يعلون يطالب نتنياهو بالاستقالة فوراً

اتهمه بتحويل إسرائيل إلى «دولة فاسدة»

TT

يعلون يطالب نتنياهو بالاستقالة فوراً

طالب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعلون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالاستقالة الفورية من منصبه، بسبب التحقيقات التي تطاله وزوجته في قضايا فساد.
وقال يعلون، وهو صديق سابق مقرب وحليف لنتنياهو، قبل أن تسوء العلاقة بينهما ويستقيل: «لقد طالته قضايا فساد بشكل شخصي، والتحقيقات طالت مقربين منه كذلك، عليه الاستقالة فوراً من منصبه». وأضاف: «أقول بكل أسف إننا أصبحنا دولة فاسدة بسبب أولئك الذين يفضلون مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة».
وهاجم يعلون نتنياهو على خلفية صفقة الغواصات الألمانية التي تثير جدلاً كبيراً في إسرائيل، معتبراً أن «الناس لا يدركون كيف يصيب الفساد كل واحد منا». وتساءل: «ماذا كان يمكن أن نفعله مثلا بملياري يورو بدل أن تذهب في صفقة لا نحتاج إليها؟»، في إشارة إلى صفقة الغواصات. ورأى أن «فقدان ثقة الجمهور في الحكومة سبب آخر مهم للاستقالة الفورية».
وتحقق الشرطة الإسرائيلية في شبهات فساد في قضية شراء غواصات من ألمانيا. واعتقلت الأسبوع الماضي 6 مسؤولين إسرائيليين في هذه القضية، بينهم مسؤول في مكتب نتنياهو وقائد بحرية سابق، بعد اعترافات لممثل الشركة الألمانية لتصنيع الغواصات ميكي غانور الذي تحول إلى «شاهد ملك»، قال فيها إن محامي نتنياهو، وهو ديفيد شيمرون، كان يُفترض أن يتلقى عمولة تقدر بنحو عشرة ملايين دولار مقابل الدفع باتخاذ قرار شراء الغواصات.
ويشتبه شيمرون بالدفع لعقد اتفاق قيمته مليارا يورو لشراء غواصات لسلاح البحرية الإسرائيلي ومركبات أخرى لحماية حقول الغاز الطبيعي في البحر المتوسط مقابل عمولة كبيرة. وتبحث الشرطة دور نتنياهو في قرار شراء الغواصات والسفن.
وكان يعلون نفسه وصف الصفقة بأنها «القشة التي كسرت ظهر البعير مع نتنياهو». وأضاف: «أعرف عن رؤساء حكومات سابقين كانوا فاسدين من أجل مصلحتهم الخاصة، ولكن الأمر يختلف تماماً عندما يخاطر رئيس وزراء بمصالح الدولة من أجل مكاسبه».
وقضية الغواصات واحدة من بين أربعة ملفات تحقق فيها الشرطة الإسرائيلية بشبهة فساد نتنياهو وزوجته سارة. وكشفت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي عن مسودة لائحة الاتهام التي ستقدم ضد سارة نتنياهو التي يتضح أنها أمرت عمال مقر إقامة رئيس الحكومة بعدم كشف وجود طباخين في المقر، حتى تتمكن من طلب الطعام من الخارج.
وينص القانون الإسرائيلي على عدم جواز طلب الطعام من الخارج إذا وجد طباخون يتقاضون رواتبهم في مقر رئاسة الحكومة. وورد في مسودة لائحة الاتهام أن سارة نتنياهو وبخت المدير السابق للمقر ميني نفتالي، حين كتب في تقرير له موجَّه إلى قسم الحسابات عن وجود طباخة في المقر.
وبحسب القناة العاشرة الإسرائيلية، فقد وصلت تكاليف طلبيات الطعام أحياناً إلى 20 ألف شيقل في الشهر (6000 دولار). وأخفت سارة أمر وجود طباخين لديها في المنزل لمدة ثلاث سنوات ما بين 2010 إلى 2013، وكان ذلك بالتعاون مع المدير العام لمكتب نتنياهو عزرا سيدروف الذي سيخضع للمحاكمة كذلك.
ومن المنتَظَر أن تُوجَّه إلى زوجة نتنياهو كذلك تهمة الحصول على هدايا بقيمة 359 ألف شيقل (نحو 100 ألف دولار) عن طريق الخداع. وتم إبلاغها بهذه اللائحة، وستعقد جلسة استماع لها، على أن يتم تقديم لائحة الاتهام الرسمية بعدها.
وكان المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت أكد لعقيلة نتنياهو أنه بصدد محاكمتها في قضية تحايل وتلقي هدايا ممنوعة وخرق الثقة، بعد خضوعها لمساءلة قانونية. وردّ نتنياهو على قرار المستشار القضائي، معتبراً أن «قصة طلب الوجبات كذب وهذيان وستتبخر بعد المساءلة القانونية».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».