بينها عمليات انتحارية وإطلاق للنار واختطاف. وقال إنه يتوقع خلال الأعياد العبرية، التي ستبدأ في الأسبوع المقبل، حدوث ارتفاع في حجم الجهود التي ستبذلها التنظيمات الإرهابية والأفراد لتنفيذ عمليات.
كما تناول أرغمان في استعراضه، الأوضاع في غزة، ولئن كان قد تحدث عن وضع «هش» في الضفة، فقد وصف الأوضاع في غزة بأنها «هدوء مضلل»، وأضاف بأن السنوات التي مضت منذ عملية «الجرف الصامد» سنة 2014، هي أكثر فترة هدوء شهدها القطاع منذ 30 عاما. وقال إن حركة حماس تواجه ضائقة استراتيجية، وتجد صعوبة في تحقيق إنجازات سياسية، أو تجد حلولا فاعلة للمصاعب المدنية في القطاع. وحسب رأيه، فإن «المصاعب المدنية والاقتصادية في القطاع تزداد سوءاً. إعادة بناء القطاع تراوح مكانها، وهناك أزمة شديدة في البنى التحتية وارتفاع كبير في نسبة البطالة، وأزمة رواتب وانخفاض في الناتج القومي». وأكد رئيس الشاباك، أنه على الرغم من الضائقة المدنية، فإن حماس تواصل الاستثمار الكبير في الاستعداد للحرب المقبلة مع إسرائيل، أيضاً على حساب رفاهية السكان. وقال: «منذ الآن باتت الحركة تستعد للمواجهة مع إسرائيل، وهي تعمق علاقاتها الاستراتيجية مع المحور الشيعي، بقيادة إيران، وترسخ بدعم منها، قاعدة لها في لبنان».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.